افتتاح مقبرة (محو) الأجمل في سقارة لأول مرة منذ اكتشافها وتعود للدولة القديمة


كتب- أكرم مدحت 

 

افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار مقبرة "محو" للزيارة في منطقة سقارة، والتي تفتح أبوابها للزائرين لأول مرة منذ اكتشافها عام 1940، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميم المقبرة، والتي تعود إلى عصر الأسرة السادسة في الدولة القديمة.

 

 

وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المقبرة كانت مغلقة منذ أن اكتشفتها البعثة الأثرية المصرية العاملة بالموقع على يد الأثري المصري زكي سعد عام 1940، والذي اكتشف العديد من المقابر الأخرى الرائعة مثل مقابر نبت، وخنوت، زوجتي الملك ونیس.

 

وقال وزيري إن مقبرة "محو" تعد من أجمل وأكمل مقابر الدولة القديمة في سقارة، والتي لاتزال تحتفظ ببهاء ألوان مناظرها الرائعة، وكثرة التفاصيل في المناظر والتي أضيفت في عصر الأسرة السادسة، ولم تظهر في مقابر الأسرة الخامسة بسقارة، ومنها منظر تزاوج التماسيح والسلحفاة.

 

 

وأضاف أن من أهم المناظر التي صورت على الجدران، منظر لصاحب المقبرة يصید الطیور بعصا الرمایة والأسماك بالحربة في الأحراش، وهو من المناظر التي تدل على نفوذ صاحب المقبرة، والذي حرص على نقشه في الحجرات الأولى والأقرب لرؤیة الزوار، بالإضافة إلى منظر الزراعة من بذر وحصاد وتذریة، ومنظر صید الأسماك بالشبكة الكبيرة، ومنظر الطهي وصناعة البیرة، والموسيقى والرقص الأكروباتي والذي لم يظهر هذا النوع من الرقص في سقارة إلى في الأسرة السادسة فقط.

 

ومن جانبه، كشف عادل عكاشة رئيس الإدارة المركزية للقاهرة والجيزة، أن وزارة الآثار كانت قد بدأت في مشروع ترميم وتطوير المقبرة بالشكل الذي يؤهلها لاستقبال زوارها، وشملت ترميم وتنظيف النقوش الملونة على جدران المقبرة بالطرق الميكانيكية والكيميائية، وتثبيت الألوان الضعيفة، بالإضافة إلى تطوير منظومة الإضاءة للمقبرة وتغطية بئر الدفن.

 

 

وفي سياق متصل، قال صبري فرج مدير عام منطقة سقارة أن المقبرة تخص محو وعائلته، وقد عاش في عهد الملك بيبي الأول، حيث كان يحمل 48 لقبا نقشوا على حجرة دفنه والتابوت الخاص به، ومن أهمهم رئيس القضاة، ووزير، والمشرف على كتبة وثائق الملك، ومشرف على مصر العلیا، وحاكم الإقلیم.

 

حضر مراسم الافتتاح السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ومحافظ الجيزة، والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، وعالم الآثار العالمي الدكتور زاهي حواس، هذا بالإضافة إلى عدد من سفراء الدول الأجنبية في مصر، منهم قبرص وإيطاليا، المكسيك، البرازيل، فرنسا، هولندا، وأذربيجان، ليتوانيا، كازاخستان، وعدد من المستشارين الثقافيين.

 

 

وصف المقبرة

وأشار مدير عام منطقة سقارة إلى أن المقبرة تقع جنوب السور الجنوبي لمجموعة هرم زوسر المدرج بحوالي 6 أمتار، وتبلغ مساحتها 512 متر مربع، وتضم حجرات دفن لابنه "مري رع عنخ" وحفيده "حتب كا الثاني".

 

وتتكون من ممر أرضى منحدر باتساع 2.75 متر، وبها 6 حجرات (مابيت حجرات وردهات)، وفناء في المنتصف یؤدي إلى حجرة الدفن على بعد 5 أمتار من أرضية المقبرة، حيث عثر في حجرة الدفن على تابوت، وبالجدار الجنوبي كوة وضع بها الأوانى الكانوبیة.

 

 

كما یمكن الوصول إلى حجرة دفن مري رع عنخ (ابن محو) عبر بئر خلف حجرة الباب الوهمي الخاص به، وكان يحمل مري رع عنخ 23 لقبا حفروا على جدران غرفة الدفن والتابوت الخاص به، أهمهم رئيس قضاة ووزير، وحاكم إقليم بوتو، ومشرف بیت العمالة.

 

أما حجرة دفن حتب كا الثاني (حفيد محو) والذي عاش في عصر الملك بيبي الثاني، قام بنقش بابه الوهمي في حجر بهو الأعمدة الخاص بمحو، ووجد عليها نقوش 10 ألقاب يحملها "حتب كا" الثاتي، منها رئيس قضاة ووزير، والأمير، ومدير القصر، وحامل أختام ملك مصر السفلى.