بريطانيا تصور فيلما وثائقيا عن الآثار المصرية الغارقة لعرضه في أكتوبر المقبل

انتهى وفد تليفزيوني بريطاني من تصوير فيلم وثائقي بعنوان "Egypt Lost City Drainلإلقاء الضوء على الآثار المصرية الغارقة، ووفقا لبيان صادر عن مركز المراسلين الأجانب في أسوان، قال عالم المصريات بوب بيانكي، الذي درس التراث المصري لنحو 15 عاما، إن الفيلم سيتم عرضه على قناة ناشيونال جيوجرافيك في شهر أكتوبر المقبل، بحسب ما نقلته صحيفة الإندبندنت المصرية.

 

ومن جانبه، أوضح أحمد علي مدير المركز أن الفيلم الوثائقي هو جزء من سلسلة مكونة من 10 حلقات تلقي الضوء على الآثار الغارقة، وتقدم حقائق علمية وإنجازات رقمية ساعدت في الكشف عن حطام وكنوز ومدن غارقة في جميع أنحاء العالم، من بينها خليج المكسيك، ونهر النيل، والمحيط الهندي، والمحيط الأطلسي، وبحر البلطيق.

 

الجدير بالذكر أن تصوير الفيلم الوثائقي تم في عدة مناطق منها معابد أبو قير في الإسكندرية، وكوم أمبو وإدفو في أسوان، ويغطي الفيلم مواقع أخرى من بينها جزر النيل، والعديد من الحقول على جوانب نهر النيل.

 

وتجدر الإشارة إلى أن البعثة الأثرية المصرية الأوروبية التابعة للمعهد الأوروبي للآثار البحرية أنهت أعمال الموسم الأثري بموقع أطلال مدينتي كانوب وهيراكلون الغارقتين في خليج أبي قير بالاسكندرية، و الذي استمر قرابة الشهرين.

 

و اوضح ايهاب فهمي رئيس الادارة المركزية للآثار الغارقة، أن جميع أعمال البحث البحري لهذا الموسم تمت باستخدام جهاز المسح المقطعي للتربة SSPI، وهو أحدث جهاز مسح مقطعي، حيث أنه ينقل صور عن الشواهد الأثرية الراقدة علي قاع البحر أو المدفونة أسفله، مشيرا الي ان أعمال المسح الأثري في موقع أطلال مدينة كانوب أسفرت الكشف عن بقايا مجموعة من الأبنية تمنح مدينة كانوب امتداد آخر نحو الجنوب لمسافة 1 كم، عثر به علي بقايا ميناء ومجموعة من  الأواني الفخارية من العصر الصاوي، وعملات ذهبية ومعدنية، وحلي ذهبية من خواتم وأقراط، بالاضافة إلى عملات برونزية من العصر البطلمي، وعملات ذهبية من للعصر البيزنطي، مما يرجح أن المدينة كانت مأهولة بالسكان في الفترة مابين القرن الرابع قبل الميلاد و العصر الإسلامي.

 

وأما في منطقة أطلال مدينة هيراكليون الغارقة، أوضح فرانك جوديو‏ Franck Goddio رئيس البعثة، ان البعثة كشفت عن جزء من معبد مدمر بالكامل داخل القناة الجنوبية؛ وهو يعد المعبد الرئيسى للمدينة (آمون جرب)، بالإضافة إلى العديد من الأواني الفخارية الهاصة بالتخزين وأواني مائدة من القرن الثالث والثاني قبل الميلاد، وعملات برونزية من عصر الملك بطلميوس الثاني، واجزاء من أعمدة دورية، والتي ظلت محفوظة على عمق 3 أمتار من الطمي داخل قاع البحر، فضلا عن بقايا معبد يوناني أصغر داخل طمي القناة.

 

وأشار جوديو، إلى أن أعمال المسح للموقع بأستخدام جهاز SSPI أسفرت عن وجود امتداد آخر لميناء هيراكليون، والذي يتكون من مجموعة من الموانئ التي لم تكن معروفه من قبل.

 

وأضاف فهمي، أنه تم أيضا دراسة بعض حطام السفن الأثرية التي تم اكتشافها من قبل و الذي بلغ عددها 75 سفينه؛ منها سفينة علي الطراز المصري القديم من نهاية القرن الخامس قبل الميلاد و قد وصفها هيرودوت بانها  من نوع Baris  مثل حطام السفينة رقم 6 وحطام السفينة رقم 17 ، بالإضافه إلي سفن المواكب الطقسية مثل حطام السفينة رقم 11.

 

وفي نفس السياق، أوضح فهمي أنه تم الكشف الكامل عن حطام السفينة  رقم 61، والتي كان يعمل فريق مصري متخصص على مدار أربعة مواسم. حيث توصل إلى أن السفينة بطول 13 متر وعرض 5 أمتار، وكانت مدفونة بالطمي على عمق يتراوح ما بين  متر إلى ثلاثة أمتار، وعثر بها على العديد من الأواني الفخارية والمعدنية وعملات وحلى. و يمكن ا يؤرخ الحطام مبدئيا للقرن الرابع قبل الميلاد، وجاري دراستها حاليا تمهيدا لإعداد النشر العلمي لها بالإشتراك مع البعثة.