المرشدة السياحية أسما رؤوف: منتدى شباب العالم نقطة تحول لمبادرة مصر أحلى ودعم الرئيس السيسي فتح الأبواب المغلقة

 

مؤسسة المبادرة لـ "ترافل يالا نيوز": أسعى لترويج المناطق الغنية بكنوز وطبيعة غير موجودة بالبرامج السياحية

 

اختار المدن التي تتميز بأنماط سياحية متنوعة شاطئية وأثرية وعلاجية وبيئية

 

مرسى علم بطلة مبادرة مصر أحلى لأنها غنية بالكنوز الطبيعية السياحية

 

دور فعال للمبادرة في كأس العالم بروسيا.. والترويج السياحي لمصر بالعديد من الفعاليات


حوار- أكرم مدحت 

 

أحيانا تكون المبادرات شعارا أو مجرد شو إعلامي، أو يكون عمرها قصيرا جدا ولا تحدث تأثيرا فعالا، ولكن مبادرة "مصر أحلى" لتنشيط السياحة التي أطلقتها المرشدة السياحية أسما رؤوف منذ نحو 7 شهور، كانت لها بصمة مختلفة، سواء على مستوى السياحة الداخلية أو الترويج للمقصد السياحي المصري بالخارج، إلى جانب طرح وتنفيذ الأفكار التي تساهم في تنمية موارد السياحة بآليات غير تقليدية وسهلة، مدعمة بالصور والفيديوهات، والذي تحتاجه فقط هو التخلي عن البيروقراطية والتعاون المثمر مع الوزارات المعنية.

 

أسما رؤوف التي وصل صوتها إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي وأعلن دعمه وتبنيه للمبادرة، خلال مشاركتها الفعالة في منتدى شباب العالم الذي عقد في شرم الشيخ بداية أكتوبر الماضي، كشفت في حوار خاص مع "ترافل يالا نيوز" فكرة المبادرة، وكيف حققت النجاح والشهرة؟، وكواليس لقاءاتها مع عدد من الوزراء، وماذا سيكون دورها خلال مشاركة مصر في كأس العالم روسيا 2018؟

 

 

** فكرة مبادرة مصر أحلى وإطلاقها

قالت أسما إن السياحة هي نشاطي الأساسي، و"مصر أحلى" بدأت فيها كمبادرة منذ شهر يونيو 2017، ونشرها والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن تصوير المناطق السياحية وعمل فيديوهات لها كان على مدار 10 سنوات، مضيفة أن موقع "ترافل يالا" كان الموقع المفضل لي للحجز من خلاله رحلاتي للمناطق السياحية، نظرا لتنافسية الأسعار وجودة عروض شركات السياحة عليه.

 

** سبب إطلاق المبادرة

وأوضحت رؤوف أن سبب إطلاق المبادرة هو الركود السياحي، ومصر بها أماكن جديدة وجميلة يجب الترويج لها للمصريين والأجانب، وغير موجودة بالبرامج السياحية لدى المتشابهة لدى الشركات، في حين أن الأجانب يعرفونها وموجودة على بعض المواقع الأجنبية، ويطلبون زيارتها رغم عدم تضمن برنامجهم السياحي هذه المزارات، حيث يتم الترويج لأجندة الزيارات التقليدية التي تشمل المتحف المصري والأهرامات بالقاهرة، والفنادق العائمة في الأقصر وأسوان، وشرم الشيخ والبحر الأحمر.

 

وأشارت إلى أنها بدأت المبادرة بنشاط السياحة الداخلية وتعريف المصريين بالكنوز المغمورة، وقبل إطلاق المبادرة رسميا كانت تنظم رحلات لهذه الأماكن ولكنها لم تلقى الصدى الكبير المعروف حاليا، وأول زيارة كانت لمدينة مرسى علم، لمناطق جبل حماطة، والحنكوراب، وقلعان، ومحمية وادي الجمال، وبمجرد نزول الفيديو بدأت شركات السياحة تروج لها بشكل كبير، وتلك الاستجابة الإيجابية تؤكد نجاح المبادرة على الأرض.

 

** ردود الأفعال والانتشار ونجاح الهدف

ولفتت إلى أن ردود أفعال الأصدقاء والمتابعين سواء مصريين وعرب وأجانب على صفحة الفيس بوك واستجاباتهم إيجابية ومحفزة وتدل على نجاح هدف المبادرة، حتى أن بعض المواقع الأجنبية تستعين بالفيديوهات التي يتم مشاركتها وتترجمها، ومن جانبها بدأت تكتب على بعض الفيديوهات الترجمة لمساعدتهم.

 

وكشفت أن عدد المتابعين لحسابي الخاص على الفيس بوك وصل إلى 64 ألف متابع، إلى جانب 5 آلاف صديق الذي يمثل الحد الأقصى المسموح به من قبل الفيس بوك، مضيفة أن لديها أصدقاء أجانب كثيرين يدعموها في الترويج للحملة من خلال مشاركة الفيديوهات الخاصة بها على صفحاتهم، في ألمانيا وسويسرا، للترويج السياحي لمصر.

 

** أشهر المناطق السياحية

وقالت أسما إنها قامت بزيارة نحو 15 منطقة، في عدة مدن سياحية، وكانت من المناطق المبهرة جزيرة أم الشيخ في مرسى علم، بالإضافة إلى سهل حشيش، والغردقة، ودهب محمية رأس أبو جالوم، وشرم الشيخ، وركزت على اكتشاف الأماكن بشكل مختلف، علاوة على الأماكن الجديدة غير المكتشفة.

 

 

وأضافت أنها تحرص على اختيار أماكن الترويج الغنية بأكثر من نمط سياحي، بحيث تتضمن سياحة ترفيهية وشاطئية وأثرية وبيئية وعلاجية أيضا، حيث إن السائح الأجنبي لا يعرف سوى الشاطئ والشعب المرجانية، في حين أن هناك أماكن أخرى يجب الترويج لها، مثل البحيرة المسحورة في دهب والتي تعد مركز طبي علاجي طبيعي، وتعريف المشاهد بقيمة المكان والمعلومات القيمة عنه.

 

ولفتت إلى جزيرة الزبرجد في مرسى علم، والتي تعد أغلى جزيرة في العالم، لأنها تحتوي على حجر الزبرجد النادر، لدرجة أن قطعا منه معروضة بالمتاحف في كل من فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، وتحظى باهتمام خاص، ورغم ذلك لا يعرفها أحد أو يزورها.

 

 

وأكدت على أن مصر غنية بالأماكن التي تسوق للسياحة المصرية بحملات بسيطة وذات فعالية وانتشار أكبر وتكلفة أقل، ويمكن للجميع المشاركة، وتم إطلاق حملة تحت اسم "سيلفي مصر أحلى"، يساهم فيها كل المتابعين، من خلال التقاط صور سيلفي في الأماكن السياحية الخلابة وكتابة معلومة مختصرة عنها، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

** دور المبادرة في التوعية والتثقيف

وعلى جانب آخر، أوضحت أن أحد أهم أهداف المبادرة التوعية والتوجيه وليس الترويج فقط، وتستهدف السياحة الداخلية للمصريين التي تنمو بشكل ملحوظ وتنتشر في مدن سياحية مختلفة، ولكنها أظهرت سلبيات كبيرة نتيجة عدم وعي بعض شرائح المجتمع المصري بكيفية التعامل مع المناطق السياحية والفنادق، نتيجة غياب التوعية وليس خطأ منهم.

 

وتابعت بأن إطلاق وزارة السياحة مبادرة "مصر في قلوبنا" وإعلان الرحلة بسعر 500 جنيه في فنادق 5 نجوم إقامة شاملة، كان يتطلب إرفاقهم بمرشد سياحي مع كل مجموعة ليثري معلوماتهم عن المناطق السياحية والأثرية ورفع توعيتهم في كيفية التعامل بتحضر مع تلك الأماكن والفنادق والعاملين بها، نظرا للصورة الذهنية أمام السياحة الأجنبية المتواجدة، وفي نفس الوقت نستغل طاقتهم خاصة في ظل الركود السياحي.

 

** تنظيم الرحلات

قالت أسما إن الفيس بوك بشكل عام كان نشاط حديث لها، حيث أنشئت حسابها في عام 2015، ولكنها جاءت شهرتها الشخصية منذ أيام دراستها الجامعية لاهتمامها بتنظيم رحلات سياحية من خلال شركات سياحة.

 

 

وأضافت أنه بعد إطلاق المبادرة وانتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونجاحها، أصبح لديها خبرة في تنظيم الرحلات مباشرة وتكوين البرامج بعيدا عن شركات السياحة، من خلال حجز الفنادق والأتوبيسات مباشرة، مؤكدة أن هذا لا يتعارض مع نشاط الشركات ولكنه يعد مؤشر جيد وتحريك لحجوزات المصريين على المناطق السياحية الجديدة، والتي قد تجد الشركات عدم جدوى الترويج لها، وبالتالي دخلت في برامجهم بعد ذلك.

 

** المشاركة في المؤتمرات والاهتمام الإعلامي

وعن مشاركة مبادرة "مصر أحلى" في المؤتمرات السياحية أو الدولية، قالت أسما رؤوف إن متابعة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لنشاط المبادرة كان له دور كبير في انتشارها، حتى بدأ منظمو المؤتمرات والمعارض دعوتها للحضور سواء كمشاركة أو متحدثة.

 

وأضافت أن الاهتمام الإعلامي كان من التليفزيون المصري باستضافتي أكثر من مرة في في برنامج "صباح الخير يا مصر" وكانت الانطلاقة الحقيقية لتفعيل نشاط المبادرة نتيجة متابعة المسئولين لهذا البرنامج الهام، حيث تمت دعوتها في نهاية إحدى الحلقات من قبل محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة لحضور مؤتمر إعلان سيناء عاصمة السياحة الدينية، وقابلت خلاله وزيري الآثار والأوقاف، وتحدثت عن أهمية السياحة الدينية وعن كنور جبل موسى الذي لا يعرفها أحد.

 

** مصر أحلى ومنتدى شباب العالم

ويعد منتدى شباب العالم نقطة تحول في حياة المبادرة، والتي حرصت أسما المشاركة به، والذي انطلقت دورته الأولى بمدينة شرم الشيخ أكتوبر الماضي، رغم أنها فقدت الأمل في البداية للمشاركة ولكنها تلقت الدعوة قبل فعالياته بأيام.

 

 

وأوضحت أنها استهدفت التواجد الفعال وليس مجرد حضور الجلسات، من خلال إجراء لقاءات مع الشباب والوفود الأجنبية المشاركة من أنحاء العالم والترويج للمبادرة، وعمل فيديوهات معهم وإعلان شعار "مصر أحلى مع أسما" باللغة العربية، وبدأت تعريفهم بالأماكن السياحية في شرم الشيخ.

 

وأكدت أن المنتدى تحول لنقطة الانطلاق الحقيقية الفعالة للمبادرة بعد حضورها جلسة الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الإعلاميين، رغم عدم وجود أي شباب من المشاركين، وتحدثت فيها مع الرئيس بشأن المبادرة والتي أشاد بها، وتحمس لها وتبناها وأعلن دعمه الكبير، لتفتح الأبواب المغلقة، وخاصة بعد أن تقدمت بشكوى له من سوء تواصل وزير السياحة وقتها ورئيس هيئة التنشيط السياحي، للاستفادة من فكرة المبادرة ودعمها.

 

 

وأضافت أنه بمجرد انتهاء المؤتمر والعودة للقاهرة تم التواصل من قبل مكتب الرئيس والذي تولى التنسيق للقاءات مع الوزارات المعنية أبرزها وزراء الشباب والرياضة، والهجرة، والآثار، ومن المقرر إجراء مقابلة مع الرئيس السيسي بعد إنهاء تفاصيل الملف.

 

ولفتت أسما إلى أن الإنفاق على المبادرة يتم بتكلفة ذاتية، وجاري الإعداد لمرحلة متقدمة والبحث عن رعاة، لرفع كفاءة التصوير وإطلاق موقع سياحي ترويجي متخصص.

 

وفي تلك المرحلة تحتاج المبادرة التصريح الرسمي المكتوب من قبل وزير الآثار بالتصوير في أي مكان أثري، والذي أعلن عن ذلك لقاء مصور معه بمنحي تلك الصلاحية، لتسهيل المهمة مع الجهات المعنية في المناطق الأثرية المختلفة.

 

** تعاون "مصر أحلى" مع وزارة الهجرة.. ودورها في كأس العالم بروسيا

وكشفت أسما عن إبرام برتوكول تعاون مع وزارة الهجرة والمبادرة، للتواصل مع الجاليات المصرية في الدول العربية للترويج لها من خلالهم، فضلا عن إطلاق الوزارة حملة في روسيا خلال فعاليات كأس العالم تتحمل تكاليفها بالكامل، لكل الجاليات المصرية التي ستحضر المونديال من أنحاء العالم، وسيتم عقد ندوة هناك عن تنشيط السياحة المصرية، مشيدة بدعم الدكتورة نبيلة مكرم لنجاح دور المبادرة في ورسيا.

 

 

وأشارت إلى أنه سيتم التواصل أيضا مع الجاليات العربية التي ستحضر المباريات، بالإضافة إلى التعاون مع شركات سياحة للترويج للمقصد المصري من خلال توزيع هدايا، و"فلاش ميموري" تحوي صور للمناطق السياحية على الأجانب.

 

** تأهيل بيوت الشباب لإقامة السائحين

وقالت أسما إنه تم التعاون بين المبادرة مع المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، بإطلاق تطبيق لبيوت الشباب الموجودة في مصر مثلما يحدث في دول العالم، حيث إن الشباب الأجانب يبحثون عند السفر عن أرخص الأماكن للإقامة، ولدينا في مصر الكامبات مليئة أكثر من الفنادق في بعض المدن السياحية، وبالتالي يجب استغلال بيوت الشباب وتطويرها لتصبح فنادق للأجانب.

 

وصرحت بأنه تم الاتفاق مع وزير الشباب بدء التنفيذ والترويج بسعر 8 دولارات للفرد في الليلة، تشمل إقامة بالإفطار، وهو سعر قليل جدا بالنسبة للأجانب، على أن يتم الحجز من خلال هذا التطبيق وهم في بلادهم، لافتة إلى أن هذا المشروع دمج هذه الوزارة في تنشيط السياحة لمصر، فضلا عن العائد المادي لها بالعملة الأجنبية بما يخدم الاقتصاد القومي.

 

 

وأوضحت أن التطبيق سيتم تنفيذه وإطلاقه بإنفاق شخصي رغم تكلفته العالية، لأنه يشمل صور وفيديوهات ونظام حجز، ويحتاج تقنية تكنولوجية تستوعب حجم الطلبات والإقبال عليه، وترجمته لأكثر من لغة.

 

** مصر أحلى والسياحة العلاجية

ومن ناحية أخرى، أكدت أسما أن السياحة العلاجية أحد الملفات الهامة في مبادرة "مصر أحلى"، بالترويج للأماكن الطبيعية التي تنمي هذا النشاط مثل البحيرة المسحورة في دهب والتي تحتوي على الطمي اللي فيها بيعالج الجلد، والسمك الصغير الذي يلتقط الجلد الميت من الجسم، ونسبة ملوحة تعالج الأمراض الروماتيزمية في الجسم.

 

فضلا عن لفت نظر وتشجيع المستثمرين على الاستفادة من التجارب الناجحة للدول الأخرى مثل بناء مستشفيات متخصصة في الطب الحديث للعلاج بالأعشاب الطبيعية بعيدا عن العلاج التقليدي لبعض الأمراض الخطرة، مثلما فعلت الصين التي جذبت العرب بشكل كبير بنجاح هذا الملف.

 

** نشر الثقافة السياحية والأثرية بالمدارس والجامعات

وأكدت مؤسسة مبادرة "مصر أحلى" على ضرورة ترسيخ الثقافة السياحية والأثرية في التعليم بعمل مادة ترفع وعي وثقافة الطلاب بالمناطق السياحية في مصر، باستغلال خبرات الدول التي لم يكن بها سياحة وأصبحت من المقاصد الجاذبة عالميا، وذلك بسبب تدريس مادة سياحية في المدارس، وأسعى لتنفيذ ذلك وليس مجرد فكرة، إلى جانب إعادة إحياء الرحلات المدرسية إلى المناطق الأثرية كما كان منذ سنوات.

 

علاوة على التعاون مع الجامعات أيضا بتنظيم رحلات للطلبة إلى المناطق السياحية الجديدة، ليكونوا أفضل سفراء ومروجين للسياحة في مصر باستغلال تفاعلهم على مواقع التواصل الاجتماعي.