فرنسا تدرس حظر تجول جديد في باريس بسبب تجاهل المواطنين لضوابط الإغلاق

أعلنت مصادر حكومية أن فرنسا تدرس حاليا فرض حظر تجول ليلي جديد في باريس والمناطق المحيطة بها، وسط إحباط الحكومة من تجاهل كثير من المواطنين لقواعد الإغلاق، بالتزامن مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وفقا لوكالة "رويترز".

 

وأوضح مكتب رئيس الوزراء، جان كاستكس، أن القرار النهائي بشأن حظر التجول لم يتم اتخاذه حتى الآن، في حين أن مصدر حكومي آخر صرح بأنه من المنتظر أن تتم مناقشته خلال اجتماع بين الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وكبار وزراء الحكومة يوم الأربعاء المقبل.

 

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة، جابرييل أتال، لقناة "بي إف إم" التلفزيونية: "الوضع لا يحتمل بالنسبة للمواطنين الذين يحترمون الضوابط في حين أنهم يشهدون انتهاك مواطنين آخرين لها، ونحن بحاجة إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمكافحة الوباء".

 

أسباب دراسة القرار

 

ويأتي ذلك بعد أن تسببت عمليات الإغلاق والقيود الجديدة، التي تم فرضها للسيطرة على تفشي فيروس كورونا مجددا، في إثارة المقاومة لدى المواطنين، الذي يرفضون تحمل فترة أخرى من الحبس في المنازل، في جميع أنحاء أوروبا، على الرغم من تسجيل دول مثل فرنسا وأسبانيا لعدد قياسي من الإصابات اليومية، وانهيار المستشفيات تحت الضغط.

 

وقال مصدر حكومي: "رصدت الشرطة حفلات سرية، وحفلات عشاء خاصة، رغم أن الفيروس ينتشر بسرعة"، ففي باريس، يصاب شخص واحد بالعدوى كل 30 ثانية، بينما يدخل شخص مصاب بالفيروس إلى المستشفى كل 15 دقيقة، وفقًا لتصريحات وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، فيما أبلغت السلطات الصحية في فرنسا عن تسجيل 52,518 إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم الإثنين.

 

وكانت فرنسا قد أبطأت انتشار فيروس كورونا بشكل كبير خلال فترة الربيع، في واحدة من أشد عمليات الإغلاق في أوروبا، ولكن بعد مرور 10 أشهر على انتشار الوباء، ومع حلول فصل الشتاء ارتفعت أعداد الإصابات مرة أخرى، وفرضت حظرا على التجول ليلا على ثلثي سكانها البالغ عددهم 67 مليونا في منتصف أكتوبر الماضي، ولكن تم رفعه عندما أمر ماكرون بإغلاق ثان اعتبارا من 30 أكتوبر.

 

وأجبر ذلك جميع الأعمال غير الأساسية مثل الحانات والمطاعم على الإغلاق، وحظر التجمعات الخاصة، وشهدت عودة التصاريح اللازمة لمغادرة المنازل، مع إبقاء المدارس مفتوحة، وعلى الرغم من أن البيانات الواردة من تطبيقات تعقب الرحلات داخل باريس تشير إلى أن تحركات المواطنين وازدحام المرور تراجع بشكل حاد، إلا أن بعض المواطنين عبروا عن استيائهم من استضافة البعض لحفلات وتجمعات مخالفة لقواعد الإغلاق.