موجة جديدة لكورونا تغزو العالم.. وأوروبا ليست آمنة رغم إغلاقها الحدود

انتقال العدوى بين الشباب تثير القلق في أسبانيا.. والوافدين الأكثر خطورة

 

الخارجية الأسبانية تؤكد: البلاد آمنة والوضع تحت السيطرة رغم ارتفاع عدد الإصابات

 

منظمة الصحة العالمية: مسار العدوى يتجه تصاعديا بشكل مقلق.. والهند تشهد الأسوأ حتى الآن

 

لم تأخذ أزمة تزايد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأسابيع القليلة الماضية في أوروبا، وقتا طويلا حتى يتردد صداها في جميع أنحاء العالم، لتسجل عدوى الفيروس رقما قياسيا بـ 280 ألف حالة عالميا خلال 3 أيام متتالية، وصولا إلى أكثر 16 مليون حالة، وأكثر من 645 ألف وفاة منذ بدء الأزمة، بحسب أحدث إحصائيات جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية.

 

الوضع في أوروبا

 

ففي خلال الأسابيع القليلة الماضية، تزايدت المخاوف حول ظهور موجة ثانية في دول مثل أسبانيا، فرنسا، وألمانيا، بعد أن شهدوا ارتفاعا ملحوظا في الحالات الجديدة، فيما تصارع تلك الدول ما بين تجنب تفشي الإصابات الجديدة، وإعادة فتح الاقتصادات.

 

فبعد أقل من شهر من إنهاء أسبانيا لحالة الطوارئ، شهدت أشهر مدنها، ومن بينها برشلونة، سرقسطة، والعاصمة مدريد، تصاعدا في الإصابات الجديدة، مما دفع الحكومة إلى التحذير من أن موجة ثانية قد تكون وشيكة، فيما أعلنت حكومة كاتالونيا إغلاق جميع النوادي والحانات الليلية في المنطقة خلال الأسبوعين المقبلين، وصرحت وزارة الدفاع الأسبانية أنها تنفذ نظام تعقب الاستجابة المبكر لمنع ظهور حالات جديدة وسط الجيش.

 

وأبلغت وزارة الصحة يوم الجمعة عن أكثر من 900 إصابة جديدة بالفيروس، مع 28 إصابة مؤكدة في أحد فرق كرة القدم في الدرجة الثانية، ووفقا لـ "بي بي سي"، فإن العدوى بين الشباب أصبحت تثير القلق على وجه خاص، حيث أنهم يتجمعون بأعداد كبيرة ليلا، وأوضح عالم الأوبئة، دانيال لوبيز أكونا، أن متوسط ​​عمر الحالات قد يرتفع، لأن العدوى تنتقل حاليا من الشباب إلى بقية أفراد الأسرة، وبالأخص كبار السن.

 

تزايد الإصابات يفرض القيود والمخاوف

مما دفع المملكة المتحدة إلى إعادة فرض العزل الذاتي على كل العائدين من أسبانيا لمدة 14 يوما اعتبارا من اليوم، ويشمل هذا جزر الكناري والبليار، رغم عدم وجودهم في التحذير العام الجديد للمملكة المتحدة لتجنب السفر، كما اتخذت النرويج نفس الإجراء، بينما حذرت فرنسا مواطنيها من السفر إلى إقليم كاتالونيا، وحظرت بلجيكا السفر إلى هويسكا وليدا، مع توصيات بعدم السفر إلى مناطق أخرى في أسبانيا.

 

وبرغم ذلك، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأسبانية، أن البلاد آمنة، مع وجود تفشي متمركز في مناطق محلية ومعزولة ويتم مراقبتها، وفقا لما نقلته "بي بي سي".

 

وفي الوقت نفسه، لم تكن باقي الدول الأوروبية في مأمن من تلك الموجة الجديدة، حيث تباطأت بلجيكا في إعادة فتح أبوابها وسط ارتفاع حاد في عدد الإصابات، وقررت إيطاليا عزل الوافدين من رومانيا وبلغاريا لمدة أسبوعين، بعد ظهور عدد من الحالات المرتبطة بالتواجد في البلدين.

 

كما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستكس، أن الأشخاص الذين يصلون من 16 دولة، حيث ينتشر الفيروس على نطاق واسع، سيخضعون لاختبارات كورونا على الفور، وذلك بعد أن صرحت وزارة الصحة الفرنسية بأنها تسجل الآن أكثر من 1000 حالة جديدة يوميا، فيما قالت ألمانيا أنه من الممكن أن تفرض اختبارات إلزامية، على السائحين العائدين من وجهات عالية الخطورة، بعد أن وصلت الإصابات هناك إلى أعلى مستوى لها في شهرين.

 

وضع كورونا عالميا

 

أما بالنسبة للوضع العالمي، أفادت منظمة الصحة العالمية أن المسار مازال يتجه تصاعديا بشكل مقلق، مع ظهور أكثر من ربع مليون حالة جديدة خلال 3 أيام متتالية حتى يوم الجمعة، وكانت أحد عوامل القلق الرئيسية هي الهند، حيث يوجد الآن 1.3 مليون حالة مؤكدة، 100 ألف منها سجلت خلال اليومين الماضيين فقط، مع مخاوف الخبراء من أن الأسوأ لم يأت بعد.

 

ولا تزال الولايات المتحدة، البرازيل، وجنوب إفريقيا تسجل زيادات حادة، وتم إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة في ريو دي جانيرو، التي عادة ما تجذب الملايين، وذكرت "الصحة العالمية" أنه تم تسجيل إصابة أكثر من 10 آلاف عامل في مجال الصحة في أفريقيا منذ بداية الوباء.

 

وعادت فيتنام إلى حالة تأهب قصوى، بعد اكتشاف أول حالة تم نقلها محليا خلال نحو 3 أشهر، وسجلت هونج كونج أعلى معدل يومي لها على الإطلاق للإصابات الجديدة يوم السبت، بأكثر من 130 حالة، وتم مد إجراءات التباعد الاجتماعي، فيما تسببت الحالات القادمة من الخارج إلى وصول الإصابات في كوريا الجنوبية إلى مستويات لم تشهدها منذ مارس، وتزايدت عدوى الفيروس أيضا في اليابان، التي سجلت أكبر عدد من الحالات الجديدة خلال الأسبوع الجاري.