بريطانيا تشدد قيود كورونا على لندن وبعض مناطق إنجلترا بعد انتشار السلالة الجديدة

رئيس الوزراء البريطاني: لا يمكننا الاستمرار في عيد الميلاد لمنع الاختلاط مع مناطق المستوى 4

 

دخلت المملكة المتحدة في موجة من القيود الشديدة بعد اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا داخل أراضيها، تنتشر بشكل أسرع من المعتاد بين سكان لندن، وجنوب شرق وشرق إنجلترا، وتواجه حاليا معظم أنحاء البلاد إغلاقا صارما مع اقتراب احتفالات عيد الميلاد، وحظر العديد من دول أوروبا رحلات الطيران من بريطانيا.

 

ووفقا لإذاعة "إن بي آر" الأمريكية، فإن الحكومة البريطانية أدخلت عدة أجزاء من إنجلترا في ما يعرف باسم قيود "المستوى 4"، بعد أن شهدت ارتفاعا حادا في أعداد الإصابات بالفيروس، وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، القيود الجديدة يوم السبت الماضي.

 

وقال جونسون: "بالنظر إلى الأدلة المبكرة التي لدينا على هذا النوع الجديد من الفيروس، والخطر المحتمل الذي يمثله، يجب أن أخبركم أنه لا يمكننا الاستمرار في احتفالات عيد الميلاد كما كان مخطط لها، ففي إنجلترا، لا يجب أن يختلط أولئك الذين يعيشون في مناطق المستوى 4 مع أي شخص خارج منازلهم في عيد الميلاد".

 

القيود الجديدة وإلغاء الكريسماس 

 

وتشبه القيود الجديدة إلى حد كبير القيود الوطنية التي كانت سارية في نوفمبر الماضي، حيث لا يمكن للمقيمين في المناطق المتضررة مغادرة منازلهم إلا للضرورة، وتم إجبار متاجر التجزئة غير الأساسية، وصالات الألعاب الرياضية الداخلية، دور السينما وصالونات التجميل، على الإغلاق، وإذا أراد المواطنون قضاء الوقت مع من هم خارج نطاق منازلهم، فيمكنهم مقابلة شخصا واحدا فقط في كل مرة، ويجب أن تتم المقابلة في الهواء الطلق.

 

ووفقا لتصريحات جونسون، فعلى الرغم من أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد منتشرة في مناطق المستوى 4 بشكل أكبر، إلا أنها موجودة أيضا على مستويات أقل في جميع أنحاء البلاد، وفي الوقت الحالي يتم تشجيع المواطنين في جميع أنحاء البلاد على البقاء داخل الحدود المحلية لمناطقهم، أما عن احتفالات عيد الميلاد خارج مناطق المستوى 4، سيتمكن ما يصل إلى 8 أشخاص من 3 أسر من الاجتماع معا، ولكن في يوم عيد الميلاد فقط، وليس على مدار 5 أيام، بموجب الإرشادات السابقة.

 

بداية انتشار السلالة الجديدة

 

وقالت سوزان هوبكنز، من الصحة العامة في إنجلترا لـ "بي بي سي"، أن العدوى الجديدة يمكن أن تكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة تصل إلى 70% عن السلالات السابقة للفيروس، موضحة أن السلالة الجديدة تم التعرف عليها لأول مرة في منتصف أكتوبر من عينة أخذت في سبتمبر، مضيفة: "في أوائل ديسمبر، بينما كنا نحاول فهم سبب استمرار تزايد الحالات، في منطقتي "كينت" و"ميدواي" وعلى الرغم من القيود الوطنية، وجدنا مجموعة تنمو بسرعة كبيرة".

 

وأكدت هوبكنز أنه خلال هذا الأسبوع فقط أدرك الباحثون أن السلالة الجديدة كان أكثر قابلية للانتقال، وأبلغوا الحكومة يوم الجمعة الماضي، وتم الإعلان عن القيود الجديدة في اليوم الذي تلاه.

 

وبينما يبدو أن البديل الجديد أكثر عرضة للانتقال، أوضح العلماء أنه لا يوجد دليل على أنه يؤدي إلى مرض أكثر خطورة، وقال فيفيك مورثي، المرشح لمنصب الجراح العام في الولايات المتحدة لقناة "NBC": "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن اللقاحات التي تم تطويرها لن تكون فعالة ضد هذا الفيروس أيضا".

 

وفي ظل هذه الأجواء، اتجهت العديد من الدول الأوروبية، أبرزها فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، وبلجيكا إلى حظر جميع الرحلات الجوية القادمة من المملكة المتحدة البريطانية، ومن المنتظر أن يجتمع الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين لمناقشة استجابة منسقة للوضع الحالي.