"الأياتا" يكشف عن تراجع رغبة السفر خوفا من كورونا.. و64% يمتنعون حتى انتهاء الأزمة

الاتحاد يؤكد: بيئة الطائرات مصممة للتخلص من الفيروسات ومنع انتقال العدوى

 

المسافرين يخشون الإصابة بالفيروس بسبب الازدحام والتواصل المباشر أو استنشاق هواء الطائرة

 

دي جونياك: تطبيق إجراءات السلامة التي وضعتها الإيكاو شرط استعادة الثقة في السفر

 

كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الأياتا)، عن إجراؤه استطلاع للكشف عن مخاوف الكثيرين من السفر، خلال استمرار أزمة فيروس كورونا المستجد، والذي أظهر أن رغبتهم في السفر تأثرت بالخوف من الإصابة بالفيروس أثناء الطيران، مع 64% يعلنون امتناعهم عن السفر حتى انتهاء الأزمة وتحسن الظروف الاقتصادية.

 

وكان الهدف الرئيسي للاستطلاع هو تقييم مخاوف المسافرين خلال الوباء والجداول الزمنية المحتملة لعودتهم إلى السفر، حيث شمل مسافرين من 11 دولة، قاموا بالسفر لمرة واحدة على الأقل منذ يوليو 2019، وتم إجراؤه على 3 مراحل، بدأت في نهاية فبراير، ومرة أخرى في بداية أبريل، وتم إجراء آخرها خلال الأسبوع الأول من يونيو الماضي.

 

مخاوف المسافرين

 

ووفقا للتقرير، فإن المشاركين في الاستطلاع أفادوا بأنهم يتخذون حاليا كل الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم من كورونا، حيث قال 77% أنهم يغسلون أيديهم أكثر وبشكل متكرر، ويتجنب 71% منهم التجمعات الكبيرة، و67% يرتدون الكمامات في الأماكن العامة، فيما قال نحو 58% أنهم تجنبوا السفر الجوي تماما، منهم 33% قالوا أنهم سيتجنبون السفر مستقبلا كإجراء دائم لتقليل خطر الاصابة.

 

وحدد المسافرون أهم ثلاثة مخاوف على النحو التالي:

في المطار

1- التزاحم في حافلة أو قطار أثناء الطريق إلى الطائرة 59%.

2- الوقوف في الطابور عند تسجيل الوصول، الأمن، مراقبة الحدود أو الصعود إلى الطائرة 42%.

3- استخدام الحمامات والمراحيض في المطارات 38%.

 

على متن الطائرات

1- الجلوس بجانب شخص مصاب 65%.

2- استخدام المراحيض 42%.

3- استنشاق الهواء على متن الطائرة 37%.

 

إجراءات السلامة الفعالة

 

أما بالنسبة لإجراءات الأمن والسلامة، فعندما طلب منهم ترتيب أفضل 3 إجراءات تجعلهم يشعرون بأمان أكبر، أفاد 37% منهم أنهم يفضلون إجراء فحوصات كورونا في مطارات المغادرة، و34% وافقوا على ارتداء كمامات إلزامية، و33% أشاروا إلى أن قواعد التباعد الاجتماعي على متن الطائرات هي التي تشعرهم بالأمان.

 

كما أظهر المشاركين أنفسهم استعداد للعب دور في الحفاظ على سلامة الطيران، من خلال:

- الخضوع لفحوصات درجة الحرارة 43%.

- ارتداء الكمامات أثناء السفر 42%.

- تسجيل الوصول عبر الإنترنت لتقليل التفاعلات في المطار 40%.

- إجراء اختبار كورونا قبل السفر 39%.

- تطهير منطقة الجلوس 38%.

 

وقال ألكسندر دي جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد: "الناس قلقون بشكل واضح بشأن كورونا خلال السفر، ولكنهم يطمئنون أيضا عند تطبيق الإجراءات العملية التي تحددها الحكومات والقطاع تحت توجيهات الإقلاع التي وضعتها المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو)، والتي تشمل ارتداء الكمامات، واستخدام التكنولوجيا في تقليل التواصل في عمليات السفر".

 

 مضيفا: "هذا يخبرنا أننا على الطريق الصحيح لاستعادة الثقة في السفر، ولكن الأمر سيستغرق وقتا لتحقيق أقصى تأثير، ومن المهم أن تستخدم الحكومات هذه الإجراءات على مستوى العالم".

 

تحول في معدلات السفر

 

ورغم أن نحو 45% من المسافرين الذين شملهم الاستطلاع، أشاروا إلى أنهم سيعودون للسفر خلال بضعة أشهر من انحسار الوباء، إلا أن ذلك يعد انخفاضا كبيرا عن نسبة الـ 61% المسجلة في استطلاع أبريل، وبشكل عام، أظهرت نتائج الاستطلاع أن المسافرين لم يفقدوا رغبتهم في السفر، ولكن هناك أسباب تمنع العودة إلى مستويات سفر ما قبل الأزمة.

 

حيث يخطط غالبية المسافرين الذين شملهم الاستطلاع للعودة إلى السفر لرؤية العائلة والأصدقاء بنسبة 57%، أو لقضاء إجازة بنسبة 56%، أو بعرض الأعمال التجارية 55% في أقرب وقت ممكن بعد انحسار الوباء، ولكن 66% قالوا إنهم سيسافرون بنسبة أقل بغرض الترفيه والعمل في عالم ما بعد الوباء، فيما أشار 64% إلى أنهم سيؤجلون السفر تماما حتى انتهاء الأزمة وتحسن الظروف الاقتصادية.

 

وأوضح الاتحاد أن الحجر الصحي من أكبر الحواجز التي تعترض انتعاش القطاع، حيث أفاد نحو 85% من المسافرين بالقلق من أن يتم عزلهم أثناء السفر، وهي نسبة مماثلة لمن عبروا عن خوفهم من خطر الإصابة بالفيروس التي بلغت 84%، ومن بين الإجراءات التي كان المسافرون على استعداد لاتخاذها للتكيف مع السفر أثناء الوباء أو بعده، أفاد 17% فقط أنهم سيكونون على استعداد للخضوع للحجر الصحي.

 

وقال دي جونياك: "الحجر الصحي هو قاتل الطلب، وإبقاء الحدود مغلقة يطيل الألم، من خلال التسبب في صعوبات اقتصادية تتجاوز بكثير (خسائر) شركات الطيران، إذا كانت الحكومات ترغب في إعادة بدء قطاعات السياحة، فهناك حاجة إلى إجراءات بديلة قائمة على المخاطر".

 

مشددا على أن العديد منها كان مشمولا في إرشادات الإقلاع للمنظمة الدولية للطيران المدني، مثل الفحص الطبي قبل المغادرة لمنع من يعانون من الأعراض من السفر، وتساعد شركات الطيران في هذا الجهد من خلال سياسات إعادة الحجز المرنة، وحيث توجد إرادة للانفتاح، هناك طرق للقيام بذلك بمسئولية".

 

استعادة ثقة المسافرين

 

ومن جانبه، أوضح الاتحاد أن الاستطلاع أشار إلى بعض القضايا الرئيسية في استعادة ثقة المسافرين، والتي سيحتاج القطاع إلى توصيل الحقائق بشأنها بشكل أكثر فعالية، حيث شملت اهتمامات المسافرين على متن الطائرة ما يلي:

 

- جودة هواء المقصورة:

عبر 57% من المسافرين عن مخاوفهم بشأن جودة الهواء في الطائرة حيث يعتقدون أنها قد تكوم من مخاطر الإصابة، في حين أن 55% أيضا قالوا أنهم يعرفون أن هواء الطائرة نظيف مثل الهواء في غرف العمليات بالمستشفيات.

 

وقال الاتحاد أن جودة الهواء في الطائرات الحديثة بالفعل يعتبر أفضل بكثير من معظم البيئات المغلقة، حيث يتم استبداله بالهواء النقي كل من 2 إلى 3 دقائق، في حين يتم استبدال الهواء في معظم مباني المكاتب من 2 إلى 3 مرات في الساعة، إلى جانب فلاتر الهواء الجزيئي عالي الكفاءة (HEPA) يلتقط أكثر من 99.999% من الجراثيم، بما في ذلك فيروس كورونا.

 

- التباعد الاجتماعي:

تنصح الحكومات بارتداء الكمامات أو تغطية الوجه عندما يكون التباعد الاجتماعي غير ممكن، كما هو الحال في وسائل النقل العام، ويتماشى هذا مع توجيهات (الإيكاو)، وبالإضافة إلى ذلك، فحتى أثناء جلوس الركاب على مقربة على متن الطائرة، فإن تدفق هواء المقصورة من السقف إلى الأرض، يحد من الانتشار المحتمل للفيروسات أو الجراثيم للخلف أو للأمام في المقصورة.

 

إلى جانب التوجيه الأمامي للركاب، الذي يحد من التفاعل وجها لوجه، وكذلك ظهور المقاعد التي تحد من انتقال العدوى من صف إلى آخر، وحركة الركاب المحدودة في الطائرة، مما دفع سلطات الطيران التي تحظى بثقة كبير، مثل إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أو وكالة سلامة الطيران الأوروبية أو المنظمة الدولية للطيران المدني، لم  تشترط اتخاذ أي تدابير تباعد اجتماعي على متن الطائرة.

 

وقال دي جونياك: "مخاوف الركاب بشأن خطر الإصابة على متن الطائرة ليس سرا، ويجب أن نطمئنهم من خلال العديد من ميزات مكافحة الفيروسات، فرغم أنه لا توجد بيئة خالية من المخاطر، ولكن يتم التحكم في بعض البيئات مثل مقصورة الطائرة، وعلينا التأكد من أن المسافرين يفهمون ذلك".