الدول العربية ما بين اللقاح الصيني وفايزر.. أيهما الأنسب في مكافحة كورونا؟

مصر والإمارات والمغرب يفضلون اللقاح الصيني.. وباقي دول الخليج تتجه إلى "فايزر-بيونتيك"

 

منذ بداية أزمة انتشار فيروس كورونا في 2020، سجلت الدول العربية أكثر من 5 ملايين إصابة بالفيروس، وكانت العراق والمغرب والسعودية في مقدمة الدول الأسوأ عربيا من حيث عدد الحالات المسجلة، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأرقام الحقيقة قد تكون أكثر من المعلنة نظرا لوجود حالات غير مسجلة أو لعدم توفر آليات كافية للرصد والتتبع.

 

ورغم أن أغلب الدول العربية بدأت في طرح خططها من أجل تطعيم وتحصين سكانها ضد كورونا، إلا أنها انقسمت ما بين اللقاحين الأكثر انتشارا الآن، وهما اللقاح الأمريكي الألماني "فايزر-بيونتيك"، واللقاح الصيني "سينوفارم".

 

وبحسب تقرير "بي بي سي"، فإن دولا مثل السعودية، الكويت، قطر، البحرين، عمان، الأردن، لبنان، وتونس أعلنت نيتها استخدام لقاح "فايزر-بيونتيك"، الذي اعتمدته مؤخرا هيئتا الدواء البريطانية والأمريكية، وأعلنت السعودية أنها ستبدأ عملية التطعيم قبل نهاية العام الجاري، بينما صرحت دول أخرى بأنها ستقوم بذلك خلال الأشهر الأولى من 2021.

 

في حين أن دول أخرى مثل الإمارات، المغرب، ومصر، التي شاركت في التجارب السريرية للقاحات صينية، بدأت في استقبال دفعات من لقاح "سينوفارم"، وهو الأمر الذي أثار بعض الجدل حيث بدأت بعض الدول في ترخيص استخدام اللقاح بشكل طارئ، رغم عدم نشر نتائج مرحلة التجارب السريرية النهائية.

 

بينما قررت بعض الدول عقد اتفاقيات للحصول على لقاحين أو أكثر، فالبحرين على سبيل المثال شاركت في التجارب السريرية للقاح الصيني، لتحصين ما يقرب من 6 آلاف شخص، ورغم ذلك كانت الدولة الثانية على مستوى العالم التي تعتمد لقاح "فايزر-بيونتيك" بعد بريطانيا،  فيما تعهدت دول أخرى مثل العراق والجزائر بتوزيع اللقاح قريبا لكن لم تحدد أي نوع بعد.

 

ويأتي ذلك في نفس الوقت، الذي تواردت فيه أنباء عن نية الصين استيراد 100 مليون جرعة من لقاح "فايزر-بيونتيك" خلال العام المقبل، تكفي لتحصين 50 مليون من سكانها، على الرغم من أن لقاح "سينوفارم" تم توزيعه بالفعل على مليون شخص في الصين بموجب برنامج للطوارئ.

 

اختلافات لقاحي "فايزر-بيونتيك" و"سينوفارم"

 

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن لقاح "سينوفارم" اعتمد على طريقة تقليدية تتمثل في حقن فيروس غير نشط، أي يحتوي على جزيئات فيروسية ميتة تم صنعها في المختبر قبل أن تُقتل وهي غير معدية، بينما اعتمد لقاح "فايزر-بيونتيك" على تقنية أحدث تعتمد على استخدام الشفرة النووية للفيروس، من أجل تحفيز الجسم لإنتاج أجسام مضادة.

 

ومن جانبه، أكد استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، أمجد الخولي، أن هذا الفارق التقني لا يعني أن أحدهما أفضل من الآخر، على الرغم من أن نسبة فعالية لقاح "فايز- بيونتيك" فهي تصل إلى 95%، بحسب تصريحات الشركة المصنعة، بينما تصل نسبة فعالية لقاح "سينوفارم" إلى 86%، وفقا لتصريحات وزارة الصحة الإماراتية بعد انتهاء التجارب السريرية فيها.

 

وبالإضافة إلى ذلك، هناك متطلبات لوجستية، حيث أن لقاح فايزر يتطلب الحفظ في درجة حرارة شديدة البرودة، 70 درجة مئوية تحت الصفر، وهو ما يحتاج إلى إجراءات وبنية تحتية مختلفة نسبيا، ولذلك اتجهت بعض الدول إلى لقاح آخر لا يتطلب مثل هذه اللوجستيات، مثل اللقاح الصيني، الذي يمكن حفظه في ثلاجات عادية.

 

وبعيدا عن الاختلافات التقنية، يعتقد أمجد الخولي، أن اختيار الدول للقاح يعتمد على أكثر من عامل، من بينها العامل الاقتصادي وتوفر المنتج، مضيفا: "لن يستطيع منتج واحد تغطية احتياجات العالم كله، وبالتالي يمكن أن تلجأ الدول لأكثر من مورد طالما أن النتائج الأولية مبشرة وتؤكد سلامة اللقاح".