الصين تلغي 1255 رحلة طيران وتفرض قيود سفر مشددة بعد عودة كورونا في بكين

موجة جديدة للفيروس تهدد بعرقلة تعافي أكبر 5 شركات طيران صينية

 

أعلنت السلطات الصينية اليوم، إلغاء نحو ثلثي الرحلات الجوية من وإلى العاصمة بكين، بعد تفشي فيروس كورونا في عدد من الأحياء والأسواق الصينية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تسابق السلطات الزمن لاحتواء موجة ثانية محتملة.

 

ووفقا لبيانات "فلايت ماستر"، تم إلغاء نحو 1255 رحلة كان من المقرر أن تغادر أو تهبط في مطار "بكين داشينج" الدولي، ومطار بكين الدولي اليوم، وهو ما يقدر بنحو ثلثي حركة المرور الداخلية والخارجية، بحسب ما ذكره موقع "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

 

صدمة جديدة لشركات الطيران

ويعتقد الخبراء أن تفشي الوباء مجددا في هذه المرحلة يمكنه أن يؤثر بشكل أكبر على شركات الطيران مثل الخطوط الجوية الصينية، الصين الجنوبية، الصين الشرقية، وخطوط "هاينان" الجوية، حيث سيعطل فرض القيود على السفر الجوي انتعاش سوق الطيران المحلي الصيني، الذي شهد عودة مثيرة للإعجاب بين قطاعات الطيران المماثلة، منذ بدء أزمة انتشار الفيروس.

 

وقال "لين زيجي"، الخبير في مؤسسة الطيران الفكرية الرسمية: "عودة الوباء في بكين سببت صدمة جديدة لقطاع الطيران المحلي، ففي الأيام الأخيرة انخفض عدد الرحلات بنحو 20%، والآن بعد أن قررت بكين تحديث قيود السفر وبدأت في طلب وثائق من المسافرين تثبت اختبارهم للفيروس قبل مغادرتهم، سوف ينخفض ​​بنسبة 20% أخرى".

 

وقال "تشي تشي" الأستاذ المساعد بكلية "قوانجتشو" للطيران المدني: "السوق المحلى كان بمثابة "الأوزة الذهبية" لشركات الطيران التي تعمل من الصين، حينما كانت توقعات انتعاش السوق الدولي ما زالت غير واضحة، ولكن الآن هذا الأمل يصارع الأزمة مرة أخرى"، ففي الوقت الذي كانت فيه حجوزات الرحلات الجوية منخفضة، والطلب على الرحلات الطويلة قريبا من الصفر، اضطرت شركات الطيران إلى تعليق آمالها على عودة الطيران الداخلي.

 

وأضاف "تشي" أنه برغم التأثير السلبي لانتشار الفيروس مجددا على قطاع الطيران في بكين، إلا أنه مازال قويا على المستوى الوطني، موضحا أن الخطوط الجوية الصينية، وخطوط "هاينان" الجوية، ستكون الأكثر تضررا، حيث أنها تتخذ من بكين مركزا لها.

 

فيما أشار "زيجي" إلى أن أكبر 3 شركات طيران في البلاد، وهي خطوط الصين، والصين الجنوبية، والصين الشرقية، ستتضرر بشدة لأن حصتها السوقية في بكين هي الأكبر.

 

وصرح الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أمس الثلاثاء، في مكالمة هاتفية أن تأثير فيروس كورونا يتجاوز بكثير تأثير أزمة السارس والأزمة المالية العالمية، حيث انخفضت الحركة الجوية بنسبة 95% خلال أبريل الماضي، وهي أدنى نقطة وصل إليها منذ تفشي الوباء.

 

بدء الأزمة وفرض القيود

وجاء قرار إلغاء الرحلات بعد أن رفعت بكين مستوى الاستجابة لحالات الطوارئ إلى الثاني من الثالث، مساء أمس الثلاثاء، حيث ارتفعت الإصابات الجديدة بالفيروس إلى 137 حالة منذ الخميس الماضي، وتم تتبع الإصابات الجديدة إلى سوق "شينفادي" لبيع المواد الغذائية في المدينة، حيث يتم تداول آلاف الأطنان من الخضار والفواكه واللحوم كل يوم.

 

حيث قررت السلطات تطبيق إجراءات إغلاق صارمة جديدة، في العاصمة بكين، وإجراء اختبارات "كوفيد-19" موسعة النطاق، وأغلقت ما لا يقل عن 29 حيا في العاصمة بكين، منهم 11 من الأحياء المحيطة بسوق "شينفادي"، فيما وضعت السلطات المحلية، منطقة "شيشاشاي" السياحية، والتي تضم منطقة سكنية، تحت قيود مشددة للحد من انتشار الفيروس.

 

كما حظرت مغادرة المدينة على سكان المقاطعات والشوارع التي تم تحديدها على أنها متوسطة إلى عالية الخطورة، في حين يتم تشجيع الجميع على عدم المغادرة إلا في حالات الضرورة القصوى، كما تم إنشاء نقاط تفتيش في جميع الأحياء، لقياس درجات حرارة الزائرين والمقيمين.

 

إقرأ أيضا

موجة كورونا محتملة تجبر الصين على غلق أحياء بكين بعد زيادة الإصابات