اليابان تبدأ التطعيم ضد فيروس كورونا بلقاح "فايزر-بيونتك" استعدادا لأولمبياد 2021

تطعيم العاملين بالصحة أولوية.. والدفعة الأولى للقاح تكفي نحو 40 ألف طبيب وممرض

 

رئيس الوزراء الياباني يقرر المضي قدما في الخطط الأولمبية.. ويصفها بدليل انتصار البشر على الوباء

 

أطلقت اليابان حملتها الأولي للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، اليوم الأربعاء، بعد أن تمت الموافقة على لقاح "فايزر-بيونتك" يوم الأحد من قبل هيئة تنظيم الأدوية اليابانية، ووسط تساؤلات حول ما إذا كانت الحملة قادرة على الوصول لأكبر عدد من المواطنين وتطعيمهم قبل موعد دورة الأولمبياد 2021، المتأخرة بالفعل بسبب تفشي الوباء.

 

بحسب ما نقلته "أسوشيتد برس"، فإن تأخر طرح اليابان للقاح كورونا، جاء كنتيجة طلبها من شركة "Pfizer" إجراء تجارب سريرية مع اليابانيين، بالإضافة إلى الاختبارات التي أجريت بالفعل في 6 دول أخرى، كمحاولة لمعالجة مخاوف مواطنيها تجاه الآثار الجانبية للقاحات.

 

وقال وزير اللقاحات الياباني، تارو كونو، أن التأخير كان ضروريا لبناء الثقة في بلد يبلغ فيه انعدام الثقة في اللقاحات عقودا، قائلا: "أعتقد أن إظهار الحكومة اليابانية للشعب الياباني أننا بذلنا كل ما في وسعنا لإثبات فعالية وسلامة اللقاح، أكثر أهمية لتشجيع الشعب الياباني على أخذ اللقاح، لذلك في النهاية ربما بدأنا بشكل أبطأ، لكننا نعتقد أن ذلك سيكون أكثر فعالية.

 

خطة تطعيم المواطنين

 

ومن المخطط أن تبدأ الحملة أولا في إعطاء اللقاحات للمجموعة الأولى من العاملين في المجال الطبي، ويعتبرون الأكثر عرضة للخطر نظرا لتعاملهم المباشر مع المرضى، ويأتي في المجموعة الثانية كبار السن والأطفال، ثم بقية السكان في أواخر الربيع أو أوائل الصيف.

 

وسيتلقى الدفعة الأولى من لقاح "فايز-بيونتك"، التي وصلت يوم الجمعة الماضية، نحو 40 ألف طبيب وممرض، لحين وصول دفعة أخرى الأسبوع المقبل، يعدها سيتم تلقيح ما يقرب من 3.7 مليون عامل صحي آخر بدءا من مارس المقبل، يليهم نحو 36 مليون شخص في سن 65 وما فوق بداية من أبريل، وستكون الأولوية لمن يعانون من مشاكل صحية مزمنة، وكذلك مقدمو الرعاية في دور رعاية المسنين والمرافق الأخرى.

 

مصير الأولمبياد

 

ويعد حاليا مصير الأولمبياد حاسما بالنسبة إلى اليابان، خاصة وأن منافستها الصين، التي نجحت في التغلب على الفيروس، ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية العام المقبل، ورغم أمل قادة الأعمال في أن تسمح الحملة لعودة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته، إلا أن الخبراء يرجحون أن التأخر في حملة التطعيمات سيجعل الوصول إلى مناعة القطيع مستحيلا، في دولة يبلغ عدد سكانها 127 مليون نسمة، قبل بدء الألعاب الأولمبية في يوليو.

 

وعلى الرغم من تخوف المواطنين من إقامة الأولمبياد في ظل الظروف الحالية، ودعوات البعض بإلغائها أو تأجيلها، قرر رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، وحكومته المضي قدما في الخطط الأولمبية، واصفين إياها بأنها الدليل على انتصار البشر على الوباء.

 

كورونا في اليابان

 

جدير بالذكر أن اليابان لم تشهد تفشي المرض بالشكل الهائل الذي عصف بالولايات المتحدة وعديد من الدول الأوروبية، لكن ارتفاع عدد الحالات في ديسمبر ويناير أثار المخاوف، وأدى إلى حالة طوارئ جزئية شملت طلبات إغلاق المطاعم والحانات في وقت مبكر، حيث تشهد البلاد الآن معدل إصابة واحدة لكل 100 ألف شخص، مقارنة بـ 24.5 في الولايات المتحدة و18 في المملكة المتحدة، وسجلت منذ بداية الوباء نحو 420 ألف حالة و7 آلاف وفاة، وفقا لبيانات جامعة "جونز هوبكنز".