افتتاح قاعة النسيج المصري بالمتحف القومي للحضارة تزامنا مع الاحتفال بيوم التراث العالمي

بمناسبة الاحتفال بيوم التراث العالمي، والذي يوافق 18 أبريل من كل عام، افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، مساء أمس الإثنين، قاعة النسيج المصري بالمتحف القومي للحضارة المصرية.

 

واستعرض العناني على هامش الافتتاح الجهود التي تتخذها الدولة المصرية لحماية المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي، حيث تحظى مصر بتسجيل 6 مواقع وهم منف وجباناتها، والقاهرة التاريخية وطيبة القديمة وجبانتها، وآثار معابد النوبة، ومنطقة أبو مينا وسانت كاترين ومحمية وادي الحيتان بالفيوم، وحرصها الشديد على تعزيز أواصر التعاون مع المنظمات الدولية المعنية من أجل دعم التراث المصري.

 

كما استعرض ما شهده قطاع الآثار في الآونة الأخيرة من افتتاحات ومشروعات أثرية تعمل الدولة على الانتهاء منها، فضلا عن الاكتشافات الأثرية التي تم الإعلان عنها والتي شهدت تغطية إعلامية واسعة النطاق محليا ودوليا، مما ساهم في الترويج للمقصد السياحي المصري وجذب أنظار العالم إلى مصر.

 

كما أشار إلى أن الوزارة تبذل جهودا حثيثة لاستعادة الآثار المصرية المهربة بالخارج، كما تحدث عن المشروعات الكبرى الجارية، منها مسار العائلة المقدسة، والقاهرة التاريخية وقصر محمد علي بشبرا، ومتحف العاصمة الإدارية والمتحف المصري الكبير، والاستعدادات الجارية تمهيدا لافتتاحه.

 

قاعة النسيج المصري

جاء افتتاح قاعة النسيج المصري بعد الانتهاء من أعمال تجهيزها استعدادا لاستقبال الجمهور، لتعيد عرض مجموعة فريدة من المقتنيات الأثرية التي كانت موجودة بمتحف النسيج بشارع المعز، وإثراء سيناريو العرض بها، بإضافة عدد من القطع الأثرية التي تم نقلها من بعض المتاحف المصرية والمخازن لتحكي تاريخ النسيج المصري على مر العصور المختلفة.

 

ومن جانبه، أكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه بافتتاح قاعة النسيج المصري، تكون هذه هي المحطة الجديدة لأحد أبرز المتاحف المتخصصة في مصر عن النسيج المصري، والذي تم نقل مقتنياته من مكان عرضها بمبنى سبيل محمد علي بشارع المعز بالقاهرة التاريخية، وذلك بعد اتخاذ قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية بغلق مبنى متحف النسيج، ونقل مقتنياته إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، بسبب سوء الحالة الإنشائية للمبنى والبدء في أعمال ترميمه وإعادة تأهيله.

 

وتمت عملية نقل جميع مقتنياته تحت إشراف أثري وفني من الوزارة، مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة واستخدام الأساليب العلمية المتبعة في أعمال التغليف والنقل، كما تم نقل أكثر من 250 قطعة أثرية من متاحف كل من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن الإسلامي بباب الخلق، وقصر محمد علي بالمنيل والمتحف الزراعي بالدقي، ومخازن المتحف القومي للحضارة المصرية، لإثراء العرض المتحفي.

 

ومن جانبه، أوضح الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، أن قاعة النسيج المصري هي قاعة العرض المؤقت والتي كانت معرضا للحرف والصناعات المصرية عبر العصور، وذلك من خلال عرض عدد من القطع الأثرية التي  تحكي تطور الحرف المصرية على مر العصور التاريخية وحتى الآن.

 

وأعلن أنه في إطار تشجيع المزيد من الزائرين من السائحين والمصريين على زيارة المتحف والتعرف على قاعته ومقتنياته الأثرية الفريدة، ستكون زيارة قاعة النسيج المصري بنفس سعر تذكرة زيارة المتحف.

 

وأشار الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية الى أن قاعة النسيج المصري تعد واحد من القاعات الرئيسية بالمتحف حيث تبلغ مساحتها 1000 م2، كما أنها تتفرد بعرض مجموعات فريدة من النسيج المصري، باستخدام أحدث أساليب تقنيات العرض الحديثة، وفتارين العرض المجهزة، ومنظومة إضاءة ملائمة لطبيعة الأثر، كما تم الاستعانة بالتكنولوجيا المستحدثة داخل قاعة العرض من خلال وسائط الجرافيكي التي تهدف الى توضيح مقتنيات العرض المتحفي والبطاقات التعريفية لدى الزائر، بالإضافة إلى وجود شاشات لعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تحكي تاريخ النسيج المصري.

 

وقال مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، إن قاعة النسيج المصري تضم نحو 650 قطعة أثرية، تثري العرض بمجموعة من القطع الأثرية التي تخدم سيناريو العرض، حتى يستطيع الزائر من خلالها أخذ فكرة متكاملة عن مقتنيات النسيج المصري عبر العصور، بدءا من عصور ما قبل التاريخ، ومرورا بالعصور الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية، وصولا للعصر الحديث والمعاصر، كما تعرض القاعة مجموعة من القطع التي توارثها المصريون من الملابس التقليدية التراثية أو ما يعرف بالموروث الشعبي المصري من البيئات والمحافظات المصرية المختلفة، وخاصة للمرأة والفلاحة المصرية.

 

وأشار الدكتور محمود مبروك مستشار وزير السياحة والآثار للعرض المتحفي، أن من أهم القطع المعروضة مجموعة من رداءات من الصوف ترجع إلى عصر العمارنة، والتي تعرض لأول مرة وتكون خير شاهد على استخدام المصري القديم للأصواف على عكس ما هو شائع، إلى جانب رداءات من الكتان ترجع للعصور القديمة المختلفة منها العصر البطلمي من منطقة البجوات، والعصر القبطي والإسلامي والحديث، ومجموعة من النسيج الوبري والحرير والأقطان والأقمشة المختلفة والخيامية التي اشتهرت بها مصر، ونماذج من القمصان والجلاليب التي ترجع إلى العصر اليوناني الروماني، بالإضافة إلى أهم أدوات الغزل والنسج القديم، ونموذج لورشة نسيج من عصر الدولة الوسطى، وتمثال لرئيس النساجين بالدولة القديمة، بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل واللوحات التي تؤخر الأزياء في مصر القديمة وعبر العصور.

 

خط سير زيارة قاعة النسيج المصري عبر العصور

أما عن مسار الزيارة داخل القاعة، قال سيد أبو الفضل المشرف على الشئون الأثرية بالمتحف انها تضم مستويين، يبدأ من الدور الأرضي بعرض مقتنيات النسيج المصري عبر العصور بداية من العصور المصرية القديمة، ثم العصور اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية بفتراته المختلفة من العصر الأموي، والعباسي،  والطولوني، والفاطمي، والمملوكي، والعثماني، وقد تنوعت المعروضات فى هذا الطابق بين التعريف بالمادة الخام للنسيج كالكتان والأدوات التي إستخدمها الصانع فى صناعة النسيج على الأنوال المختلفة، والأصباغ بألوانها المختلفة والتي إستخدمت فى صباغة المنسوجات وكذلك مجموعة من التماثيل التي ترتدي نماذج مختلفة من الملابس وبعض الأسرة والسجاجيد والمناشف، بالإضافة إلى مجموعة من الحلي والتي كانت تتزين بها السيدات على الملابس المختلفة.

 

وأضاف أنه يتوسط الدور الأرضي بالقاعة منصة عرض يعرض عليها مجموعة من الملابس التراثية من البيئات والمحافظات المصرية المختلفة والتي تعتبر توثيق لأهم الملابس التراثية المصرية من الصعيد والدلتا وسيناء والواحات، بالإضافة إلى عرض كسوة للكعبة المشرفة والي ترجع إلى عهد الملك فاروق الأول ملك مصر آنذاك وهي تختلف عن كسوة الكعبة المعروضة بالقاعة المركزية في أنها وضعت بالفعل على جسم الكعبة.

 

أما بالدور العلوي، فقد خصص لعرض مقتنيات من العائلة المالكة أسرة محمد على ومنها بعض الفساتين والتي تخص الملكة ناريمان وبورتريه للملكة ناريمان والملك فاروق وبعض الحلي الخاص بالعائلة المالكة. بالاضافة الى بعض الملابس والتي تمثل ملابس القمشجى، وهو الشخص الذي يهرول بجوار كل جواد أثناء الركبات الرسمية، وكانت وظيفته تنظيف العربات وحمايتها أثناء السير، وفتح الطريق وكان يمسك بعصا من الخيزران فى الصباح، وشعلة فى المساء لإنارة الطريق، وأخيرا عرض لبعض القطع والتي تمثل شغل الخيامية وكذلك عرض لسجادة كبيرة الحجم، بالإضافة إلى عرض بعض الأفلام القصيرة والتي تتحدث عن النسيج بداية من المادة الخام وهوالنبات مروراً بمراحله المختلفة حتى طريقة صناعتة على الأنوال وخروجه كمنتج كامل.

 

تجدر الإشارة إلى أن الافتتاح حضره مجموعة من الوزراء وهم الدكتور محمد معيط وزير المالية، والدكتور السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، والطيار محمد منار وزير الطيران المدني، وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، والدكتورة غادة والي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة ومدير مقر المنظمة الدولية في فيينا، وعالم الآثار العالمي الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار الأسبق، والدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق، والدكتور خالد فهمي وزير البيئة السابق، والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة الأسبق، والدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم ووزير التنمية المحلية الأسبق، بالإضافة إلى نحو 53 سفيرا وزوجاتهم من  سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة، وعدد من رؤساء الهيئات الحكومية والقومية والمسئولين ورؤساء الهيئات الأجنبية، ورؤساء لجان مجلسي النواب والشيوخ، ورؤساء تحرير الصحف المصرية، والاتحاد المصري للغرف السياحية، وأعضاء الغرف السياحية، والشخصيات العامة.