الأمم المتحدة: السياحة العالمية تنهار بسبب كورونا والخسائر تصل إلى 320 مليار دولار

الأمين العام للأمم المتحدة: إعادة بناء القطاع بطريقة آمنة شرط عودة السياحة إلى مكانتها

 

كشف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، في تقريرا جديدا حول تأثير أزمة فيروس كورونا المستجد على السياحة العالمية، عن تعرض القطاع إلى خسائر وصلت إلى 320 مليار دولار في الصادرات، خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2020، مشيرا إلى أن الانخفاض الكبير في إيرادات السياحة قد يتسبب في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تصل إلى -2.8%.

 

وكما كشفت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة "UNWTO" عن توقعاتها بانخفاض أعداد السائحين الدوليين بنسبة 58% إلى 78% في 2020 على أساس سنوي، وهبوط في معدل إنفاق الزائرين من 1.5 تريليون دولار في عام 2019، إلى ما بين 310 و570 مليار دولار، الأمر الذي يعرض أكثر من 100 مليون وظيفة متعلقة بقطاع السياحة إلى الخطر المباشر.

 

أشارت المنظمة في تقريرها، الذي صدر اليوم الثلاثاء، إلى أن الدول الواقعة على الجزر الصغيرة النامية، وأقل الدول النامية، ومن بينهم العديد من الدول الأفريقية، كانت الأكثر عرضة للخطر بسبب اعتمادها على قطاع السياحة في تأمين الوظائف والنمو الاقتصادي.

 

انهيار شامل بسبب كورونا

 

وقال التقرير: "لم تفلت أي دولة من انهيار قطاع السياحة فيها، من إيطاليا التي تمثل السياحة فيها 6% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، إلى بالاو التي تنتج فيها السياحة نحو 90% من إجمالي الصادرات، هذه الأزمة تمثل صدمة كبيرة للاقتصادات المتقدمة، وحالة طوارئ للأشخاص الأكثر ضعفا والدول النامية. ففي إفريقيا، مثل القطاع 10% من إجمالي الصادرات في عام 2019"، مضيفا أن النساء والشباب والعاملين في الاقتصاد غير الرسمي، هم الأكثر عرضة لخطر فقدان الوظائف، وإغلاق الأعمال.

 

وحول تأثير الأزمة على الوظائف والاقتصادات والحفاظ على الحياة البرية وحماية التراث الثقافي، قال جوتيريس: "من الضروري إعادة بناء قطاع السياحة بطريقة آمنة وعادلة وصديقة للبيئة، وبالتالي ضمان استعادة السياحة لمكانتها، كمصدر للوظائف اللائقة، والدخل المستقر، وحماية تراثنا الثقافي والطبيعي"، وفقا لما نقله موقع "Moodie Davitt Report".

 

مؤكدا على أن السياحة ثالث أهم القطاعات الاقتصادية عالميا، حيث أنها مثلت نحو 7% من إجمالي التجارة العالمية في عام 2019، ويعمل بها 1 من بين كل 10 أشخاص في العالم، كما أنها توفر سبل العيش لمئات الملايين، وتعزز الاقتصادات وتمكن الدول من الازدهار.

 

أولويات عودة السياحة

 

وحدد التقرير 5 أولويات لاستئناف السياحة، تهدف لضمان عودة القطاع بشكل أكثر مرونة وشمولية وأقل في انبعاثات الكربون، وهي:

1- التخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية على سبل العيش، وخاصة عمل المرأة والأمن الاقتصادي.

2- تعزيز القدرة التنافسية وتعزيز المرونة، من بينها عبر التنويع الاقتصادي، وتشجيع المشروعات الصغرى، الصغيرة، والمتوسطة.

3- التقدم بالابتكار والتحول الرقمي للسياحة.

4- تعزيز الاستدامة ونمو المساحات الخضراء.

5- تحسين التركيز على التنسيق والقيادة المسئولة.