افتتاح 3 مباني أثرية بمنطقة القاهرة التاريخية بعد الانتهاء من ترميمها.. أحدها منذ 800 عام

افتتح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، اليوم، 3 مباني أثرية بشارع السيوفية بمنطقة الخليفة بالقاهرة التاريخية، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها وصيانتها ورفع كفائتها.

 

حضر الافتتاح كل من العميد مهندس هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف والمشرف العام على قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أبو بكر عبد الله المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، وعاطف الدباح مدير المكتب الفني للأمين العام، ومحمود عبد الباسط مدير عام الإدارة العامة للقاهرة التاريخية.

 

وأوضح الدكتور مصطفى وزيري أن المباني الأثرية التي تم افتتاحها اليوم هي قبة علم الدين سنجر المظفر، وسبيل يوسف بك الكبير، وقبة الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري، مشيرا إلى أن افتتاح هذه المباني يأتي في إطار اهتمام وزارة السياحة والآثار بترميم وصيانة المواقع والمباني الأثرية بمختلف عصورها التاريخية، الأمر الذي يحافظ على التراث الإنساني، ويفتح أماكن أثرية وسياحية جديدة، مؤكدا على أهمية هذه المباني بشكل خاص كونها تقع بنطاق القاهرة التاريخية أحد المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

 

ومن جانبه، قال العميد هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف، والمشرف العام على قطاع المشروعات بالمجلس الاعلى للآثار، أن أعمال الترميم التي تمت بهذه المباني الأثرية الثلاثة جاءت ضمن مشروع ترميم 100 أثر والذي بدأ تنفيذه منذ عام 2015 لترميم 100 مبنى أثري بنطاق القاهرة التاريخية تحت إشراف قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار والإدارة العامة للقاهرة التاريخية.

 

وأضاف أنه تم البدء في أعمال الترميم والصيانة للمباني الأثرية الثلاثة في عام 2018، وتضمنت تنظيف ومعالجة الجدران الحجرية، واستكمال الأجزاء المفقودة، وحقن الجدران، ورفع كفاءة شبكة الكهرباء والإنارة، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق للعناصر الزخرفية ومعالجة الأسقف الخشبية المزخرفة، والشبابيك الجصية، وترميم الأشرطة الكتابية، وصيانة الأشغال الخشبية.

 

وفي سياق متصل، قال الدكتور أبو بكر عبدالله المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، إن أعمال الترميم والصيانة للمباني الثلاثة شملت كذلك تأهيل الموقع العام للزيارة، حيث تم عمل سور خارجي وتمهيد الطريق المؤدي للمباني الأثرية الثلاثة، وتزويد الموقع بعدد من اللوحات الإرشادية والتعريفية لكل آثر بما يساهم في تيسير حركة الزيارة داخل هذه المباني.

 

المباني الأثرية الثلاثة في سطور

أما عن تاريخ المباني الأثرية الثلاثة، أوضح عاطف الدباح مدير المكتب الفني للأمين العام، أن سبيل يوسف بك أنشأه أحد أمراء العصر العثماني المعروف باسم يوسف بك الكبير خلال عصر الوالي قره خليل أغا باشا عام 1772م.

 

يقع السبيل بحي الخليفة عند التقاء شارعي السيوفية والمظفر، وينفرد بكونه سبيل مستقل غير ملحق به أية منشآت، ولا يعلوه مبنى للكُتاب كالمعتاد بناؤه أعلى الأسبلة كمنشأة خيرية، ولكن يعلو مدخل السبيل نافذة مستطيلة تتوسطه دخلة يوجد على جانبيها عمودان من الحجر، ويتبع السبيل في تخطيطه العام نمط الأسلوب المحلي والذي يعتبر امتدادا للأساليب المعمارية التي كانت سائدة في العصر المملوكي، والذي يتكون من حجرة تسبيل يشغلها شباكي تسبيل يطل أحدهما على شارع السيوفية والآخر على شارع المظفر، ووضع مهندس السبيل في زاويته عمود رخامي مزخرف بزخارف زجاجية وهو أسلوب متبع في زخرفة زوايا الأسبلة والقباب الضريحية.

 

أما قبة سنجر المظفر، أنشأها الأمير علم الدين سنجر المظفر أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون، وذلك في عام 1322م، وحملت اسم "دار الآخرة"، وتقع القبة بحي الخليفة نهاية شارع الحلمية عند التقاء شارع السيوفية مع شارع الحلمية وتقاطعهما مع شارع المظفر.

 

يتكون الضريح من حجرة مربعة يعلوها قبة مثمنة الشكل فتح بكل ضلع من أضلاعها نافذة مستطيلة، يعلو ذلك رقبة القبة التي يعلوها شريط كتابي بخط الثلث المملوكي. أما قطاع القبة من الخارج فمضلع بضلوع رأسية مكونة من 24 ضلعاً يتخللها خرازات ويتوجها هلال نحاسي.

 

يوجد بداخل القبة ضريح سنجر المظفر وتربة بسيطة من الخشب عليها كتابة نصها: "هذا قبر العبد الفقير إلى ربه علم الدين سنجر المظفر توفى إلى رحمته في 17 صفر 722هـ الموافق 8 مارس 1322م"، وعلى الجوانب الثلاثة الأخرى نقشت آيات من القرآن الكريم.

وتابع أن الآثر الثالث وهو قبة ايدكين البندقداري، فقد أنشأها الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري أحد أمراء دولة المماليك البحرية مابين عامي 1284م و1285م، وتقع في شارع السيوفية امتداد شارع الحلمية بحي الخليفة، وقد ألحق بها مسجد للصلاة، وخانقاة رتب فيها الصوفية، وفي عام 1285م تم بناء مدفن يعلوه قبة دفن به.

 

وتعتبر هذه الخانقاة أولى خانقاوات العصر المملوكي، كما أنها في الوقت نفسه أولى نماذج العصر المملوكي التي جمعت بين الخانقاة والمدفن، والقبة تقع بالجهة الشمالية الغربية وخصصت لدفن الرجال وهى عبارة عن قبة ضريحية مغطاة بقبة قائمة منطقة انتقال مقرنصه يتخللها شبابيك جصية مغشاة بالزجاج المعشق ويتوسط القبة الضريحية تركيبة خشبية.