العناني متحدث رئيسي في المائدة المستديرة لمؤسسة الشرق الأوسط والأدنى الألمانية ببرلين

شارك الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، فور وصوله في زيارة قصيرة إلى العاصمة الألمانية برلين، كمتحدث رئيسي بالمائدة المستديرة التي نظمتها مؤسسة الشرق الأوسط والأدنى الألمانية NUMOV German Near and Middle East Association، تحت عنوان "مصر"، وذلك في مقر المؤسسة ببرلين.

 

جاء ذلك بحضور خالد جلال سفير مصر بألمانيا، ورئيس اتحاد السفر الألماني، وأكثر من 50 من ممثلي اتحادات الغرف السياحية والسفر وكبرى الشركات، ومنظمي الرحلات السياحية وشركات الطيران والتنمية والاستثمار والبنوك بألمانيا، واتحاد الدول الأورومتوسطية والعربية، وأعضاء المجلس الاستشاري لموسسة NUMOV، والجمعية المصرية الألمانية ببون، وغيرهم من ممثلي المؤسسات الثقافية والسياحية والاقتصادية المختلفة، والذي حضر العدد الأكبر منهم افتراضيا، حيث تم بث فعاليات هذه المائدة المستديرة مباشرة عن طريق تقنية الفيديو كونفرانس.

 

استهل عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة NUMOV، توماس إليربيك، المائدة المستديرة، بالترحيب بوزير السياحة والآثار وجميع الحاضرين، مشيرا إلى عمق العلاقات المصرية الألمانية في كل المجالات، وخاصة في مجال صناعة السياحة، وأكد أن المقصد المصري من أهم المقاصد السياحية والمفضلة لدى السائح الألماني، لافتا إلى التدفق السياحي الذي شهده عام 2019 من ألمانيا إلى مصر.

 

واستهل الدكتور خالد العناني كلمته، باستعراض أبرز الجهود التي قامت بها الدولة المصرية لمواجهة تداعيات أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، لضمان صحة وسلامة كل العاملين بالقطاع السياحي والمواطنين والسائحين.

 

وأشار إلى الانتهاء من تطعيم جميع العاملين بالقطاع السياحي بمحافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء بالأمصال المضادة لفيروس كورونا، ولفت إلى أنه سيتم الانتهاء من تطعيم جميع المواطنين والمقيمين في هاتين المحافظتين بنهاية شهر يونيو الجاري، وأنه جاري الآن تطعيم العاملين بالقطاع في باقي المحافظات السياحية مثل الأقصر، وأسوان، والقاهرة، والإسكندرية.

 

كما قدم لمحة عامة عما اتخذته الدولة من تدابير وإجراءات احترازية ووقائية وضوابط السلامة الصحية في كل المنشآت السياحية والفندقية والمنتجعات السياحية والمتاحف والمواقع الأثرية المختلفة على مستوى الجمهورية، وكذلك المطارات وشركات الطيران والأنشطة السياحية، بالإضافة إلى استحداث شهادة السلامة الصحية، التي يجب توافرها في جميع المنشآت الفندقية والسياحية، كشرط أساسي للسماح لها بإعادة التشغيل واستقبال الزائرين والسائحين وممارسة الأنشطة السياحية.

 

ولفت إلى حملات التعقيم الدورية التي تتم بالفنادق والمنتجعات السياحية والمطاعم والمتاحف والمواقع الأثرية، وفقا للمعايير الدولية لإجراءات التعقيم، فضلا عن قيام المجلس الدولي للسياحة والسفر (WTTC) باعتماد هذه الضوابط ومنح مصر خاتم السفر الآمن.

 

كما استعرض حركة السياحة الدولية الوافدة إلى مصر خلال العشر سنوات الماضية، وكيف كانت النتائج مبشرة في أوائل عام 2020 وحتى ظهور الجائحة، كما استعرض ضوابط استئناف السياحة الوافدة إلى مصر مرة أخرى منذ أول يوليو 2020 بعد فترة إغلاق دامت حوالي 3 أشهر.

 

وأوضح الإجراءات الاحترازية المطبقة قبل دخول المسافر إلى مصر، والتي من بينها ضرورة حصول القادمين إلى مصر على شهادة اختبار سلبية لتحليل PCR لا تزيد مدتها عن 72 ساعة قبل قدومهم لمصر، مع السماح للركاب القادمين إلى مطارات الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم وطابا والأقصر الدوليين بعمل تحليل الـPCR للكشف عن فيروس كورونا المستجد فور وصولهم إلى تلك المطارات، وذلك في حالة عدم تقديمهم شهادة تفيد بإجراء التحليل، مقابل سداد 30 دولارا أمريكيا (أو ما يعادلها)، ولفت إلى إمكانية إجراء تحليل PCR وفحوص الأجسام المضادة "Antigen" للسائحين، بناء على طلبهم قبل المغادرة إلى بلدانهم.

 

وأشار إلى التحسن التدريجي الذي شهده أداء السياحة المصرية منذ استئناف حركة السياحة الوافدة، ولفت إلى أن أعداد السائحين في تزايد منذ بداية عام 2021، حيث وصل عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال شهر أبريل 2021 إلى 525 ألف سائح، وهو حوالي 50% من مثيلتها من عام 2019، حيث كان يزور مصر مليون سائح شهريا، ما يدل على ثقة هذه الدول في المقصد السياحي المصري.

 

كما تناول الحديث ما قامت بها الدولة والحكومة المصرية لدعم القطاع السياحي وحركة السياحة الوافدة، وخاصة الحوافز التشجيعية، ومنها منح تخفيض على أسعار وقود الطائرات لتصل القيمة الإجمالية للتخفيض إلى 15 سنتا على الجالون، ومنح تخفيض بنسبة 50% على رسوم الهبوط والإيواء، وتخفيض بنسبة 20% على رسوم الخدمات الأرضية المقدمة في المطارات المصرية في المحافظات السياحية حتى 31 أكتوبر2021.

 

كما ألقى الدكتور خالد العناني، خلال حديثه، الضوء على مقومات مصر السياحية ومقاصدها المتميزة والمتنوعة التي تقدم كل ما ينتظره السائح في تجربته السياحية، من منتجعات سياحية متميزة وأماكن مفتوحة وشمس دافئة وجو ممتع وشواطئ ومناظر طبيعة خلابة، بالإضافة إلى تفردها بالعديد من المتاحف والمواقع الأثرية، مما يعطيها فرصة للمزج بين الأنماط السياحية المختلفة.

 

وتحدث الوزير عن الجهود التي تبذلها الدولة المصرية حالياً لإعداد بنية تحتية سياحية قوية من افتتاح فنادق ومنتجعات سياحية جديدة، وإنشاء مدن سياحية كاملة جديدة لتكون مقصدا سياحيا يعمل طوال العام صيفا وشتاء، مثل مدينة الجلالة على خليج السويس، ومدينة العالمين الجديدة، بالإضافة إلى افتتاح العديد من المتاحف والمشاريع الأثرية الكبرى.

 

وأشار إلى حرص الدولة على تعزيز دمج السياحة الثقافية مع السياحة الشاطئية والترفيهية، وذلك من خلال إنشاء شبكة طرق ضخمة وقطارات سريعة بين المحافظات المصرية المختلفة، بالإضافة إلى العمل على ربط البحر الأحمر بوادي النيل على كل محاوره.

 

وخلال المائدة المستديرة، أشاد بعض الحاضرين بضوابط السلامة الصحية التي يتم تطبقها في المنتجعات السياحية المصرية، والتي لمسوها بأنفسهم على أرض الواقع خلال زيارتهم الأخيرة لمصر.

 

جدير بالذكر أن هذه هي الزيارة الثانية لوزير السياحة والآثار إلى العاصمة الألمانية برلين، بعد أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، لدفع حركة السياحة الألمانية الوافدة إلى المقصد السياحي المصري، وذلك بالتنسيق الكامل مع سفير مصر بألمانيا، الذي قام بإعداد برنامج مكثف ومتنوع للوزير، لعقد عدد من اللقاءات الرسمية والمهنية مع مسئولي الحكومة من القطاعات المختلفة، ورؤساء مجالس كبرى الشركات ومنظمي الرحلات والاتحادات السياحية الألمانية.

 

تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الشرق الأوسط والأدنى الألمانية NUMOV German Near and Middle East Association، هي أقدم وأكبر مؤسسة في ألمانيا تعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية بين ألمانيا ودول الشرق الأدنى والشرق الأوسط، ومنذ إنشائها عام 1934، دعمت المنظمة الشركات الأعضاء فيها في إنشاء وتطوير العلاقات التجارية والتعاون الثنائي بين ألمانيا ودول هاتين المنطقتين من خلال السفارات الألمانية في الشرق الأدنى والأوسط وسفارات هاتين المنطقتين في ألمانيا.

 

يقع مقر المؤسسة في برلين، ولها مكاتب تمثيلية في حوالي 10 مدن ألمانية، وشغل المستشار الاتحادي السابق لألمانيا، غيرهارد شرودر، منصب الرئيس الفخري للمؤسسة منذ عام 2005.