افتتاح معرض كنوز الملك توت عنخ آمون في لوس أنجلوس ويضم 166 قطعة


كتب- أكرم مدحت 

 

وسط تغطية إعلامية عالمية، افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار أمس معرض الملك توت عنخ آمون المؤقت الذي تستضيفه مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويضم 166 قطعة من كنوز الفرعون الذهبي، تم نقلهم من المتحف المصري بالتحرير، ويستمر من مارس الجاري وحتى يناير 2019.

 

حضر الافتتاح عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، وأعضاء مجلس النواب أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والآثار والإعلام، وسحر طلعت مصطفي رئيسة لجنة السياحة والطيران، والسفيرة لمياء مخيمر سفيرة مصر بولاية كاليفورنيا، بالإضافة إلى عدد كبير من نجوم المجتمع ورجال الثقافة والفن والشخصيات العامة في لوس أنجلوس.

 

 

وخلال كلمته، أعرب العناني عن سعادته بالتواجد في معهد كاليفورنيا للعلوم بمدينة لوس أنجلوس لافتتاح المعرض، مشيرا إلى أن هناك قصة حب تجمع بين الملك الشاب والشعب الأمريكي بصفة عامة، وبين سكان مدينة لوس أنجلوس بصفة خاصة، حيث كانت أول زيارة لبعض كنوز الملك الشاب خارج مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1961م، وتجولت عبر العديد من الولايات لمدة 4 سنوات.

 

 

وأضاف أن الزيارة الحالية لكنوز الملك الصغير هي الرابعة في مدينة لوس أنجلوس حيث كانت المرة الأولى في عام 1962، والثانية عام 1978، والثالثة عام 2005، واليوم يأتي إلى مدينة الملائكة للمرة الرابعة ليوجه رسالة سلام من الشعب المصري إلى الشعب الأمريكي، و يبرز جزء من جمال وروعة الحضارة المصرية العريقة، وكيف بناها المصريون القدماء بالحب والسلام والمعرفة والفن والإيمان والحماس.

 

وأكد العناني أن هذا المعرض يأتي في إطار السياسة التي تنتهجها وزارة الآثار لإعادة إرسال المعارض الخارجية، حيث تم افتتاح 3 معارض مؤقتة خلال الشهر الجاري، كان أولها في مدينة تورنتو بكندا عن معرض عن الآثار الإسلامية في العصر الفاطمي، والثاني عن كنوز مصر الغارقة في مدينة سان لويس بولاية ميسوري، ومعرض توت غنخ آمون بلوس أنجلوس.

 

وأوضح أن تلك المعارض هي فرصة للعالم لمشاهدة بعض كنوز الملك توت عنخ آمون، وهي جزء بسيط جدا من كنوزه الموجودة في مصر، والتي تضم أكثر من 5 آلاف قطعة، ودعا الشعب الأمريكي لزيارة مصر للاستمتاع بمشاهدة جميع المقتنيات في مكان عرضها الدائم بالمتحف المصري الكبير، وذلك عند افتتاحه نهاية العام الجاري، ومشاهدة هذا الصرح الجديد العظيم وما يحوية من آثار عن الحضارة المصرية العريقة.

 

وقال إن المصريين يفخرون بحضارتهم الفريدة، وعلى دراية تامة بمسؤليتهم للحفاظ عليها للإنسانية والأجيال القادمة، ومن خلال هذا المنطلق حظت الآثار المصرية في عام 2017 باهتمام ودعم سياسي غير مسبوق، حيث شهد العديد من الاكتشافات الأثرية والافتتاحات لمختلف المشروعات والمواقع الأثرية والتي كان متوقف العمل بها لمدة طويلة، منها طريق الكباش بالأقصر، ومشروع تطوير هضبة الأهرام، والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، واستمرار العمل بمتحف الحضارة بالفسطاط، والمتحف المصري الكبير بميدان الرماية.

 

وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة على أهمية معرض كنوز الملك توت عنخ آمون، الذي أصبح رمزا عالميا للحضارة المصرية القديمة، والتي لها قيمة كبيرة لدى المهتمين بالآثار، وعاشقي السياحة الثقافية حول العالم، حيث يأتي السائحون من شتى بقاع الأرض لزيارة مقبرته في وادى الملوك بالأقصر، ومشاهدة قناعه الذهبي بالمتحف المصري بالقاهرة.

 

وقالت إن الآثار المصرية تضع مصر في مصاف الدول السياحية الكبرى في المنطقة، وقالت أن ال 166 قطعة أثرية التي يتم عرضها تقدم لمحة صغيرة تعد السائح بمزيد من الروائع التي تنتظره عند زيارته إلى مصر، مشيرة  إلى الافتتاح الجزئي للمتحف المصري الكبير في نهاية 2018، والذي سيعرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، والتي تضم نحو 5200 قطعة من كنوز الفرعون الذهبي، ومؤكدة أن السياحة الثقافية بدأت في استعادة قوتها ومعدلاتها مؤخرا، وأنه من المتوقع تزايد هذه المعدلات بصورة أكبر الفترة المقبلة.

 

وأكد النائب أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والآثار والإعلام بمجلس النواب أن المعارض الخارجية هي خير سفير لمصر وحضارتها العريقة، ودعاية ترويجية هامة لدعوة المزيد من السائحين لزيارة مصر، مشيرا إلى أن الدعاية فاقت كل التوقعات حيث زينت شوارع مدينة لوس أنجلوس ومحطات ومداخل المطاعم بلافتات الملك الشاب، وصور للقطع التي يضمها المعرض، كما تم وضع الإعلانات على الأتوبيسات، وقال: "وقعت مدينة لوس أنجلوس تحت سحر الملك الذهبي توت غنخ آمون".

 

 

 

ومن جانبها، كشفت النائبة سحر طلعت مصطفى أنه طبقا لإحصائيات المتحف تم بيع جميع تذاكر المعرض لليوم الأول والتي بلغ عددها 3500 تذكرة، مما جعل القائمين على المتحف مد ساعات العمل 3 ساعات أخرى بعد مواعيد العمل الرسمية، نظرا لأن قانون الزيارة بالمتحف لا يسمح بدخول أكثر من 100 شخص خلال الساعة الواحدة.

 

 

 

 

وقد أقام المتحف احتفالا للوفد المصري المرافق للمعرض بحضور عمدة مدينة لوس أنجلوس إيريك جارسيتي، والذي أكد على أهمية دولة مصر عالميا والملك الشاب توت عنخ آمون وتقديره لهذا المعرض، كما أنه سلط الضوء على مشروع لعمل اتفاقية تآخي بين مدينتي لوس أنجلوس والقاهرة، ولكنه توقف في أعقاب ثورة يناير، ويسعى حاليا لإحياء هذا المشروع من جديد.