بالسفاري والطيران الشراعي.. أفريقيا تتجه إلى السياحة الافتراضية بسبب كورونا

جنوب أفريقيا تروج لسياحة المغامرات مثل القفز بالحبال وجولات فوق جبل تابل

 

هيئة السياحة الكينية توفر بث مباشر لـ 16 وجهة مختلفة.. "السحر ينتظركم"

 

خسائر إيرادات السياحة في كينيا بلغت 750 مليون دولار منذ بدء الأزمة

 

منذ تفشي وباء كورونا وتوقف قطاع السياحة عالميا، اتجهت العديد من الدول إلى جذب السائحين إلى معالمها السياحية مجددا عبر الزيارات الافتراضية، ولم يكن الأمر مختلفا في القارة السمراء، حيث دفع توقف السياحة وإغلاق الحدائق الوطنية والفنادق، بعض المؤسسات السياحية في أفريقيا إلى إطلاق زيارات ورحلات افتراضية لأشهر مواقعها السياحية، حيث يمكن لعشاقها من جميع أنحاء العالم الاستمتاع بها دون مغادرة المنزل.

 

وبحسب ما نقله موقع "دويتشه فيله"، فإن هذه الزيارات شملت تجارب سياحية ومغامرات ليس لها مثيل، مثل الانطلاق في رحلات سفاري بحديقة نيروبي الوطنية بكينيا، وجولات بصحراء ناميب في ناميبيا، وممارسة رياضة الطيران الشراعي في جنوب أفريقيا، أو الوقوف على حافة شلالات فيكتوريا على الحدود بين زامبيا وزيمبابوي.

 

كينيا

ففي كينيا، بدأت هيئة السياحة في يونيو الماضي حملة بث مباشر كجزء من حملتها "The Magic Awaits"، حيث يتم توفير بث مباشر على 16 وجهة مختلفة، بهدف منح العالم مذاقا خاصا لما ينتظرهم في كينيا عند إعادة فتح البلاد أمام الزوار، وقالت بيتي رادير، المدير الإداري لمجلس السياحة الكيني: "الناس متصلون بالإنترنت ويبحثون عن الأماكن التي يمكنهم السفر إليها، وهذه فرصة عظيمة لنا لتقديم أنفسنا كوجهة سياحية".

 

جدير بالذكر أن كينيا تعرض بالفعل لخسائر بلغت أكثر من 750 مليون دولار من عائدات السياحة، منذ بداية أزمة كورونا في البلاد.

 

جنوب إفريقيا

أما في جنوب إفريقيا، أطلقت هيئة السياحة في كيب تاون حملتها "نحن تستحق الانتظار"، حيث تقدم وسائل مختلفة للاستمتاع بزيارة المدينة افتراضيا، بما في ذلك جولات سياحية في جزيرة روبن، وفي سجنها السابق، وأيضا جبل تابل، فيما وصفه، إينفر دوميني، المدير الإداري لهيئة السياحة، بعلاقة حب بعيدة المدى.

 

وقال دوميني: "ما قمنا به باستخدام التكنولوجيا خلال كورونا هو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والحملات، لتذكير السائحين لماذا وقعوا في حب الوجهة منذ البداية، نقدم صورا لما يشتاقون إليه، وما اختبروه في آخر زيارة لهم، ونأمل أن نتمكن من التواصل والاستمرار في علاقة الحب هذه عندما يزورنا مجددا".

 

وأضاف جيرالد فيريرا، مؤسس أحد شركات الواقع الافتراضي في جنوب أفريقيا: "السياحة الافتراضية فرصة عظيمة لمعرفة ما إذا كنت حقا ترغب في زيارة وجهة ما، ويمكن للناس أيضا تجربة شكل سياحة المغامرات، قبل تجربة شيء مثل القفز بالحبال، على سبيل المثال".

 

السياحة في أفريقيا

كانت أفريقيا المنطقة السياحية الأسرع نموا، قبل تفشي وباء كورونا، ففي عام 2018، زار القارة نحو 67 مليون سائح، وحققت إيرادات بقيمة 38 مليار دولار، وفي عام 2019، ارتفع عدد السائحين بنسبة 4.2%، وكان متوقعا لها أن تشهد زيادة بنسبة 3 أو 4% في عام 2020، وفقا لتقرير منظمة السياحة العالمية.

 

ولكن منذ تفشي وباء كورونا لم تسمح 74% من الحكومات الأفريقية للسائحين بدخول بلادهم حتى بداية يونيو، ويقدر المجلس العالمي للسفر والسياحة عدد الوظائف التي خسرها القطاع السياحي في أفريقيا وحدها بنحو 8 ملايين وظيفة، ما جعل البحث عن بدائل أمرا حتميا.

 

ولكن من المتوقع أن تبدأ السياحة في التعافي قريبا، حيث ستصل أول مجموعة سياحية من أوروبا إلى رواندا خلال أسابيع قليلة، وبدأت تنزانيا في الترحيب بالسائحين بالفعل، وأعادت ناميبيا فتح حدائقها الوطنية، وستسمح كينيا للسائحين بالزيارة اعتبارا من 1 أغسطس المقبل.

 

فيما يأمل قطاع السياحة في جنوب إفريقيا أن يكون قادرا على إعادة التشغيل اعتبارا من سبتمبر المقبل، ولكن مازال الأمر غير مؤكد، مع ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في الدولة، وربما تضطر دول مثل أوغندا إلى الانتظار لفترة أطول قبل توقع عودة السياحة مجددا.