الإمارات تنتعش سياحيا في عيد الأضحى.. والسياحة الداخلية تستحوذ على نصيب الأسد

أسعار الفنادق ارتفعت مع زيادة الطلب بنسب تتراوح بين 30% و50% خاصة في الشاطئية والقريبة من المولات

 

شهدت المرافق السياحية والفنادق ومراكز التسوق في مختلف أنحاء الإمارات خلال أيام عيد الأضحى المبارك نشاطا سياحيا كبيرا بدعم من السياحة الداخلية، التي استحوذت على الحصة الأكبر من النشاط السياحي.

 

بالإضافة إلى بعض الزوار الدوليين الذين بدأت أعدادهم بالتزايد عقب فتح الأجواء والسماح بالتدفقات السياحية في دبي ابتداء من 7 يوليو الماضي، الأمر الذي يمهد لمرحلة جديدة من التعافي السياحي ويسهم في تسريع عودة السياحة إلى نشاطها الطبيعي.

 

وفقا للتقرير المنشور في جريدة "البيان" الإماراتية، انعكست التدفقات السياحية على إشغالات الغرف الفندقية وأسعارها التي ارتفعت بالتوازي مع زيادة الطلب بنسب تتراوح بين 30% و50%، حيث استحوذت الفنادق الشاطئية، والفنادق القريبة من مراكز التسوق، على النسبة الأكبر من النزلاء الذين كان أغلبهم من السوق المحلي، بالإضافة إلى بعض الزائرين الدوليين.

 

وتوافدت جموع من المواطنين والمقيمين على مراكز التسوق والمحال التجارية والفنادق التي استقبلت الآلاف من الزوار الراغبين في قضاء عطلة العيد للاستمتاع بمراكز التسوق.

 

وسجلت المحال، خاصة ليلة العيد، مبيعات قياسية مقارنة مع الفترة الماضية، خصوصا المحال التي تبيع مستلزمات العيد والهدايا والذهب والمجوهرات، في حين ارتفع الإقبال على أماكن الترفيه والتسلية والمطاعم التي استقطبت أعداد كبيرة من الزوار والمتسوقين الذين فضلوا قضاء أوقات من إجازة العيد في مراكز التسوق. وأكدت مصادر عاملة للقطاع لـ «البيان الاقتصادي» أن السياحة الداخلية تستحوذ على نصيب الأسد.

 

نشاط سياحي

في هذا السياق، قال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لمجموعة "فنادق تايم"، إن هناك نشاطا سياحيا إيجابيا في أول أيام العيد في مختلف المرافق السياحية والفندقية، وإن هذا النشاط يؤسس لانطلاقة جديدة للقطاع خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن السياحة الداخلية تقود المشهد خلال الفترة الحالية، وتلعب دورا كبيرا في تنشيط الحركة ورفع نسب إشغال الفنادق خلال الإجازات والأعياد.

 

وأضاف أن فتح العديد من الأنشطة السياحة والترفيهية مثل المتنزهات المائية وغيرها من منتجات الجذب الترفيهي، ساهم في تشجيع النشاط السياحي، مشيرا إلى أن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها المنشآت الفندقية في مختلف أنحاء الدولة، بتعليمات وتوجيهات من الجهات المختصة، عززت من سلامة وصحة النزلاء، حيث أحدثت هذه الإجراءات حالة من الارتياح والطمأنينة للزائرين.

 

وأوضح أن القطاع السياحي المحلي أصبح قادرا على استقطاب السياحة المحلية والخارجية رغم التحديات التي فرضتها الجائحة في ظل ما تقدمه من أعلى مستويات الخدمة، بالإضافة إلى أسعار تنافسية إلى جانب التطور المتلاحق في المرافق والمنشآت السياحية والبرامج الترفيهية التي تقدمها الإمارة لزوارها.

 

أسواق خارجية

وقال سعيد العابدي، رئيس مجموعة العابدي القابضة، إن العائلات الإماراتية والمقيمين يلعبون دورا كبيرا في النشاط السياحي الذي تشهده الدولة خلال الأعياد، مشيرا إلى أن هذا النشاط يعد انعكاسا طبيعيا لتطور المنتجات والمرافق السياحية في الإمارة، والتي أصبحت قادرة على تلبية رغبات مختلف الشرائح السياحية بما فيها العائلات والأطفال، وأن عطلة العيد فرصة بالنسبة للفنادق والمرافق السياحية في الدولة لتعويض الفترة السابقة.

 

وأضاف أن الحركة السياحية سيزداد نشاطها عموما بعد عيد الأضحى مقارنة بالمستويات المسجلة خلال الفترة الماضية التي شهدت تراجعا كبيرا، مشيرا إلى أن التسهيلات والفتح التدريجي للأسواق الخارجية وفتح المزيد من الوجهات لشركات الطيران المحلية واستقبال شركات الطيران الدولية سيساهم في عودة الزخم السياحي خلال الفترة المقبلة.

 

عروض فندقية

ومن جانبه، قال إسماعيل إبراهيم، المدير العام لفندق "رامادا داون تاون أبوظبي"، إن هناك نشاطا سياحيا بدأ مع أول أيام عيد الأضحى، ومن المتوقع أن يستمر حتى نهاية الأسبوع المقبل، في ظل توافر العديد من المنتجات السياحية والعروض الفندقية التي استقطبت شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين الراغبين في قضاء عطلة العيد داخل الدولة.

 

وأضاف أن أجندة عيد الأضحى في جميع إمارات الدولة تأتي حافلة بالكثير من الفعاليات والأنشطة والتجارب الترفيهية مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لضمان سلامة وصحة الجميع، إلى جانب العديد من الخصومات في مراكز التسوق، وهو ما نتوقعه مع نشاط سياحي كبير يؤسس لمرحلة جديدة من التعافي بعد فترة من الهدوء النسبي بسبب جائحة "كورونا".

 

تحسن مستمر

وقال خالد إبراهيم زكي، مدير عام المنطقة لفنادق "كراون بلازا" دبي، و"كراون بلازا" أبوظبي، و"هوليداي إن" أبوظبي داون تاون، إن إشغالات الفنادق في الدولة تشهد بشكل عام تحسنا مستمرا مقارنة بالشهور الماضية، مشيرا إلى أن هناك إقبالا كبيرا على الإقامة خلال عيد الأضحى مع زيادة ملحوظة في معدلات الحجوزات المستقبلية، وهو مؤشر إيجابي على التعافي وعودة النشاط مجددا.

 

وأضاف أن عيد الأضحى أحدث حراكا ملحوظا بالقطاع السياحي مع استحواذ السياحة الداخلية على نصيب الأسد في الوقت الحالي مع إقبال المواطنين والمقيمين على قضاء عطلة العيد داخل الدول بدل السفر للخارج في ظل الظروف الراهنة، متوقع استمرار حالة النشاط حتى بعد عطلة عيد الأضحى في ظل استمرار العطلات الصيفية وإجازات المدارس.

 

السياحة الداخلية

واتفق مع الآراء السابقة، محسن الشيمي، مدير إدارة المبيعات الحكومية الإقليمي لفنادق سانت ريجيس أبوظبي، وقال إن هناك تحسنا ملحوظا في معدلات الإشغالات خلال عطلة عيد الأضحى مع زيادة إقبال المواطنين والمقيمين على قضاء عطلتهم داخل الدولة وعدم السفر إلى الخارج في الوقت الراهن بسبب الظروف الحالية، موضحا أن السياحة الداخلية باتت تستحوذ على النصيب الأكبر في الوقت الراهن ومن المتوقع أن تقود تعافي القطاع في الفترة المقبلة.

 

وأضاف أن أبوظبي تشهد أيضا حالة من النشاط السياحي مع تخفيف معظم القيود، وأيضا عودة غالبية الأنشطة السياحية لسابق عهدها مع زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاعم إلى 80%، وكذلك فتح المرافق الترفيهية في جزيرة ياس، متوقعا أن يتواصل النشاط طيلة أيام عيد الأضحى الأربعة، خاصة في ظل حالة التفاؤل المسيطرة على المعنويات مع التزام كل المنشآت السياحية والفندقية والمرافق الترفيهية في الدولة بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.