افتتاح النقطة الثانية لمسار العائلة المقدسة في كفر الشيخ بعد تطويرها

افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، واللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، واللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ، اليوم الإثنين، النقطة الثانية في مسار العائلة المقدسة بعد الانتهاء من مشروع تطويرها، كما قاموا بزيارة كنيسة العذراء مريم بسخا في محافظة كفر الشيخ.

 

وتعد هذه المنطقة هي ثاني موقع في مصر ضمن مشروع مسار العائلة المقدسة يتم افتتاحه بعد تطويره، وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة الافتتاحات التي تقوم بها الوزارتين، التي بدأت في يناير الماضي بافتتاح أعمال تطوير موقع سمنود في محافظة الغربية، كأول نقطة يتم تأهيلها بنسبة 100%.

 

وخلال الزيارة، تم استعراض أعمال التطوير التي تمت، حيث تم توفير مظلات خشبية ومقاعد للزائرين في الساحة الخارجية من الحجر والخشب، بما يتفق مع الجو العام للمنطقة، بالإضافة إلى وضع لوحات إرشادية وتعريفية للمكان، وتوفير نظام تأمين من خلال تركيب بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة، ونظام حديث للإضاءة لإنارة المنطقة ليلا، وإظهار أماكن الجمال بها، كما تم توفير مكان لانتظار السيارات، وممشى للزائرين.

 

كما تم رفع كفاءة الشارع المؤدي للكنيسة وتبليط الأرصفة ووضع سلات قمامة وتحويل الشارع إلى منطقة للمشاة فقط، بالإضافة إلى طلاء واجهات العمارات الواقعة على جانبي الطريق المؤدي للكنيسة وإضائتها، وزراعة أشجار النخيل على طول الممر الرئيسي للمسار.

 

وخلال الزيارة، تم عرض فيلم تسجيلي قصير عن مسار العائلة المقدسة، وأشار "العناني" إلى أن كنيسة العذراء مريم بسخا مكان روحاني، حيث يمكن لأي شخص أن يشعر بروحانية شديدة عند زيارتها ويشعر بمباركة العائلة المقدسة لها.

 

ومدينة سخا، مكان عريق، حيث إنها مسقط رأس ملوك الأسرة 14، ومبنى الكنيسة الحالي غير مسجل في عداد الآثار، ولا يخضع لقانون حماية الآثار، ويوجد بها حجر عليه آثار أقدام تنسب للسيد المسيح عليه السلام، ويذكر المقريزي أنه في القرن الـ15، كانت كنيسة دير المغطس يحج إليها المسيحيين من سائر الأنحاء، وحسب المصادر التاريخية القبطية، فإن العائلة المقدسة نزلت بمنطقة سخا لمدة 7 أيام، وتحتوي على العديد من الآثار الدينية المهمة أبرزها الحجر الذي انطبعت عليه قدم السيد المسيح وهو طفل خلال إقامة العائلة المقدسة، إلى جانب العديد من المخطوطات التي تم الحفاظ عليها داخل الكنيسة.

 

ومن جانبه، أشار أوضح اللواء محمود شعراوي، أن أعمال تطوير مسار العائلة المقدسة في سخا بكفر الشيخ، تضمنت بعض الترميمات لمبنى كنيسة السيدة مريم العذراء، بالإضافة إلى القيام بأعمال التجميل في الشارع الرئيسي بين ميداني الجامعة والمحطة وإحلال وتجديد ميدان المحطة وإنارته، وزراعة بعض الأشجار في الشوارع المؤدية للكنيسة، ورصف الطرق، وتوفير مجموعة من البرجولات الخشبية، ومنطقة انتظار حافلات السائحين، ومنطقة المداخل والشوارع الرئيسية، حيث تم إعادة دهان الأسوار الحديدية والمباني من جديد إلى يمين ويسار الشوارع المؤدية للمنطقة.

 

وأكد وزير التنمية المحلية أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة هو أحد أهم المشروعات القومية التي تشرف عليها الوزارة، بالتعاون والتنسيق مع وزارة السياحة والآثار، وعدد من الجهات المعنية، وعلى رأسها مجلس الوزراء والمحافظات.

 

وأعلن "شعراوي" أن محافظات مصر الثماني المعنية بتأهيل خط المسار، قد استكملت أعمالها على كل النقاط الـ25 في منظومة من الجهد والتعاون المثمر، الذي تم بالتنسيق مع الدكتور خالد العناني، والزملاء بوزارتي السياحة والآثار والتنمية المحلية، ولفت إلى قيام المحافظات الثماني باستكمال كل بنود تطوير خط المسار لنقدم لمصر وشعبها الكريم وللعالم أجمع واحدة من أهم المعالم التراثية، بل والإنسانية المتصلة بشعوبنا جميعا، حيث تم استكمال وتأهيل وضع خط المسار، واعداده للزيارة والبرامج السياحية الدولية.

 

وأشار إلى أن أعمال اللجنة العليا المشكلة لهذا الغرض تضمنت وزارة التنمية المحلية، بمشاركة وزارة السياحة والآثار، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ولجنة السياحة بمجلس النواب، وبالتعاون الكامل مع الكنيسة القبطية، وبرعاية كريمة من قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، والآباء الكهنة في كل ربوع محافظات مصر التي شملها المشروع.

 

من جانبه، قال اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، إن أعمال التطوير استغرقت 3 أشهر فقط، وتم تقسيم المسار إلى 4 مناطق، الأولى الشارع الرئيسي والفرعي المؤدي للكنيسة، فتم تحويل الشارعين إلى مسار للمشاة بعرض 6 أمتار، ورصيف عرض 2 متر من الجهتين، موزع عليه من الجهتين مجموعة من كراسي الانتظار، بالإضافة إلى الخرائط التفاعلية مع السائحين داخل لوحة فنية يتم تجميلها بعناية وبخامات تتناسب مع القيمة التاريخية للمسار وتبليط كامل للشارعين ببلاط الإنترلوك العادي والمضيء.

 

وأضاف: أما الحديقة العامة، تتكون من البرجولات الخشبية الدائرية والمستطيلة ذات الطابع المميز، مع عمل ممرات من الهارد ستون "كسر الرخام والإنترلوك وخرسانة"، داخل إطار من المناطق الخضراء المصممة بعناية، لتتناسب مع الذوق العام للمنطقة، ويوجد حد فاصل لتلك المنطقة عن المناطق المجاورة باستخدام أسوار من الحديد واللوحات والخرائط والرسومات التي تظهر القيمة الأثرية للمسار.

 

وقال إن منطقة انتظار حافلات السائحين، وهي مكان مخصص لانتظار الحافلات وسيارات السائحين، وتم ترك مساحة شارع لدخول سكان المناطق المحيطة لمنازلهم، منعا للتعارض مع حافلات وسيارات السائحين، ومنطقة المداخل والشوارع الرئيسية، فتم إعادة دهان الأسوار الحديدية والمباني من جديد على يمين ويسار الشوارع المؤدية إلى المنطقة الخاصة بالمسار المحدد للزائرين، مع تنفيذ مجموعة من البوابات التي تحدد الطابع العام للمسار، وتعليق عليها لافتات إرشادية لتوضيح المداخل والمخارج الخاصة بالمسار.

 

وتابع أن عملية التطوير تمت على مراحل، الأولى مرحلة التجميل، إجمالي المسطح "أ" على مساحة 2300 متر، والمسطح "ب" على مساحة 1000 متر، والمسطح "ج" على مساحة 1500 متر، والمسطح "د" على مساحة 4000 متر، بتكلفة 5 ملايين و700 ألف جنيه، والثانية مرحلة النجيل، حيث تم زراعة 120 نخلة بتكلفة 245 ألف جنيه، والثالثة مرحلة الأسفلت، على مساحة 3375 مترا بتكلفة 634 ألفا و500 جنيه، وتم تأهيل المساكن المجاورة للموقع ودهانها على نفقة المحافظة دون أن يتكلفوا مليما.

 

ويعود تاريخ موقع الكنيسة إلى القرن الرابع الميلادي، تحت اسم "دير المغطس"، وبنيت الكنيسة في نفس المنطقة التي أقامت فيها العائلة المقدسة، وكان بجوار مغطس علي روماني، وأنشئ بعد ذلك دير سمي "دير المغطس"، وظل عامرا بالرهبان، وتم ترميمها في القرن الحادي عشر بأمر من الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وفي القرن السادس عشر الميلادي، تهدمت الكنيسة، وظلت متهدمة حتى أمر محمد علي باشا بإعادة بنائها عام 1846 ميلادية.

 

وفي عام 1968، أعيد بناء صحن الكنيسة، وخلال عملية البناء، تم العثور على رفات أجساد بعض القديسين، منهم القديس البطريرك الأنبا ساويرس الأنطاكي، والقديس الأنبا زخارياس أسقف سخا في القرن السابع الميلادي.