المجلس العالمي للسياحة: فرنسا تخسر 48 مليار يورو بسبب انخفاض معدل السفر الدولي

2.1 مليون وظيفة سياحية معرضة للخطر من بين 29.5 مليون في جميع أنحاء أوروبا

جلوريا جيفارا: يجب استبدال الحجر الصحي ببرامج اختبار وتعقب سريعة وفعالة

 

كشف المجلس العالمي للسفر والسياحة  "WTTC" عن توقعاته بوصول خسائر الاقتصاد الفرنسي إلى 48 مليار يورو، بعد انهيار قطاع السفر الدولي خلال عام 2020، نظرا لانتشار فيروس كورونا المستجد، حيث تسببت الأزمة في انخفاض غير مسبوق في أعداد السائحين الدوليين في فرنسا، الأمر الذي قد يؤدي إلى انخفاض معدل إنفاقهم بنسبة 82%.

 

وأوضح المجلس في تقريره أن هذه الخسارة الكارثية تعادل عجزا في اقتصاد البلاد قدره 131.2 مليون يورو يوميا، أو 918 مليون يورو أسبوعيا، مما يعرض نحو 2.1 مليون وظيفة متعلقة بقطاع السفر والسياحة في فرنسا إلى الخطر، من بين 29.5 مليون وظيفة في جميع أنحاء أوروبا، وذلك في ظل استمرار تداعيات كورونا في تدمير القطاع. 

 

ووفقا لتقرير الأثر الاقتصادي لعام 2020 الصادر عن مجلس السفر والسياحة، كان قطاع السفر والسياحة الفرنسي مسئولا عن 2.7 مليون وظيفة خلال عام 2019،، بما يعادل 9.4% من إجمالي القوى العاملة في البلاد، فيما أنتج أكثر من 205 مليار يورو من الناتج المحلي الإجمالي، أي 8.5% للاقتصاد الفرنسي.

أهمية السياحة الدولية لفرنسا

 

أما بالنسبة لمعدل إنفاق السائحين الدوليين، كشفت تحليلات مجلس السفر والسياحة أن الإنفاق على السفر الدولي في فرنسا خلال عام 2019، وصل إلى 58.6 مليار يورو، بمعدل 4.9 مليار يورو شهريا، وهو ما يمثل نحو 34% من إجمالي الإنفاق السياحي في ألمانيا، فيما كان معدل الإنفاق على السفر المحلي العام الماضي مسئولا عن 66% أخرى.

 

وما بين عامي 2016 و2018، كانت أكبر الأسواق الوافدة إلى فرنسا هم المسافرين من ألمانيا والمملكة المتحدة، حيث يمثل كل منهما 14% من إجمالي الوافدين الدوليين، وجاءت بلجيكا في المركز الثالث بنسبة 12%، واحتلت إيطاليا وسويسرا المرتبة الرابعة بنسبة 8% لكل منهما.

 

كما تظهر بيانات عام 2018، وهي أحدث البيانات المتاحة، مدى اعتماد باريس بشكل خاص على إنفاق الزوار الدوليين، حيث شكلت نحو 74% من إجمالي الإنفاق السياحي في المدينة، وشكل السياح المحليون نسبة الـ 26% المتبقية، وكان مواطني الولايات المتحدة أكثر الزائرين للمدينة بنسبة 19%، بينما جاءت المملكة المتحدة في المرتبة الثانية بنسبة 9% من إجمالي الوافدين.

 

قيادة التعافي بنهج متسق

 

ولذلك، دعا المجلس العالمي للسفر والسياحة وأعضائه مؤخرا، الرئيس إيمانويل ماكرون وقادة مجموعة الـ 7، إلى اتباع نهج منسق في قيادة التعافي من الأزمة، وقالت جلوريا جيفارا، الرئيسة والمديرة التنفيذية للمجلس: " أحدث أرقام (WTTC) توضح الآلام والمعاناة الاقتصادية التي لحقت بملايين الأسر في جميع أنحاء فرنسا، والذين يعتمدون على قطاع السفر والسياحة المزدهر لكسب عيشهم".

 

وأضافت: "انخفاض نسبة السفر الدولي الناجم عن الوباء قد يؤدي إلى خسائر 48 مليار يورو للاقتصاد الفرنسي وحده، بمعدل 131.2 مليون يورو يوميا، ومن المتوقع أن يستغرق التعافي من هذه الخسائر سنوات عديدة، كما يمكنها أن تهدد مكانة باريس كواحدة من المناطق الرئيسية في العالم للسفر بغرض العمل والترفيه".

 

كما أكدت جيفارا أن التنسيق الدولي لإعادة تأسيس السفر عبر المحيط الأطلسي، سيمثل دفعة حيوية لقطاع السفر والسياحة، مما يعود بالفائدة على شركات الطيران، الفنادق، وكالات السفر، ومنظمي الرحلات السياحية، بالإضافة إلى تنشيط ملايين الوظائف في سلسلة التوريد التي تعتمد على السفر الدولي.

 

استبدال الحجر الصحي باختبارات فعالة

 

وتأتي هذه الأخبار المثيرة للقلق، بعد أن أضافت المملكة المتحدة فرنسا إلى قائمة الحجر الصحي، بحيث تلزم السائحين البريطانيين العائدين من فرنسا الآن بالحجر الصحي لمدة 14 يوما عند عودتهم إلى بريطانيا، وفي المقابل، أعلنت فرنسا مؤخرا أنها تدرس إمكانية فرض الحجر الصحي على المسافرين إلى المملكة المتحدة، والذي سيكون له تأثير أكبر في كلا الاقتصادين، حيث يتوقع المجلس أن تخسر المملكة المتحدة 22 مليار جنيه إسترليني من اقتصادها بسبب انهيار السفر الدولي خلال العام الجاري.

وفي هذا السياق، قالت جيفارا: "نحن بحاجة ماسة إلى استبدال إجراءات الحجر الصحي المتغيرة باستمرار، ببرامج اختبار وتعقب سريعة وشاملة وفعالة من حيث التكلفة في نقاط المغادرة بجميع أنحاء البلاد، وسيكون هذا الاستثمار أقل بكثير من تأثير الحجر الصحي الصارم، الذي له عواقب اجتماعية واقتصادية مدمرة وبعيدة المدى".

 

كما أشارت إلى أن الاختبار المستهدف والتعقب سيعيدان أيضا بناء ثقة المستهلك في السفر، إلى جانب استعادة الممرات الجوية الحيوية بين الدول والمناطق التي لديها معدلات إصابة مماثلة بكورونا.

 

"تحسين عملية الاختبار السريع ونظام التتبع المعمول به على جميع الركاب المغادرين يعني أن الحكومة يمكنها النظر في إعادة السفر بين فرنسا والمراكز الدولية الرئيسية مثل لندن، نيويورك، دبي وغيرها، حيث أن استعادة السفر في درجة رجال الأعمال بين أفضل المراكز المالية في العالم، سيكون بمثابة محرك للمساعدة في بدء الانتعاش الاقتصادي العالمي".