خبراء سعوديون: شهر رمضان يؤسس لعودة نمو اقتصاد الحج والعمرة وانتعاش للفنادق والطيران

بعد مرور أكثر من عام على جائحة كورونا وآثارها العكسية على اقتصاديات العالم، ظهرت بوادر إيجابية تلوح في الأفق على تعافي اقتصاديات الحج والعمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع توقعات ارتفاع أعداد القادمين لتأدية مناسك العمرة عما كان مسجلا خلال جائحة كورونا.

 

وسيكون شهر رمضان، بحسب المختصين، المنعطف الحقيقي الذي سيرتفع معه سقف التوقعات وتوافد الأعداد وسيصل إلى 40% في مرحلة التعافي، مرجحين أن اقتصاديات الحج والعمرة والتي ترتكز على 5 قطاعات رئيسية هي الإعاشة، التجزئة، المواصلات، الاتصالات، والضيافة، ستنتعش مع تدفق القادمين من الخارج والتي سترتفع أعدادهم في الموسم المقبل، والذي سيرتفع معه حجم الإنفاق، وفقا لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية.

 

ويتزامن اليوم 3 إبريل مع منع السلطات السعودية التجول بشكل كلي في مكة والمدينة العام الماضي 2020، في خطوة احترازية صحية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.

 

مرحلة التعافي

تعد هذه المرحلة انتقالا، كما وصفها المهندس محمد برهان، عضو مجلس الغرفة التجارية في مكة المكرمة، والمشرف على مركز ذكاء الأعمال، الذي قال إنها الأرضية لإعادة التوازن وبداية التعافي من خلال شهر رمضان، مستطردا وإن كانت هناك العديد من الإجراءات الاحترازية التي ستقلص عمليات التنقل بالأعداد المطلوبة ومواقع التجمع، لكنها مرحلة انتقالية مهمة للعودة إلى وضع السوق الحقيقي، وكيف تستطيع هذه القطاعات أن تعود تدريجيا في مرحلة التعافي والصحة الكاملة.

 

وتابع برهان، أنه وبحسب المعطيات لن تشهد هذه المرحلة انتعاشة وستسير الأمور في تحسن حتى موسم الحج، التي ستبدأ فيه القطاعات الاقتصادية التي تأثرت وبشكل جذري ومنها قطاع الضيافة في التنفس، مضيفا أن ذلك يأتي وفقا إذا ما قسنا أن العالم ما زال تحت مطرقة الجائحة، لذلك يجب أن تكون في هذه المرحلة تحديدا درجة التفاؤل متوسطة يمكن الوصول إليها.

 

وأوضج البرهان، أنه كلما ارتفع عدد المستفيدين من أخذ اللقاحات، ارتفعت التوقعات الاقتصادية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، لافتا إلى أهمية وطبيعية الإجراءات الاحترازية التي ستطبق على القادمين للحج والعمرة في المرحلة القادمة، والدول التي نجحت في تطبيق المعايير وأخذ رعاياها اللقاح.

 

منعطف رمضان

سيكون شهر رمضان المبارك نقطة التحول في عودة الحياة الاقتصادية في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ويرى عضو غرفة مكة، أنه في حال الوصول إلى ما نسبته 50% من عدد الوافدين للحرمين الشريفين فنحن بذلك تجاوزنا الخوف وستبدأ تعود الحياة إلى طبيعتها، وستظل الإجراءات الاحترازية قائمة وذلك حتى يصبح العلاج متاحا للجميع وهذا سيساعد في زيادة المعتمرين في المرحلة القادمة.

 

وقال إن فتح أبواب المسجد النبوي لصلاة التراويح عامل مهم في استقطاب الزوار من خارج المدينة، وسينعش ذلك الحركة الاقتصادية بشكل عام، كما أن هذا التوافد وعملية التنظيم سيكونان مرتكزا في فتح العمرة واستقبال الأعداد من مختلف الدول وقف ضمانات وأعداد محددة، حتى يتمكن العالم من السيطرة على الجائحة.

 

ورفع التأشيرات سيكون مرتبطا بالحصول على اللقاحات، وفقا للبرهان، الذي شدد في هذه المرحلة على أهمية السلامة التي تنشدها الجهات المسؤولة عن الحج والعمرة والتي تطبق أقوى المعايير في ذلك للحفاظ، والإجراءات التي صدرت للعمرة والزيارة في رمضان ستكون المعيار في موسم الحج، مشددا على أن هذا الحذر مطلب لتأمين سلامة الوافدين لتأدية المناسك أو الزيارة.

 

مرحلة الانتعاش

ويرى مختصون أن مرحلة التعافي والعودة الطبيعية لاقتصاديات الحج ستكون مقرونة بحج العام الحالي، وهو ما ذهب إليه البرهان، بقوله إنه في حال تمت السيطرة على الفيروس أو تمكنت الدول من تلقيح رعاياها فسيتحول هذا الغياب إلى طاقة لدى المسلمين وسترتفع وتيرة الرغبة لزيارة الحرمين الشريفين وأداء النسك، وهذا الزيادة ستكون عالية وسريعة في الأعداد.

 

وقال برهان إنه إذا توافر أي الشرطين فسنتخطى مرحلة التعافي إلى الانتعاش وسينعكس على اقتصاديات مكة المكرمة والمدينة المنورة وتحديدا في المواصلات، التجزئة، الذهب، وقطاع الإعاشة، والمواصلات وغيرها، من القطاعات القائمة بالدرجة الأولى على إنفاق الحجاج والمعتمرين، وزيادة الأعداد هو العنصر الأكبر في إعادة الانتعاش لمختلف هذه القطاعات.

 

عودة الطيران

من جانبه يقول رئيس لجنة الطيران والخدمات المساندة في الغرفة التجارية بجدة، الدكتور حسين الزهراني، إن المؤشرات التي نتلمسها إيجابية جدا مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية، متوقعا أن يعود قطاع الطيران في السعودية خلال الـ6 أشهر المقبلة. مشيرا إلى أن هذا يتوافق مع الجهود التي تبذل في هذا الشأن، منها ما أقره الطيران المدني بعودة الرحلات الدولية بشكل كامل في منتصف يونيو المقبل.

 

وتابع الزهراني أن ارتفاع أعداد الذي يتلقون اللقاح في السعودية والذي وصل إلى قرابة 300 ألف لقاح يوميا مؤشر قوي لعودة حركة الطيران الداخلي على أقل تقدير، إضافة إلى توقيع الاتفاقية الكبيرة بين الخطوط السعودية مع بنوك لتطوير أسطولها، مفيدا بأن ذلك يمثل مؤشرا كبيرا على تحسن قطاع الطيران وصناعته مع دخول البنوك في عمليات التمويل لمختلف الشركات العاملة في القطاع.

 

وأضاف الزهراني أن توجه المملكة وفق رؤيتها يصب في تنوع المصادر ورفع الجودة والأعداد الوافدين للبلاد في موسمي الحج والعمرة، وبالتالي فإن القطاعات العاملة في هذا القطاع ستنتعش تدريجيا بعد زوال الجائحة التي كانت لها انعكاسات كبيرة على مختلف اقتصادات العالم ومنها قطاع الطيران.