مبيعات منظمي الرحلات السياحية الألمانية تنخفض الثلثين.. والخسائر 23 مليار يورو

انخفاض 80% في الحجم الإجمالي للرحلات السياحية المنظمة خلال عام 2020

الرحلات الطويلة والبحرية تعاني.. وتنظيم السفر الفردي يتغلب على الجماعي

توقعات بتحقيق العام الجاري 50% من مبيعات 2019

 

كشف معهد أبحاث السوق الألماني "GfK"، الذي يسجل سلوك السفر لأكثر من 40 ألف مواطن ألماني في 19 ألف أسرة شهريا، عن انخفاض مبيعات 28 من منظمي الرحلات السياحية في ألمانيا والنمسا وسويسرا خلال العام السياحي 2019-2020، والتي استمرت في الفترة من نوفمبر 2019 حتى أكتوبر 2020، بنسبة الثلثين مقارنة بالعام السياحي السابق.

 

ووفقا لتقرير المعهد، والاتحاد الألماني للسياحة "DRV"، فإن حجم الرحلات المنظمة خلال العام السياحي الماضي انخفض بنسبة 64.8%، حيث توقفت المبيعات عند 12.4 مليار يورو، مقابل 35 مليار يورو في العام السياحي السابق 12018-2019.

 

وبحسب موقع "FVW" الألماني، يتوقع منظمو الرحلات الألمان أن تحقق مبيعات العام السياحي الحالي نحو ​​50% فقط من مبيعات عام 2019، عندما يبدأ العمل مرة أخرى في موسم الربيع.

 

خسائر المبيعات بالمليارات

 

وجاءت إحصائيات معهد أبحاث السوق الألماني، والاتحاد الألماني للسياحة، اعتمادا على الأرقام الخاصة بجميع رحلات العطلات، والرحلات الخاصة المحجوزة مسبقا لليلة واحدة على الأقل، خلال العام السياحي 2019-2020، والذي شهد خسائر في المبيعات بلغت نحو 23 مليار يورو.

 

وقال "فيرنر سولبرج"، عضو لجنة أبحاث السوق في "DRV": "لقد تراجعت أعمال المنظمين إلى مستوى عام 1989، قبل إعادة التوحيد، وبحساب الخسائر الإجمالية في عام 2020 ككل، فمن المرجح أن يصل الانخفاض إلى 80%".

 

الرحلات الفردية تتغلب على الجماعية

 

وذكر التقرير أن سوق تنظيم الرحلات وصل إلى مستوى قياسي بلغ 35 مليار يورو في عام 2019، بعد ما يقرب من 50 عاما من النمو المستمر، فقط خلال سنوات قليلة، وحتى بعد حرب العراق في عام 2003، وخلال الأزمة المالية العالمية في عام 2009، ولم تصل الخسائر خلال السنوات الماضية إلى الحد الذي تشهده حاليا.

 

حيث انخفض حجم الرحلات الجماعية المنظمة من قبل 2300 من منظمي الرحلات السياحية الألمانية في عام 2020 بشكل أكثر حدة، مقارنة بحجم الرحلات المنظمة بشكل فردي، والتي بلغ انخفاضها نسبة 42.8%، إلى 19.5 مليار يورو فقط، في حين أنه خلال السنوات السابقة كان كلا القسمين بنفس الحجم تقريبا.

 

ويرجع هذا التحول بشكل أساسي إلى حقيقة أنه بعد الإغلاق الأول في الربيع، كانت العطلات بالسيارة والقطارات داخل ألمانيا والدول المجاورة ممكنة ومطلوبة، حيث تم تنظيم أكثر من نصف رحلات العطلات داخل ألمانيا، الأمر الذي لم يحدث منذ السبعينيات، والذي نظمها عدد كبير من المواطنين الألمان بأنفسهم عبر الإنترنت.

 

الرحلات الطويلة والبحرية تعاني

 

أما المعاناة الكبرى فكانت لقطاعي الرحلات الطويلة والبحرية، اللذان كان لهما الفضل في نمو سوق منظمي الرحلات السياحية خلال السنوات الأخيرة، ووفقا لتصريحات سولبرج، فإن حجم سوق السفر لمسافات طويلة بلغ نحو 7 مليارات يورو في عام 2019، ولكن نظرا لتحذيرات السفر ومتطلبات الحجر الصحي، اختفت كثير من الدول تماما من الخريطة السياحية، ومن المتوقع أن يكون الحال مماثلا في صيف 2021. أيضا بالنسبة لصيف 2021.

 

وفي المقابل، توقف النمو بشكل مفاجئ في قطاع الرحلات البحرية، وعلى الرغم من إعادة تشغيل شركات الشحن عبر المحيطات مثل "TUI Cruises"، و"Aida"، و"Costa"، و"MSC"، و"Hapag-Lloyd Cruises"، تحت متطلبات صارمة للنظافة والسلامة، في بحار الشمال والبلطيق والبحر الأبيض المتوسط ​​خلال الصيف، ولكن تم استخدام جزء صغير فقط من الأسطول، وتقليل نسبة إشغال السفن.

 

الرحلات النهرية أفضل حالا رغم الخسائر

 

وكان منظمو الرحلات النهرية على الأنهار الأوروبية أفضل حالا رغم تعرضهم للخسائر، بسبب استمرار الطلب على المغادرة عبر الموانئ الألمانية، ولكن وفقا للخبراء فإن سوق الرحلات النهرية الألمانية شهد انخفاضا ما بين 60 إلى 70% خلال 2019-2020، والتي قدرت مبيعاتها في 2019 بنحو 5.5 مليار يورو، بحسب بيانات "FVW".

 

وينطبق هذا على مجموعة "FTI"، و"Schauinsland-Reisen"، و"Phoenix Reisen"، و"Vtours"، فيما سجلت شركة "Hotelplan Suisse" الرائدة في السوق السويسرية انخفاضا في المبيعات بنفس الحجم، واضطرت إلى تخفيض العمالة، مثل العديد من الشركات الألمانية.

 

الأمل في النصف الثاني من العام

 

أما بالنسبة للعام السياحي الحالي، تتوقع معظم الشركات التي شملها الاستطلاع أن تحقق المبيعات نصف مستوى عام 2019، على الرغم من تعرض معظم وجهات السفر لمسافات طويلة إلى ضربة موجعة خلال موسم الشتاء الحالي، والفشل الكامل لموسم التزلج في جبال الألب، وتجديد تحذير السفر قبل فترة وجيزة من عيد الميلاد، في وجهات مشمسة مثل جزر الكناري.

 

وتأمل الشركات أن تتمكن من البدء في السفر إلى الخارج مجددا على نطاق أوسع في مايو القادم، حيث تظهر جميع الاستطلاعات رغبة الألمان في قضاء العطلات، ولكنهم مازالوا مترددين.

 

وقال سولبرج إن القطاع في النصف الثاني من العام يجب أن يزدهر مثلما حدث في السنوات السابقة، من أجل الوصول إلى نصف حجم عام 2019، وحتى بالنسبة لعام 2022، لا يتوقع معظم المنظمين عودة النتائج إلى مستويات ما قبل الوباء، وستكون هناك حاجة إلى الكثير من المثابرة قبل أن يتمكن سوق السفر الألماني من مطابقة سجله البالغ 50 عاما.