وزير السياحة والآثار يفتتح أول مصنع للمستنسخات الأثرية في مصر والشرق الأوسط

العناني: أول منفذ بيع رسمي للمستنسخات في المتحف القومي للحضارة اعتبارا من 4 إبريل

 

افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار مصنع المستنسخات الأثرية بمدينة العبور، الذي يعد الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، والذي تم إنشاؤه بالتعاون مع شركة كنوز مصر للنماذج الأثرية، والتي وصفه بالخطوة الهامة، مشيدا بالانتهاء من المشروع الذي بدأ إنشاؤه منذ نحو عام ونصف.

وأضاف الوزير أن هذا المصنع جاء لمواكبة متطلبات السوق المحلي والعالمي في صناعة النماذج الأثرية، حيث يتم ذلك على أعلى مستوى من الخبرة الفنية المتميزة على أيدي فنانين مصريين، ومتخصصين ذوي خبرة وكفاءة عالية.

وأوضح العناني أن هذا المشروع ليس تجاريا، ولكنه يهدف إلى تقديم الصناعة المصرية للعالم ويساهم في حماية التراث الحضاري والثقافي المصري، وحماية حقوق الملكية الفكرية للآثار المصرية.

وأشار العناني إلى أن كل مستنسخ أثري يتم إنتاجه بالمصنع يحمل ختما خاصا بالمجلس الأعلى للآثار، وشهادة معتمدة تفيد بأنه قطعة مقلدة وصورة طبق الأصل وأنه من إنتاج الوزارة، إلى جانب وجود (باركود) يمكن من خلاله التعرف على كافة المعلومات الخاصة بهذه القطعة باللغتين العربية والإنجليزية مثل المادة المصنوعة منها والوزن، واسم ومكان عرض القطعة الأصلية، مما يسهم في حماية منتجات الوحدة من التقليد والتزييف.

وقال إن المشروع يأتي في إطار العمل على إستيراتيجية الدولة للتنمية المستدامة وتعزيز الاستفادة من التراث الحضاري والأثري العريق الذي تزخر وتتميز به الدولة المصرية بما يلبي الاحتياجات السياحية والاقتصادية ذات المردود الإيجابي والثقافي الفريد والهوية المصرية، كما أنه سيعمل على تنمية الموارد المادية للوزارة، وبالتالي زيادة الدخل القومي.

 

وتحدث الوزير عن المستنسخات الأثرية التي تعتبر من المنتجات الهامة التي يتم تسويقها في قطاع السياحة بما يعكس مدى أهمية هذه النماذج الأثرية واهتمام العالم بها ومحاولة اقتناءها محليا ودوليا كهدايا تذكارية، مشيرا إلى أن إنتاج مستنسخات ذو صناعة مصرية كان طلب الكثير من السائحين، كما أنها ستكون هدايا تذكارية قيمة عليها ختم الدولة المصرية، والتي من الممكن أن يقدمها المصريون بالخارج كهدايا، مضيفا إلى أنه سيتم إتاحة هذه المستنسخات للفنادق والبازارات السياحية المختلفة بأسعار خاصة، وأنه يمكن للمصنع أيضا التصنيع للغير في متاحف أخرى في العالم نظرا لكفاءة الأيدى العاملة المصرية.

 

وأعلن وزير السياحة والآثار أنه سيتم افتتاح أول منفذ بيع رسمي لهذه المستنسخات في المتحف القومي للحضارة المصرية اعتبارا من 4 إبريل المقبل بعد افتتاح المتحف رسميا واستقباله لموكب المومياوات الملكية.

 

وأضاف أنه سيتم إتاحة منافذ بيع رسمية لهذه المستنسخات في جميع المحافظات والمتاحف والأسواق في القريب العاجل، بما يساهم في تشجيع الصناعة المصرية، مشيرا إلى أنه سيتم أيضا تصدير بعض المنتجات خارج مصر، بالإضافة إلى مشاركتها في المعارض السياحية الخارجية.

 

كما تفقد الوزير خلال الافتتاح أقسام المصنع بالكامل ووحدات الإنتاج اليدوي والمميكن، وقاعة العرض، كما استمع للعاملين بالمصنع عن آليات سير العمل به، ورافقه كل من الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واللواء هشام شعراوي رئيس مجلس إدارة شركة "كنوز مصر للنماذج الأثرية"، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، واللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، وأحمد عبيد مساعد الوزير لقطاع شئون مكتب الوزير، وإيمان زيدان مساعد الوزير لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية.

ومن جانبه، أشار الدكتور مصطفى وزيري إلى أن إنشاء هذا المصنع لم يكن البادرة الأولى لاهتمام الوزارة بإنتاج النماذج الأثرية، بل أنه جاء تطورا لدمج وحدة النماذج الأثرية التي قام المجلس الأعلى للآثار بإنشائها بقلعة صلاح الدين الأيوبي عام 2010 مع مركز إحياء الفن الذي تم إنشاؤه عام 1982م، موضحا أنه لأول مرة يكون هناك مصنع كبير مهيأ لهذا العمل بصورة أكثر.

 

وأضاف أن المصنع يعمل به 150 فردا من الفنانين والمرممين والحرفيين المتخصصين ذوي خبرة وكفاءة عالية في المجال معظمهم من أبناء الوزارة، مشيرا إلى أن معظم المنتجات هي صناعة يدوية.

 

وأشار اللواء هشام شعراوي رئيس مجلس إدارة شركة "كنوز مصر للنماذج الأثرية" إلى أن هذا المصنع تم الانتهاء من إنشائه في نهاية 2020، وبدأ بعد ذلك في تشغيل تجريبي له أنتج خلاله 6400 قطعة متنوعة منها خشببة وخزفية وحجرية ومعدنية، ومجموعة من كنوز الملك توت عنخ آمون.

 

مصنع المستنسخات الأثرية

تبلغ المساحة الكلية للمصنع نحو 10 آلاف متر مربع، كما أنه مجهز بأعلى وسائل التكنولوجيا وأحدث الماكينات المتخصصة، والتي تشمل خطوط إنتاج يدوية ومميكنة لـسبك المعادن، لإنتاج ورفع كفاءة المنتجات من المشغولات المعدنية، وخطا للأخشاب والنجارة لإنتاج جميع المشغولات الخشبية، وخطا للقوالب لعمل الاسطمبات، والقوالب المطلوبة لخطوط الإنتاج والنحت والطباعة والرسم والتلوين منها إنتاج زجاج ملون وطباعة التيشرتات، بإلاضافة إلى قاعة عرض للمستنسخات التي يتم إنتاجها.

كما بدأ المصنع في خط إنتاج لإعادة التدوير، باستخدام المخلفات في صناعة أعمال فنية ولوحات مثل قشر البيض وأوراق الأشجار وغيرها، مساهمة منه في مجال الحفاظ على البيئة واستغلال جميع الموارد.

 

وسيتم تحقيق الاستفادة القصوى من الكفاءات الفنية المصرية الموجودة حاليا، وإيجاد فرص عمل للشباب لمواكبة متطلبات السوق المحلية والعالمية، وتلبية حجم الإقبال المتزايد على شراء نماذج الآثار المصرية.

 

ويحتوي مصنع كنوز للنماذج الأثرية على العديد من الأقسام والورش والتي تشمل قسم الصب والاستنساخ، قسم الرسم والتلوين، قسم سبك المعادن، قسم المشغولات الخشبية، قسم التطعيم، قسم المشغولات المعدنية، قسم النحت، قسم الخزف، وقسم التعبئة والتغليف، وجميع الاقسام مزودة بأحدث الأجهزة وماكينات التشغيل والتصنيع المميكن، منها خط سبك المعادن، وماكينة DMG لتصنيع الفورم والاسطمبات المعدنية، وماكينة ليزر لحفر وتشغيل المعادن، وأجهزة وماكينات تصميم وطباعة، وربوت لنحت وتشكيل الكتل الصخرية الصلبة مثل الجرانيت والبازلت والديوريت، وروتر 2D، وروتر 3D للمشغولات الخشبية، وروتر للرخام.