المنظمة العربية للسياحة: 3 سيناريوهات لتعافي القطاع السياحي والطيران من أزمة كورونا

كشف تقرير صادر عن المنظمة العربية للسياحة بالتعاون مع الاتحاد العربي للنقل الجوي، عن توقع 3 سيناريوهات لفترة تعافي الاقتصاد وقطاعي السياحة والطيران عربيا وعالميا، وذلك بناء على بيانات تم جمعها من مصادر عدة، بالإضافة إلى تحليل أنماط التعافي من أزمات سابقة.

 

ويشمل التقرير الذي أعده فريق إدارة الأزمات بالمنظمة، وهو التقرير الرابع على دراسة تحليلية مشتركة حول الأزمات العالمية السابقة، والتي أثرت على الاقتصاد وقطاعي السياحة والطيران منذ عام 1990، وحتى الفترة الحالية ومقارنتها مع أزمة فيروس كورونا.

 

السيناريو الأول: التعافي السريع

ويفترض السيناريو الأول وهو "سيناريو التعافي السريع"، الانتعاش الاقتصادي السريع، واعتماد الدول إجراءات صحية متناغمة، وتراجع أخطار الحروب التجارية، وتوفير لقاح على مستوى واسع بحلول نهاية الربع الثالث من عام 2021 على أقصى حد.

 

ويتوقع هذا السيناريو أن الاقتصاد العالمي سيتعافى إلى مستويات عام 2019 بحلول 2021، بينما يعود الطلب على السياحة والسفر إلى مستويات 2019 في عام 2023.

 

أما التأثير المتوقع لأزمة فيروس كورونا والوقت المتوقع لتعافي الاقتصاد العربي والسياحة والسفر، فقد تم تطبيق سيناريو التعافي السريع المذكور بناءاً على مجموعة البيانات الخاصة بالعالم العربي وشركات الطيران العربية، حيث أشارت بأنه من المتوقع تعافي الناتج الإجمالي في العالم العربي في 2021، مع إفتراض عودة أسعار النفط إلى معدل 45 دولارا في 2021، وإلى معدل 60 دولارا ما بعد 2021.

 

والجدير بالذكرأن عائدات النفط شكلت 65% من الناتج الإجمالي للعالم العربي في 2019، أما فيما يتعلق بالسفر الجوي والسياحة، فمن المتوقع تعافيهما والعودة إلى معدلات 2019 في 2023، إذا تم تطبيق معايير صحية عالمية متناغمة، وعودة ثقة المسافر بشكل سريع والعودة إلى شروط طبيعية للدخول للأسواق.

 

السيناريو الثاني: التعافي البطئ

السيناريو الثاني وهو "سيناريو التعافي البطيء". يفترض هذا السيناريو تعافي الاقتصاد بشكل أبطأ مما هو متوقع مع تطبيق البلدان تدابير صحية غير متناغمة، والتي من شأنها تعطيل حركة السفر، وتزايد تهديدات الحروب التجارية التي تؤثر على إستمرارية الأعمال، وحركة الشحن الجوي، مع إفتراض توافر لقاح بعد أكثر من 18 شهرا.

 

 وبناء على هذا السيناريو، سيتعافى الإقتصاد العالمي ليصل إلى مستويات 2019 في 2023، بينما سيتعافى الطلب على السياحة والسفر في 2026، و تم وضع هذا التصور بناءا على مجموعة البيانات الخاصة بالعالم العربي وشركات الطيران العربية، والتي توقعت تعافي الناتج الإجمالي للعالم العربي في 2023 عند إفتراض بقاء أسعار النفط عند معدلات 35 دولار في 2021، و45 دولار في 2022 .

 

أما فيما يخص السفر الجوي والسياحة، فمن المتوقع عودتهما إلى مستويات 2019 في عام 2026، وذلك عند إفتراض عدم تطبيق معايير صحية متناغمة، وضعف ثقة المسافر، وتطبيق قيود إضافية على الدخول إلى الأسواق.

 

السيناريو الثالث: التعافي الوسطي

ويفترض هذا السيناريو تعافي الاقتصاد بوتيرة ثابتة، وتنسيق الدول لجزء من متطلباتها الصحية مع الدول الأخرى، وكبح تهديدات الحروب التجارية، وتوافر لقاح مع مطلع الربع الأول من 2022.

 

وقد ضمن هذا السيناريو بأن الاقتصاد العالمي سيتعافى ليصل إلى مستويات 2019 في 2022، بينما سيتعافى الطلب على السياحة والسفر بشكل شبه كامل في 2024.

 

 وسيتعافى الناتج الإجمالي للعالم العربي في 2022، في حين ان قطاع السياحة والسفر سيتعافيان في 2024 ليصلا إلى مستويات 2019.

 

قطاع السياحة والسفر يحتاج 3 سنوات للتعافي من أزمة كورنا غير المسبوقة

وخلص التقرير إلى أن أزمة كورونا غير مسبوقة، وستستغرق فترة تعافي قطاع السياحة والسفر نحو 3 سنوات على الأقل، وستعتمد الفترة المطلوبة للعودة إلى الوضع الطبيعي في قطاع السياحة والسفر بشكل كبير على تطبيق الحكومات لتدابير متناسقة وتتوافق مع مستوى خطر الوباء.

 

وأوضح التقرير أنه  لم يعد بالإمكان إعتبار قطاع السياحة والسفر من الكماليات إذ أنهما أصبحا جزئين من أسلوب الحياة الحديثة، حيث ستعتمد إستعادة ثقة المسافرين بهذين القطاعين على الثقة بالمنظومة.

 

 وشدد التقرير على أن تقوم الحكومات باتخاذ تدابير تتناسب مع مستوى مخاطر انتشار العدوى، إضافة إلى تجنب الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول، مع دعوة الدول إلى الاستمرار باحتضان قطاع السياحة والسفر، واعتبار دوره فعال وأساسي في استعادة النشاط الاقتصادي وخلق فرص العمل، وتجنب اتخاذ أية إجراءات مبنية على أسس سياسية في مرحلة إعادة فتح القطاع.