زيارة الرئيس السيسي لفرنسا أبرزت اهتمامه بملف تنشيط السياحة إلى مصر

يحظى ملف تنشيط حركة السياحة إلى مصر باهتمام كبير وملحوظ من قبل القيادة السياسية، والتي برزت في زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي، ولقاءه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث لم يغب الحديث عن هذا الملف في مختلف لقاءاته وخطاباته الرسمية على مدار أيام الزيارة.

 

في لقاءه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك بقصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة، بما فيها جذب السياحة الفرنسية إلى المقاصد المصرية.

 

وقال السيسي: "إن بلدكم العظيم وشعبكم الصديق يحظى بمكانة خاصة لدى الشعب المصري بأسره، إذ نتشارك سويا إرثا ثقافيا وحضاريا يمتد عبر العصور، وقد أسهم الولع الكبير للشعب الفرنسي بالحضارة المصرية القديمة في مزيد من تعميق علاقة الود والصداقة والتعاون، وتلاقي الأهداف والرؤى والمصالح المشتركة بين بلدينا، خاصة منذ أن نجح العالم الفرنسي الكبير "شامبليون" في فك رموز اللغة الهيروغليفية منذ نحو مائتي عام.

 

وفي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، توجه بخالص الشكر على الدعوة الكريمة، وأعرب عن تقديريه لكرم الضيافة والحفاوة منذ وصوله إلى باريس، وهو ما يؤكد على ما يجمع بين البلدين من علاقات ذات طبيعة إستراتيجية وصداقة ممتدة على كافة الأصعدة، وتوافر إرادة سياسية قوية للارتقاء بها إلى آفاق أرحب.

وأضاف السيسي أن المحادثات المنفردة والموسعة مع الرئيس ماكرون اتسمت بالصراحة والشفافية، وعكست مدى تقارب وجهات النظر، واستعرضنا وبصورة تفصيلية كافة أواصر التعاون، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكيفية تطويرها، ومنها أهمية زيادة تدفقات السياحة الفرنسية إلى المقاصد السياحية في الغردقة، وشرم الشيخ، والأقصر، وأسوان، وذلك في ضوء التدابير الاحترازية المشددة التي تطبقها مصر في تلك المقاصد والتي جعلت معدلات الإصابة بها تكاد تكون منعدمة، مشيدا بقرار استئناف الرحلات السياحية بين البلدين اعتبارا من 4 أكتوبر 2020.

 

وفي هذا السياق، تبادلنا الرؤي حول التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لانتشار فيروس كورونا المستجد، واستعرضت من جانبي الجهود الدؤوبة للتعامل مع هذه الأزمة والتي نجحت باقتدار في تحقيق التوازن الدقيق بين تطبيق الإجراءات الاحترازية لاحتواء انتشار الفيروس من جانب، واستمرار النشاط الاقتصادي وتفعيل نظام الحماية الاجتماعية لمعالجة الآثار السلبية لهذه الجائحة من جانب آخر، مما جعل مصر واحدة من الدول المعدودة التي استطاعت تحقيق معدلات نمو اقتصادي إيجابية في العالم.

 

وفي ختام كلمته قال الرئيس السيسي لنظيره الفرنسي: "أتطلع إلى استقبالكم في القاهرة خلال العام القادم كضيف كريم على مصر".

 

وشملت لقاءات الرئيس السيسي في باريس، لقاءه مع جان كاستيكس رئيس وزراء فرنسا، وجيرارد لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، وآن هيدالجو عمدة باريس.

وفي هذا السياق، صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاءات تناولت بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في المجالات السياحية والثقافية والتنموية.

 

وأوضح الرئيس حجم وتنوع المشروعات القومية الكبرى الجارية في مصر وهو الأمر الذي يوفر مجالات متعددة للتعاون المشترك فيما يتعلق بالمدن الجديدة خاصة العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك في قطاع السياحة والآثار في ضوء سلسلة المتاحف الجديدة وعلى رأسها المتحف المصري الكبير الذي يعد الأكبر في العالم.

 

وعلى جانب آخر، بحث الرئيس السيسي، مع رئيس مجموعة "إيرباص" العالمية، تطوير التعاون مع مجموعة إيرباص التي تمتلك خبرات عميقة في مجال الصناعات الجوية وكذلك العسكرية والدفاعية، حيث عبر الرئيس عن تطلع مصر لمواصلة التعاون مع الشركة لما لديها من خبرات وإمكانات كبيرة في هذا الصدد.

 

ومن جانبه، أكد رئيس مجموعة "إيرباص" تثمينه للتعاون مع مصر مع الحرص على دعم قدراتها وتلبية احتياجاتها في مجال صناعات الشركة، معربا عن الاعتزاز بلقاء الرئيس لبحث مسيرة الشراكة مع مصر.