مدفع رمضان يعود ليدوي في سماء القاهرة بقلعة صلاح الدين اليوم بعد غياب 29 عاما

أجرت وزارة السياحة والآثار، منذ قليل، التجريب الأخير لإطلاق مدفع رمضان من جديد بعد فترة توقف دامت نحو 29 عاما، منذ عام 1992، وذلك من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة كما كان قديما، وذلك بعد قيام الوزارة بترميمه ليعود انطلاقه من جديد بداية من اليوم الثلاثاء أول أيام الشهر الكريم، لينبه الصائمين بموعد الإفطار.

وقالت إيمان زيدان مساعد وزير السياحة والآثار لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية، إن أعمال ترميم المدفع جاءت في إطار خطة الوزارة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية ومنها قلعة صلاح الدين الأيوبي، لافتة إلى أن المدفع سوف يضرب من جديد لحظة غروب الشمس وعند موعد الإفطار، يوميا طوال شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة، وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة، وذلك عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع ليصل لمسافة بعيدة.

 

ومن جانبه، أوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال ترميم المدفع شملت إزالة طبقة الصدأ المكونة على جسم المدفع، وتنظيفه من الداخل.

 

وفي سياق متصل، قال الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إنه تعددت القصص حول حقيقة قصة مدفع رمضان، إلا أن جميعها تؤكد على أنها نشأت في مدينة القاهرة، تحديدا بقلعة صلاح الدين الأيوبي.

 

تاريخ مدفع رمضان

وتروي إحدى القصص أن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي "خشقدم"، حين أراد أن يجرب مدفعا جديدا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام 1467م، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بموعد الإفطار.

 

وهناك قصة أخرى تذكر أن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليدا جديدا للإعلان عن موعد الإفطار، فصاروا يتحدثون عن ذلك، وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوى إصدار فرمان بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة، وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة، وفيما بعد أضيف إطلاقه في السحور والأعياد الرسمية.

 

وصف مدفع رمضان

ويعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومواصفاته هي مدفع ماركة كروب إنتاج عام 1871م، عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم بتشغيله اثنين من الجنود أحدهما لوضع البارود في الفوهة والآخر لإطلاق القذيفة.

 

وعلى الرغم من مرور 30 عاما منذ توقفه إلا أنه ظل في قلوب وأذهان المصريين، حيث أصبح من التقاليد الراسخة، ومظهر من مظاهر الشهر الكريم.