المفوضية الأوروبية تطرح مشروع "جواز سفر اللقاح" نهاية مارس استعدادا لموسم الصيف

رئيسة المفوضية: الهدف من البطاقة تسهيل حركة الأوروبيين بأمان داخل الاتحاد أو خارجه

 

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن المفوضية ستقوم بطرح مشروع قانون لإنشاء جوازات سفر اللقاح نهاية شهر مارس الجاري، والتي من المنتظر أن تكون على شكل شهادات رقمية تقدم كدليل على تلقى لقاح كورونا على مستوى الاتحاد الأوروبي، مما يسمح للأوروبيين بالسفر بحرية أكبر خلال الصيف المقبل.

 

ووفقا لموقع "يورو نيوز"، سيتم إطلاق الجواز تحت اسم "Digital Green Pass"، وسيتضمن معلومات تفصيلية حول ما إذا كان الشخص تم تطعيمه، بالإضافة إلى نتائج اختبارات كورونا السابقة والبيانات الطبية، وسيعقب مشروع القانون نحو 3 أشهر على الأقل من العمل التقني، من أجل طرح جواز السفر، في يوليو على أقرب تقدير.

 

تسهيل السفر داخل الاتحاد الأوروبي

 

وقالت فون دير لاين: "يجب أن تسهل البطاقة الخضراء الرقمية حياة الأوروبيين، والهدف هو تمكينهم تدريجيا من الحركة بأمان داخل الاتحاد الأوروبي أو في الخارج، للعمل أو السياحة".

 

وعلى الرغم من أن السياسات الصحية تعد من اختصاص دول الاتحاد الأوروبي، وليس للمفوضية الأوروبية رأي يذكر في هذا المجال، فإن "جواز سفر اللقاح" سيعتمد على حرية التنقل داخل أراضي الاتحاد الأوروبي، وهو مجال تتمتع فيه المفوضية، التي يقع مقرها في بروكسل، بسلطات تنفيذية وتشريعية أكبر، وأكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية أنهم فقط يعملون على تسهيل التنقل الآمن والحر في الاتحاد الأوروبي، وليس تقييده.

 

أما بالنسبة للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي، لم يوضح إريك مامر، المتحدث الرئيسي باسم المفوضية الأوروبية، إمكانية حصولهم على تلك البطاقة من عدمه، مضيفا أنه من أجل المضي قدما، ستحتاج المفوضية الأوروبية أن تتخذ الدول الأعضاء إجراءات سريعة، وخاصة فيما يتعلق بأنظمة تكنولوجيا المعلومات والترابط.

 

جدير بالذكر أن فكرة إدخال جوازات سفر اللقاحات يتم الترويج لها منذ بداية حملات التطعيم، وخلال الأسبوع الماضي، صرحت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في حديث لوسائل الإعلام بعد مؤتمر عبر الفيديو لزعماء الاتحاد الأوروبي، بأن الشهادات من المحتمل أن تكون جاهزة بحلول الصيف، مؤكدة على أن الجميع اتفق على حاجتهم إلى شهادة تطعيم رقمية.

 

في حين أن دولا أخرى ممن يعتمد اقتصادها على السياحة، كثفت ضغوطها في الأسابيع الأخيرة في محاولة لإنقاذ موسم صيف 2021، مثل أسبانيا، واليونان التي أصدرت بالفعل شهادات تطعيم رقمية خاصة بها، لتصبح واحدة من أولى حكومات الاتحاد الأوروبي التي تتخذ هذا القرار.

 

مخاوف حول التمييز العنصري

 

ومع ذلك، من المتوقع أن تستمر الخلافات بين الدول الأعضاء حول فكرة ونطاق هذه الجوازات، حيث إن الدول الأقل اعتمادا على السياحة لا تشارك الدول الأخرى هذا التسرع، بل هي أكثر قلقا بشأن الآثار الجانبية التمييزية المحتملة لهذا الإجراء.

 

وفي هذا السياق، قالت صوفي فيلميس، وزيرة الخارجية البلجيكية ورئيسة الوزراء السابقة، على تويتر، أنه رغم ترحيبها بالفكرة، لديها بعض الانتقادات حول التمييز العنصري المحتمل كنتيجة لطرح هذه الشهادة، وكتبت: "ضمن اقتراح السيدة فون دير لاين، فإن فكرة "الجواز" مربكة فيما يتعلق بالهدف الذي يجب أن تسعى إليه هذه الشهادة".

 

وأضافت: "بالنسبة لبلجيكا، ليس هناك شك في ربط التطعيم بحرية التنقل في جميع أنحاء أوروبا، ولكن احترام مبدأ عدم التمييز أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأن التطعيم ليس إلزاميا والحصول على اللقاح لم يتم تعميمه بعد".