أوكرانيا تحول محطة تشرنوبل النووية إلى مزار سياحي

أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رغبة بلاده في تحويل محطة تشرنوبل للطاقة النووية إلى وجهة سياحية، وتغيير أسباب شهرتها السلبية حول العالم، وفقا لما نشرته "بي بي سي"، و"لونلي بلانيت".

 

جاء ذلك بعد ارتفاع معدل الاهتمام بمدينتي تشرنوبل، وبريبيات، الواقعتين بالقرب من الحدود الشمالية لأوكرانيا مع بيلاروسيا، بنسبة 30% منذ شهر إبريل الماضي، والذي كان نتيجة بث قناة "HBO" مسلسلها التليفزيوني الشهير حول انفجار المفاعل عام 1986، وكيفية تعامل الاتحاد السوفيتي مع تداعياته.

 

وأضاف زيلينسكي أن حكومته تخطط لتطبيق نظام التذاكر الإلكترونية، وإنشاء نقاط تفتيش خاصة للزوار في محاولة لتنظيم الدخول، مؤكدا أن الحكومة ستخفف من القيود المفروضة على التصوير داخل منطقة الاستبعاد، وستعمل على دعم إرسال الهواتف المحمولة في المنطقة، بالإضافة إلى إنشاء طرق مخصصة للسائحين الزائرين للمنطقة.

 

ويتوقع منظمو الرحلات السياحية أن يتضاعف عدد السائحين الذين يزورون المدينة هذا العام، ليصل إلى 150 ألف سائح.

 

وقال: "تشرنوبل هي مكان فريد من نوعه على هذا الكوكب، حيث ولدت الطبيعة من جديد بعد كارثة ضخمة من صنع الإنسان، وعلينا أن نظهر هذا المكان للعالم، ولعلماء البيئة، والمؤرخين، والسائحين".

 

وفي سياق متصل، تم بناء قبة آمنة حول مكان انفجار المفاعل لحجز التسربات الإشعاعية، من أجل تأمين السائحين، استغرق بناؤها نحو 10 سنوات، وتم تصميم القبة لتستمر حتى 100 عام، مما يتيح الوقت لتفكيك المفاعل في النهاية مع إبقاء الملوثات المشعة في المياه وخارجها.

 

ومن جانبها، أكدت كلير كوركهيل، الباحثة بجامعة شيفيلد، لموقع "Business Insider"، أن احتمالية تعرض السائحين لإشعاعات خلال رحلتهم إلى أوكرانيا أكبر من تعرضهم لها خلال الزيارة، لذلك يجب اتخاذ احتياطات يتم العمل بها حاليا حيث يطلب من السائحين ارتداء ملابس بأكمام وسراويل طويلة وأحذية مغلقة داخل منطقة الاستبعاد، والتي تبلغ نحو 20 ميلا حول محطة الطاقة النووية، بالإضافة إلى عدم الجلوس أو لمس أي شيء أو حيوانات ضالة حول تشرنوبل، والاستحمام بعد عودتهم إلى غرفهم الفندقية، كما يتم الكشف على ملابسهم في نقاط التفتيش الإشعاعية، حيث يتم غسل المواد الملوثة أو مصادرتها.

 

يذكر أن كارثة تشرنوبل وقعت في شهر إبريل عام 1986، تسببت في مقتل 28 شخصا، من بينهم عمال المصانع وأول المستجيبين للاستغاثات، كما تسببت في مرض الآلاف غيرهم بسبب حالات متعلقة بالإشعاع، مثل السرطان، وأمراض أنظمة المناعة، وعيوب خلقية، في العقود الثلاثة التي تلتها، وفقا لما نقله موقع "شيكاغو صن تايمز"، وتوقع العلماء في ذلك الوقت أنها لن تكون آمنة للسكن البشري لمدة 20 ألف عام أخرى.