انتهاء ترميم 29 من مجموعة تماثيل الكباش بمعابد الكرنك في الأقصر

افتتح، صباح اليوم السبت، الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والمستشار مصطفي ألهم محافظ الأقصر، بحضور الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أعمال المرحلة الأولى من مشروع ترميم مجموعة من تمثال الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدینة الأقصر، والتي تضمنت الانتهاء من ترميم 29 تمثالا بالمنطقة الجنوبية، كما تم إعطاء إشارة البدء في تنفيذ أعمال المرحلة الثانية والتي تتضمن ترميم باقي مجموعة التماثيل الموجودة بالمنطقة الشمالية وعددها 19 تمثالا.

وخلال الافتتاح استمعا وزير السياحة والآثار ومحافظ الأقصر إلى شرح مفصل من الأثري صلاح الماسخ عن الأعمال التي تمت لترميم تماثيل الكباش، وأشاد بما قامت به المحافظة من أعمال لتطوير البنية التحتية للمدينة والكورنيش.

 

وأوضح العناني أن حضوره اليوم في ثاني أيام العام الجديد إلى مدينة الأقصر يأتي لتشجيع السياحة الثقافية ودعم العاملين بالقطاع، معربا عن سعادته ببدء عودة السياحة الثقافية حيث يعمل الآن نحو 40 فندقا عائما ما بين الأقصر وأسوان، والتي كان عددها منذ أيام قليلة نحو 10 فنادق عائمة فقط.

 

وأشار الوزير إلى أن 74% من الوافدين إلى المدينة من المصريين الذين حرصوا على معرفة تاريخ وحضارة بلادهم العريقة، هذا بالإضافة إلى رحلات اليوم الواحد القادمة من مدينة الغردقة.

 

وخلال جولته بمعابد الكرنك، التقى وزير السياحة والآثار بعدد من المجموعات السياحية من دول أوكرانيا، وبيلاروسيا، وبولندا، وسويسرا، والذين جاءوا إلى الأقصر في رحلات اليوم الواحد من الغردقة، وحرص السائحون بهذه المجموعات على التقاط الصور التذكارية مع الوزير والمحافظ، معربين عن سعادتهم بقضاء أوائل أيام العام الجديد بمدينة الأقصر التي وصفوهما بأحلى مكان يبدأوا فيه العام الجديد، وحضر هذه الجولة عدد من أعضاء مجلس النواب بمدينة الأقصر، ومحمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالصعيد.

 

ومن ناحية أخرى، تفقد وزير السياحة والآثار أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية برئاسة مصطفى الصغير مدير معابد الكرنك، بطريق المواكب الكبرى حيث تم اكتشاف أساسات البوابة الخاصة بمعبد خنسو، وهي عبارة عن أعتاب ضخمة من حجر الجرانيت معاد استخدامها من عصر الملك تحتمس الثالث، بالإضافة إلى تفقد أعمال الترميم ببهو الأعمدة الكبري.

 

ومن جانبه، قال محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالصعيد، إن اللجنة قامت بوضع أعمال الحفائر بموكب الاحتفالات الكبرى على برامج الرحلات السياحية لاطلاع السائحين على ما يقوم به الأثريين من أعمال لاكتشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة.

 

كما قام الوزير خلال جولته بزيارة السوق السياحي حيث التقى بعدد من العاملين بالبازارات، واستمع إلى مشاكلهم، وحدثهم عن مبادرة "شتي في مصر" وأهميتها في تنشيط السياحة الداخلية.

كما أوضح لهم الوزير بعض الاستفسارات الخاصة بمواعيد غلق البازارات، حيث إنه طبقا لقرار مجلس الوزراء، يتم غلق البازارات يوميا الساعة 12 صباحا، عدا يومي الخميس والجمعة الساعة 1 صباحا.

 

تفاصيل مشروع ترميم الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدینة الأقصر:

أوضح الدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، أن هذا المشروع يعتبر من أكبر مشروعات الترميم التي يتم تنفذها منذ قرابة 50 عاما، والذي بدأ في ديسمبر 2019، بعد عملية نقل 4 تماثيل من هذه الكباش إلى ميدان التحرير، كجزء من خطة الحكومة لتطوير الميدان، حيث تبين أثناء عملية النقل أن تلك الكباش في حالة سيئة من الحفظ وأنها تعاني من انهيار وفقد لبعض من أجزائها، مؤكدا أنه على الفور صدر قرار اللجنة الدائمة للآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار بالبدء الفوري في مشروع ترميم شامل لها.

 

وأثبتت أعمال الفحص والدراسات العلمية أن السبب المباشر في سوء حالة حفظ تلك الكباش هو تعرضها لأعمال ترميم خاطئة بمواد غير مناسبة في أوائل سبعينيات القرن الماضي عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث تم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار، الأمر الذي أثر سلبا عليها وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلي لها والوصول إلى القواعد الحجرية الأصلية للكباش والتي أدت إلى تحويل بعض من أجزائها إلى بودرة رملية مما ساعد في إحداث ميل لبعض من هذه التماثيل وهبوط فى البعض الآخر، بالإضافة إلى انفصال بعض الأجزاء من التماثيل نفسها، ونمو الحشائش والفطریات داخل الحجر.

 

وقال سعيد زكي رئيس قسم الترميم بمعابد الكرنك، إن أعمال ترميم المرحلة الأولى شملت طرق التوثيق المختلفة من تصوير فوتوغرافي ورسم توثيقي لإظهار مظاهر التلف الموجودة بالتماثيل، كما تم تحريك كل كبش على حدى على مخدات مستوية للبدء في إجراءات ترميمه بالكامل، حيث تم التنظيف الميكانيكي لكل كبش لإزالة الأتربة، وتقوية الأجزاء الضعيفة منها باستعمال المواد المخصصة لها والمتعارف عليها عالميًا، أما الأجزاء الكبيرة فتم استعمال الاستانلس المقاوم للصدأ لتجميعها.

 

وبعد الانتهاء من أعمال الترميم، تم وضع تلك الكباش على مصاطب بلغ حجم كل واحدة منها 38 م x 4 م، لتتحمل ثقل كل كبش والذي یتراوح وزنه ما بين 5 إلى 7 أطنان.

 

أعمال الحفائر

وبعد رفع الكباش، قام فریق العمل بإجراء حفائر حول صف الكباش وأسفل المصطبة المفرغة، مما أسفر الكشف عن مجموعة من الفخار والكتل الحجرية المعاد استخدامها ويعكف أعضاء فريق العمل الآن على دراساتها لمعرفة التاريخ الصحيح لنقل تلك الكباش من مكانها الأصلي بوسط الفناء المفتوح إلى مكانها الحالي، وذلك خلال العصور المصرية القديمة.

 

معلومات عن الكباش

تنتمي كباش الصف الجنوبي التي تصور رأس كبش وجسم أسد رابطا إلى الملك رمسیس الثاني (1304- 1237 ق.م).

 

وكانت تلك الكباش موجودة أمام الصرح الثاني، والذي كان الصرح الأول في عهد الملك رمسيس الثاني، لكن الملك طاھرقا (690 - 664 ق.م) قام بنقلها إلى ھذا المكان لبناء معبده وسط الفناء المفتوح.

 

واكتشف عالم الآثار الفرنسي "جورج لاجران" ما بين أعوام 1895- 1910م، عدد 9 تماثیل من الناحیة الشرقیة، ثم اكتشف "شفیریه" عام 1926 - 1940م عدد 10 آخرین، وفي عام 1942م اكتشف مفتش الآثار المصري "عبد الله عبد العلیم" عدد 11 تماثلا آخر.