العناني من روسيا: وضع حد أدنى لأسعار إقامة السائحين بالفنادق بدءا من 1 نوفمبر القادم

عقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، أمس الجمعة، خلال زيارته الحالية للعاصمة الروسية موسكو، مؤتمرا صحفيا افتراضيا في المركز الإعلامي "روسيا سيجودينيا"، حضره أكثر من 20 من ممثلي كبرى وسائل الإعلام الروسية من صحف ومجلات ومواقع إلكترونية ووكالات الأنباء الروسية، بحضور إيهاب نصر سفير مصر بروسيا.

 

واستهل الوزير المؤتمر، بتقديم عرض تقديمي استعرض خلاله الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية لجذب المزيد من الحركة السياحية الوافدة للمقصد السياحي المصري، خاصة منذ استئناف الحركة السياحية في يوليو 2020، كما تضمن العرض التقديمي مقاطع من الأفلام الترويجية التي أطلقتها الوزارة، وتلك الخاصة بالسائحين وهم يعبرون عن آرائهم في المقصد المصري وما يتمتع به من منتجات وأنماط سياحية.

 

وأكد أن المقصد السياحي المصري آمن ومتميز طوال العام، ويقدم للسائح تجربة سياحية متفردة بأمان كامل يستمتع خلالها بشواطئ مصر الخلابة وجوها الرائع والمشمس، إلى جانب الاستمتاع بالحضارة المصرية العريقة والآثار المصرية الفريدة.

 

وأضاف أن مصر تعمل الآن على خلق منتج سياحي جديد متكامل يجعل السائح يستمتع بتجربة سياحية فريدة ومميزة، ويعطيه فرصة للاستمتاع بالأنماط السياحية المختلفة خلال زيارته لمصر، من خلال دمج منتج السياحة الثقافية بالشاطئية والترفيهية، حيث تم إنشاء متحفين للآثار في مدينتي الغردقة وشرم الشيخ، حتى يستطيع السائح الاستمتاع بالأماكن الشاطئية المشمسة والطبيعة الخلابة صباحا، وزيارة هذه المتاحف ليلا، للتعرف على الحضارة المصرية العريقة، بالإضافة إلى ربط مدن وادي النيل بالمدن السياحية الساحلية في منتج جديد عن طريق استحداث خطوط طيران داخلي تربط بين الأقصر وشرم الشيخ والغردقة وأسوان وأبو سمبل.

 

وتحدث عن الإجراءات الاحترازية والوقائية وضوابط السلامة الصحية التي اتخذتها الدولة المصرية، وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، التي يتم تطبيقها في المنشآت السياحية والفندقية والمتاحف والمواقع الأثرية والمطارات والأنشطة السياحية المختلفة، حيث حصل حتى الآن 830 فندقا من 1200 فندق في مصر، على شهادة السلامة الصحية.

 

وأكد أن الوزارة تقوم بمعاقبة وإغلاق المنشأة المخالفة لهذه الضوابط، حيث إن سلامة العاملين بالقطاع والمواطنين والسائحين والحفاظ على سمعة المقصد السياحي المصري على قمة أولوياتنا، لافتا إلى قيام المجلس الدولي للسياحة والسفر (WTTC) باعتماد هذه الضوابط ومنح مصر خاتم السفر الآمن (Safe Travel stamp).

 

وأوضح أن المقصد السياحي المصري حقق المعادلة الصعبة في ظل تداعيات أزمة فيروس كورونا، ما بين استئناف حركة السياحة الوافدة لمصر مرة أخرى، مع الحفاظ على صحة وسلامة العاملين بالقطاع والمواطنين والسائحين، وفي الوقت نفسه ضمان استمتاع الزائرين والسائحين بقضاء إجازاتهم في مصر من خلال تجربة سياحية ممتعة في جو آمن، مشيرا إلى أنه نظرا للطبيعة المشمسة والمكشوفة التي تتمتع بها المحافظات السياحية المصرية، جعلت معدلات الإصابة بها تكاد تكون منعدمة، وخاصة في ظل دقة تطبيق الإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية.

 

وفي إطار الحرص على الارتقاء بمستوى المقصد السياحي المصري وكفاءة الفنادق والمنتجعات السياحية ومستوى الخدمات المقدمة بها لتتناسب والمستوى العالمي، أوضح أنه يتم حاليا إعادة تقييم المنشآت الفندقية وفقاً لمعايير التصنيف HC) Hospitality Criteria)، التي تم وضعها بالاشتراك مع منظمة السياحة العالمية، بهدف الوصول بتصنيف الفنادق المصرية إلى نظيرتها في العالم.

 

وتابع: كما تم إصدار قرار بالتنسيق مع الفنادق المصرية بوضع حد أدنى مقابل الإقامة في المنشآت الفندقية اعتبارا من 1 نوفمبر القادم، وهو 28 دولار للفرد في الفنادق من فئة 4 نجوم، و40 دولارا للشخص في الفنادق من فئة الـ5 نجوم، ويتم ذلك بالتوازي مع إجراءات إعادة تقييم الفنادق.

 

وخلال المؤتمر، تطرق الوزير للحديث عن الإجراءات المطلوبة لدخول السائحين إلى مصر، حيث تسمح مصر باستقبال السائحين المطعمين باللقاحات المضادة لفيروس كورونا أو من لديهم تحليل PCR سلبي، مع إمكانية إجراء تحليل PCR في المطارات بالمحافظات السياحية بسعر زهيد، بالإضافة إلى ما تقوم به الدولة المصرية في حال الإصابة البسيطة لأحد السائحين بالفيروس، حيث يتحمل الفندق مدة إعاشة كاملة للسائح المصاب ومرافقيه حتى إتمام علاجه مجانا بمعرفة وزارة الصحة.

 

وخلال المؤتمر، تحدث الوزير أيضا عن الحوافز التشجيعية والتسهيلات التي تقدمها الحكومة المصرية لدفع الحركة السياحية الوافدة إليها، وتشجيع كبرى منظمي الرحلات السياحة العالمية على تنظيم مزيد من الرحلات إلى المقصد السياحي المصري، التي آخرها مد العمل بالأسعار الحالية المخفضة للوقود ورسوم الهبوط والإيواء والخدمات الأرضية في المطارات الكائنة بالمحافظات السياحية حتى 30 أبريل 2022، بالإضافة إلى مد العمل ببرنامج تحفيز الطيران الحالي حتى 30 أبريل 2022، لافتا إلى أنه يمكن أن تحصل 74 دولة على تأشيرة للدخول إلى مصر إلكترونيا، ومنها روسيا.

 

كما تحدث عن ملامح الاستراتيجية الإعلامية التي تم إعدادها للترويج السياحي لمصر، التي سيتم على أساسها إطلاق حملة ترويجية دولية للسياحة المصرية لمدة 3 سنوات في نهاية العام الجاري، للترويج للمقصد السياحي المصري ومنتجاته المتنوعة بصورة أكبر في الأسواق السياحية المستهدفة وجذب المزيد من السائحين إليه من كل دول العالم، لافتا إلى أن هذه الاستراتيجية تعتمد على إبراز الحياة بالمقصد السياحي المصري باعتباره مقصدا متجددا ومتنوعا، وما يقدمه من تجارب سياحية مختلفة للسائحين من مختلف الفئات العمرية والأذواق.

 

وفي سؤال عن الجهود التي تقوم بها مصر للحفاظ على صحة السائحين بها وكيفية تأمينهم من الإصابة بفيروس كورونا خلال زيارتهم لمصر، أشار الوزير إلى أنه بجانب الإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية التي يتم تطبيقها، فإن مصر لديها خطة طموحة لتطعيم المواطنين حيث تقوم مصر الآن بإنتاج الأمصال المضادة لفيروس كورونا، مع إعطاء أولوية للمتعاملين مع السائحين، حيث تم تطعيم جميع العاملين في القطاع السياحي بالمحافظات السياحية ومعظم المواطنين بها، وجاري تطعيم باقي المحافظات.

 

وردا على تساؤل عن البنية التحتية المصرية، أشار الوزير إلى أن مصر تقوم خلال الفترة الحالية بتطوير البنية التحتية السياحية من خلال العمل على افتتاح فنادق ومنتجعات سياحية جديدة، مشيرا إلى أن هناك مدن سياحية كاملة جديدة يتم إنشائها في مصر لتكون مقصدا سياحيا يعمل طوال العام، مثل مدينة الجلالة على خليج السويس، ومدينة العالمين الجديدة.

 

كما لفت إلى أنه يتم العمل حاليا على تعظيم الاستفادة من الوسائل التكنولوجية وتطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز التحول الرقمي في إطار استراتيجية التنمية المستدامة لوزارة السياحة والآثار بما يتسق ورؤية مصر 2030.

 

وفي ختام المؤتمر، تقدم الدكتور خالد العناني بالشكر للسلطات الروسية على تعاونها مع السلطات المصرية للعمل على دفع الحركة السياحية الوافدة من روسيا إلى مصر، كما توجه بالشكر لحكومات الدول التي شجعت مواطنيها على زيارة مصر منذ استئناف الحركة السياحية في يوليو 2020، مما يؤكد ثقتهم في المقصد السياحي المصري وفي دقة الإجراءات الاحترازية التي يتم تطبيقها به.

 

كما قدم الوزير الدعوة لكل دول العالم لزيارة مصر مرة أخرى للاستمتاع بمقوماتها السياحية المتنوعة ومعالمها الأثرية الفريدة وحضارتها العريقة، بالإضافة إلى قيامه بدعوة ممثلي وسائل الإعلام المختلفة لزيارة المقصد السياحي المصري، للتعرف على ضوابط السلامة الصحية التي يتم تطبيقها على أرض الواقع والتعرف على ما يتمتع به من مقومات سياحية وأثرية متنوعة، لنقله إلى شعوبهم، مؤكدا أن زيارتهم لمصر ستكون ممتعة وآمنة، مشيرا إلى أن السياحة تعد الحل الأمثل لتحقيق التقارب بين الشعوب والتعرف عليهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم.

 

وخلال المؤتمر، توجه المنسق العام المسؤول عن إدارة المؤتمر، بالشكر للوزير على ما قدمه عن المقصد السياحي المصري، لافتا إلى أنه بعرضه زاد من شغف وحب الروس للمقصد المصري، حيث إنه المقصد المفضل والرئيسي لهم، معربا عن رغبته في تنظيم مؤتمر آخر عند عودة معدلات السياحة الروسية الوافدة لمصر إلى سابق عهدها.