الموجة الثانية لكورونا تهدد السياحة الوافدة من الأسواق الرئيسية وأبرزها أوكرانيا وبولندا

مع سيطرة الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" على معظم دول أوروبا، أصبحت حركة السياحة الوافدة حاليا إلى مصر من بعض الأسواق الأوروبية مهددة بالتوقف من جديد، في ظل زيادة أعداد الإصابات بشكل ملحوظ، مما أجبر حكومات الدول الكبرى على عودة إجراءات الإغلاق، والتي باتت مرفوضة من قبل الشعوب.

 

وفي هذا السياق، قال مصدر مسئول بوزارة السياحة والآثار إن الأسواق السياحية التي تشهد زيادة في معدلات الحركة الوافدة منها إلى المدن السياحية، وتركز حاليا على مدينتي شرم الشيخ والغردقة، تتمثل في أسواق شرق أوروبا، وعلى رأسها أوكرانيا، صربيا، رومانيا، ومولدوفا، إلى جانب دول أخرى مثل بولندا، وسويسرا، ومن آسيا تمثل كازاخستان أحد الأسواق الواعدة.

 

وأضاف المصدر لـ "ترافل يلا نيوز" أن هذه الأسواق تتميز بمعدلات نمو سريعة، موضحا أن مؤشرات الحجوزات خلال شهر نوفمبر كانت في زيادة، ولكن حدوث تغيرات مفاجئة نتيجة تطور وضع فيروس كورونا المستجد في معظم الدول الأوروبية هو سيد الموقف.

 

وأشار إلى أنه كانت هناك محاولات لتنظيم طيران شارتر من بعض دول أوروبا الغربية مثل أسبانيا ولكنها اصطدمت بدخول الموجة الثانية لكورونا بصورة أرغمت تلك الدول لفرض إجراءات الغلق مرة أخرى.

 

وأوضح المصدر أنه في ظل الأزمة الحالية ليس هناك حجوزات على المدى البعيد، حتى أن مصير شهر ديسمبر غير معلوم حتى الآن، مؤكدا أنه بمجرد ظهور المصل لفيروس كورونا، سوف تشهد مصر إقبالا كثيفا لأن السائحين متعطشين للسفر.

 

ومن جانبها، قالت كريستين رجائي مديرة المبيعات والتسويق لفندق شيراتون شرم الشيخ، إن أوكرانيا تعتبر السوق السياحي الرئيسي الأول حاليا في مصر وخاصة شرم الشيخ، ولكن ما شهدته من تطور سريع ومتزايد في حالات كورونا وصل إلى 8 آلاف حالة يوميا، جعلت الحكومة الأوكرانية تضع حدا إذا تم الوصول إليه سوف تفرض إجراءات الغلق العام وهو 15 ألف حالة، وبالتالي تتوقف حركة السياحة من جديد.

 

وأضافت رجائي لـ "ترافل يلا نيوز"، إن بولندا كانت تمثل الأمل، كونها من الأسواق الواعدة، ولكنها قررت الانسحاب، واليوم السبت تم تسيير طائرة بدون ركاب من بولندا إلى مصر لإجلاء السائحين المتواجدين في مدينتي شرم الشيخ والغردقة، نظرا لوصول عدد الحالات اليومين إلى معدلات قياسية تجاوزت أمس الجمعة 21 ألف حالة، مما جعلها تدخل مصاف المناطق الموبوئة، مشيرة إلى أن هناك حالات إيجابية لبولنديين تقيم حاليا في الفنادق وسيتم إعادتهم في رحلات أخرى خاصة لهم.

 

وأشارت إلى أن الحرب بين أرمينيا وأذربيجان كان لها تأثيرا ملحوظا في عدم توافد رحلات من تلك الأسواق، رغم أن أرمينيا بدأت برحلات مبشرة، ثم جاءت كازاخستان بقرار يلزم جميع إجراء جميع مواطنيها تحليل PCR عند عودتهم من رحلتهم السياحية في شرم الشيخ، ما يضع عائقا وتخوفا من فكرة السفر، وتكلفة إضافية للرحلة.

 

وأوضحت مديرة المبيعات والتسويق لشيراتون شرم الشيخ أن الحجوزات المقبلة لا تتجاوز خطتها الأسبوع الأول من نوفمبر، حيث إن الرؤية ضبابية في ظل التطور السريع للفيروس في أوروبا، كما أن الدول تتخذ قرارات سريعة وصارمة بغلق حدودها رغم الإجراءات الوقائية المتبعة في المطارات، وعلى متن الطائرات، وفي الفنادق.