لبنان تبدأ الإغلاق التام الخميس المقبل للسيطرة على كورونا.. وتستثني مطار بيروت

أعلن حمد حسن، وزير الصحة اللبناني أمس الإثنين، تطبيق الإغلاق التام في البلاد بدءا من الخميس 30 يوليو حتى الإثنين 3 أغسطس، والتي تتضمن فترة عيد الأضحى المبارك، ومن 6 إلى 10 أغسطس مره أخرى، في محاولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

وكان الوزير قد أوصى بإقفال البلاد لمدة أسبوعين باستثناء المطار، بسبب انتشار الفيروس على نطاق واسع، وقال حسن بعد اجتماع اللجنة العلمية في وزارة الصحة أمس الإثنين، إنه لا يمكن الاستسلام في هذا الوقت، وسنظل نرفع الصوت، ولا بد من التشدد في الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا.

 

وأضاف أنه سيتم تفعيل مركز إدارة الكوارث التابع لوزارة الصحة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي ليعمل عل مدار الساعة، وسيعلن عنه قريبا جدا، وذلك بسبب تخلف عدد من المستشفيات عن استقبال المصابين.

 

ومن جهة أخرى، قال فراس الأبيض، مدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي، إن الوضع قد يخرج عن السيطرة إذا لم نتخذ إجراءات، حتى نتمكن من السيطرة بشكل أفضل على فيروس كورونا وانتشاره في لبنان.

 

ولفت في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن الأرقام في الأيام الأخيرة مرتفعة جدا وبشكل يومي، وهذا الارتفاع لم يأت محض صدفة، مما يحتم علينا اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

 

وقال الأبيض، إن المشكلة ليست في عدد الأسرة في المستشفى وقدرتها الاستيعابية، فإذا تسارع الوباء بشكل كبير فإن الأسرة الموجودة ستفقد قدرتها الاستيعابية، وكل التركيز اليوم ألا تتضاعف الأرقام والإصابات.

 

وشدد على أن تطبيق الإجراءات والالتزام بها أمر بالغ في الأهمية لاحتواء الوباء ومنع انتشاره على نطاق واسع، وأوضح أن بعض المرضى لم يلتزموا بإجراءات الحجر الإلزامي، مما أدى إلى انتشار الوباء.

 

ومن جهة أخرى، قالت بترا خوري، مستشارة رئيس الحكومة للشئون الطبية، وصلنا إلى مفترق الطرق والأمور تسوء يوما بعد يوم والأرقام تتصاعد، وإذا استمر هذا التصاعد فإننا سنفقد إمكانية استقبال أي مريض في العناية الفائقة بعد أسابيع قليلة في شهر أغسطس.

 

وقالت خوري في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" إن اللافت في انتشار الوباء ارتفاع نسبة الإصابات في الأعمار الشابة وهذا الأمر مقلق، لأنهم يساهمون في انتشار الوباء، خصوصا أن معظمهم لم تظهر عليهم أي أعراض.

 

عزل بلدات

ومن ناحية أخرى، أعلن محافظ جبل لبنان في ساعة متأخرة من ليل الأحد الماضي، عزل بلدة قرطبا في أعالي جبل لبنان بعد ثبوت إصابة أكثر من 25 شخصا من سكانها بفيروس كورونا، وتم إغلاق البلدة بشكل تام لمدة أسبوعين، في وقت يجري العمل على إجراء مزيد من الفحوصات فيها لاكتشاف الإصابات المحتملة.

 

ويقول أطباء إن الوضع في لبنان خطير ومقلق بعد تفشي الوباء بشكل كبير في مختلف المناطق اللبنانية.

 

ويشير ناجي عون، الاختصاصي في الأمراض المعدية في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن لبنان دخل الموجة الرابعة من الوباء وهي مرحلة التفشي المجتمعي، حيث إن أعداد الإصابات ترتفع بشكل كبير في كل المناطق من دون معرفة المصدر.

 

البلاد بين كارثتين

ويشهد لبنان ارتفاعا كبيرا بأرقام الإصابات بفيروس كورونا، حيث سجل الشهر الأخير أرقاما تعادل الحصيلة المسجلة في 5 أشهر.

 

ويقول أطباء إن عدم التزام المواطنين بالإجراءات، إضافة إلى إعادة فتح مطار بيروت الدولي، ساهما بشكل كبير في انتشار العدوى وتفشيها على نطاق واسع.

 

وزادت عودة الوباء القلق في البلاد على وقع أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وسط مخاوف من فرض إغلاق شامل للقطاعات على غرار الإقفال الكبير في مارس الماضي.

 

ويرى كثيرون أن تشديد الإجراءات وفرض ارتداء الكمامات، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وإقفال القطاعات التي تشهد اكتظاظا باتت ضرورية لمواجهة الوباء، إضافة إلى إقفال وعزل مناطق تشهد إصابات مرتفعة.