"العالمي للسفر والسياحة": تعافي القطاع يعتمد على فتح الحدود وإلغاء قيود السفر مع الالتزام بمعايير الصحة

تعاون القطاعين العام والخاص هو الطريق لاستعادة ثقة المسافرين وملايين الوظائف المتأثرة

جلوريا جيفارا: تقرير المجلس يمهد الطريق للتعافي في قطاع السفر والسياحة وعودة الرحلات الآمنة

تطور أهمية الصحة والسلامة لدى المسافرين تحتاج إلى بروتوكولات صحية جديدة

 

بالتزامن مع  يوم السياحة العالمي، كشف المجلس العالمي للسفر والسياحة "WTTC" عن تقريرا جديدا يستكشف فيه تأثير وانعكاسات أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد على كل المعنيين بالسفر والسياحة العالمية، ويقدم من خلاله توصيات لدعم القطاع وبناء قدرته على الصمود في المستقبل، وذلك بالتعاون مع شركة الاستشارات الإدارية العالمية "أوليفر وايمان".

 

وفي بدايته، أكد التقرير على أهمية اتباع نهج عالمي منسق للتعافي، من حيث تعزيز تجربة السفر، وتبني تقنيات جديدة، ووضع بروتوكولات عالمية للصحة والنظافة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على حاجة القطاعين العام والخاص للعمل معا، من أجل استعادة الملايين من الوظائف المتأثرة، وإعادة بناء ثقة المسافرين، وبناء مرونة القطاع، ومن المتوقع أن تقود 4 اتجاهات الطريق للتعافي وما بعده، وهم تطور الطلب، والصحة والنظافة، والابتكار والتعامل الرقمي، والاستدامة.

 

أهمية الثقة في السفر والسلامة الصحية

 

وعلى سبيل المثال، أوضح التقرير أن 70% من المسافرين في أمريكا الشمالية قالوا أنه لديهم الاستعداد للحجز والسفر في ظل استمرار كورونا، فقط إن كانت التغييرات في الحجوزات مجانية، في حين أن نحو 92% من المستهلكين قالوا أنهم لا يثقون إلا في التوصيات الشخصية عندما يتعلق بالصحة والنظافة.

 

فيما قال 69% آخرين أنهم يعتبرون النظافة عنصر حاسم في استجابة أي علامة تجارية لأزمة السفر، حيث أنه من المتوقع أن يستمر المسافرون في الاهتمام بالصحة والنظافة حتى بعد إيجاد لقاح لكورونا، مما يشير على الحاجة إلى جاهزية الوجهات، لتتناسب مع تطور أولويات المستهلكين، إلى جانب الحاجة إلى اعتماد بروتوكولات جديدة لتدابير الصحة والسلامة.

 

وكذلك أصبح التعامل الرقمي ذو أهمية قصوى خلال أزمة كورونا، نظرا لعمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم، حيث يشعر الناس بشكل متزايد بالراحة مع تجربة السفر بدون لمس، حيث صرح 45% من المسافرين أنهم على استعداد للانتقال من جوازات السفر الورقية إلى الهويات الرقمية، لتجنب أي تفعل جسدي خلال السفر.

 

توصيات المجلس حول كيفية التعافي

 

وبناء على ذلك، حدد التقرير عدد من توصيات حول كيفية تعافي قطاع السفر والسياحة بشكل مضمون وأكثر سلاسة، والتي شملت:

 

1- فتح الحدود والعودة إلى الوطن من خلال نهج منسق لإلغاء قيود السفر، مع وجود تقييم سابق للمخاطر، بالإضافة إلى متطلبات موحدة لاختبار الاتصال والتعقب عند المغادرة.

 

2- تحديد معايير الصحة والسلامة المشتركة، حيث يجب أن يتفق القطاعان العام والخاص بشكل مشترك على تنفيذ معايير الصحة والسلامة عبر الصناعات داخل السفر والسياحة.

 

3- تعزيز مخططات دعم العمال من خلال توفير حماية الرواتب وإعانات الأجور، بالإضافة إلى فحوصات تحفيز المستهلك العامة وتأجيل دفع الضرائب.

 

4- تحفيز السفر من خلال تقديم حوافز المستهلك للإنفاق على السفر، بدءا بالمسافرين المحليين، والتوسع إلى الإقليميين والدوليين في أسرع وقت ممكن ومناسب.

 

5- تعزيز السياحة بدءا بالسفر المحلي والإقليمي، من أجل الاستفادة من الانتعاش الأولي، ويجب على الحكومات ومجالس ومنظمات السياحة أن توجه جهودها التسويقية والترويجية المبكرة لتحفيز السفر المحلي والإقليمي، والأهم من ذلك، يجب عليهم أيضا إعداد وتقديم حوافز تسويقية وترويجية مبكرة لتحفيز إعادة النمو والتعافي في أقرب وقت ممكن للسفر الداخلي والسياحة.

 

6- توسيع البنية التحتية الرقمية إلى الوجهات الريفية، حيث أن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية للوجهات الناشئة والمناطق النائية سيكون أمرا بالغ الأهمية، فضلا عن تعزيز المهارات الرقمية داخل المجتمعات المحلية.

 

7- دمج الهويات الرقمية حيث سيكون تسريع تبني الهويات والحلول الرقمية أمرا أساسيا، لتحقيق أقصى قدر من الدقة لحماية الصحة والسلامة، مع تقليل التحيز في مراقبة الحدود وتسريع حركة الركاب.

 

8- إعادة التفكير في بيئة العمل، حيث يتطلب التحول السريع إلى العمل عن بعد من القطاعين العام والخاص أن يجتمعوا لتحديد كيفية تحسين ترتيبات العمل الجديدة.

 

9- تحفيز ممارسات الاستدامة من خلال تطوير وتقديم الحوافز لتشجيع تنفيذ تدابير الاستدامة داخل القطاع الخاص.

 

التغلب على كورونا وعودة الرحلات الآمنة

وقالت جلوريا جيفارا، الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس السفر والسياحة: "هذا البحث الشامل يمهد الطريق للتعافي في قطاع السفر والسياحة، وبينما لا يزال هناك عمل يجب إنجازه، فإن هذا يعطينا نظرة ثاقبة حول أفضل طريقة للتعامل مع التعافي، ويقدم رؤية وأمل للقطاع، ومن المهم أن نستمر في التعلم من الأزمات السابقة، وأن نتعاون معا بطريقة منسقة لإحداث فرق حقيقي في الحد من التأثير الاقتصادي والبشري".

 

وأضافت: "الألم والمعاناة الاقتصادية التي لحقت بملايين الأسر في جميع أنحاء العالم، والذين يعتمدون على السفر والسياحة في معيشتهم، أمر واضح، ونحن نعتقد اعتقادا راسخا أنه من خلال العمل باتباع نهج منسق، يمكننا التغلب على كورونا والعودة إلى رحلات آمنة، مع معايير عالمية للنظافة للمسافرين وتجديد الوظائف، وسبل العيش لـ 330 مليون شخص عملوا في هذا القطاع قبل الأزمة".

 

ومن جانبه، قال ماثيو دي كليرك، الشريك في "أوليفر وايمان"، أن قطاع السفر والسياحة يمثل بالفعل وظيفة واحدة من كل 10 وظائف على مستوى العالم، ولذلك سيظل مهما للتنمية الاقتصادية للعديد من الاقتصادات، حيث أن خلق فرص شاملة للنساء والشباب والأقليات لن يكون له مهما من الناحية الاقتصادية فقط، بل هو أيضا ما يريده سائحو المستقبل، وخاصة بعد انتهاء فيروس كورونا.

 

مضيفا: "من الضروري تجاوز الأزمة والاستمرار في دعم التغيير المنهجي في الصناعة، لتعزيز قدرتها على الصمود أمام الصدمات المستقبلية، وتحسين تأثيرها الإيجابي الاجتماعي والاقتصادي".

 

جدير بالذكر أنه وفقا للتقرير الأثر الاقتصادي لعام 2020 الصادر عن المجلس، كان قطاع السفر والسياحة مسئولا عن وظيفة واحدة من بين كل 10 وظائف بإجمالي 330 مليون وظيفة خلال عام 2019.، مما ساهم بنسبة 10.3% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وخلق 1 من كل أربعة وظائف جديدة.