أسعار فنادق شرم الشيخ ومواعيد تشغيلها تتأثر بالضوابط الصحية لعودة السياحة الداخلية

الاشتراطات الجديدة تكشف قدرة كل منشأة على مواكبة الظروف.. والفنادق العالمية الأسرع في تطبيقها

ضوابط التشغيل تجبر فنادق شرم الشيخ على بدء استقبال العملاء في يونيو للاستفادة من الـ 50% إشغال

مديرو المبيعات والتسويق: الفنادق تعيد دراسة أسعارها.. والتكاليف الثابتة تفرض عليها حدا أدنى

 

عودة السياحة الداخلية مرة أخرى بعد توقف دام نحو شهرين، لم يكن بالقرار السهل، كما أن تنفيذه على أرض الواقع لن يكون سريعا، بحسب مسئولي التسويق والمبيعات لفنادق شرم الشيخ، المدينة الأشهر في المدن المطلة على البحر الأحمر.

 

حيث إن الضوابط والاشتراطات التي اعتمدها مجلس الوزراء للسماح للفنادق باستقبال النزلاء بدءا من منتصف مايو الجاري، في ظل وجود فيروس كورونا، والصادرة وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، تحتاج وقتا لتجهيزها والحصول على موافقة وزارتي السياحة والصحة، كما أن تكاليفها مرتفعة، وهو ما وضع تحديد الأسعار في تحدي صعب، ما بين مصروفات التشغيل وجذب الحجوزات.

 

**ضوابط الإقامة بالفنادق بعد عودة السياحة الداخلية في ظل كورونا**

 

في هذا السياق، قال سامح عبد المنعم مدير المبيعات والتسويق لفنادق باروتيل في شرم الشيخ، إن الضوابط الجديدة سوف تغير من خطط تشغيل المنتجعات السياحية، لتتفاوت بين المستمر في الغلق، والمستعد لاستقبال النزلاء، وآخر يؤجل قراره لحين وضوح الصورة وقياس معدلات الإقبال، لأن النسب المحددة تحتاج إلى دراسة خاصة لاتخاذ القرار المناسب.

 

مصروفات تشغيل غير متوقعة

وأوضح عبد المنعم لـ "ترافل يلا نيوز"، أن هناك اشتراطات صحية جديدة بتكلفة مرتفعة لم تكن في الحسبان، منها الحاجة إلى عدد كبير من أجهزة التعقيم وخاص في سلاسل الفنادق، وأجهزة قياس الحرارة، أن هناك أجهزة تعقيم يبلغ سعره نحو 50 ألف جنيه، بالإضافة إلى زيادة نسبة الكلور في حمامات السباحة، وشراء ملابس الوقاية للعاملين بالفندق.

 

وأشار إلى أنه في المقابل حاليا أن تتضمن الضوابط الصحية إلغاء نظام البوفيه المفتوح في المطاعم، والانتقال إلى قائمة الطعام المحددة، يؤدي إلى تراجع نسبة الهادر من الأطعمة، وبالتالي يخفض تكاليف بند الأغذية والمشروبات.

 

وأضاف أنه وفقا لكل هذه العناصر تعيد الفنادق تقدير تكاليف التشغيل من جديد، لإعادة دراسة الأسعار، لافتا إلى أن هناك معادلة نسعى لتحقيقها بنجاح بما يؤدي إلى جذب النزلاء وتغطية تكاليف التشغيل.

 

ويرى وفقا لوضع السوق السياحي أن أسعار الإقامة سوف تتراجع مقارنة بما قبل الأزمة، نظرا لانخفاض التكلفة في بعض بنود التشغيل، رغم ارتفاعها في بنود أخرى، مؤكدا أنه لا يوجد فندق يبحث حاليا عن هامش الربح كنوع من المشاركة في دعم عودة السياحة المصرية.

 

متى تفتح الفنادق أبوابها

وتوقع مدير المبيعات والتسويق لفنادق باروتيل، أن معظم فنادق شرم الشيخ تبدأ نشاطها في 15 يونيو المقبل، أما الإقبال المستهدف للحجوزات سيكون بحلول شهر يوليو، لأن نسبة الإشغال في المرحلة الأولى المحددة بـ 25% لا تغطي تكاليف التشغيل، والكل منتظر أول يونيو لتطبيق نسبة الـ 50%، كاشفا أن نشاط الفنادق خلال الشهور الستة المقبلة سيعتمد على المصريين بشكل أساسي، وفقا لمؤشرات عودة السياحة الخارجية بحسب منظمي الرحلات الأجانب.

 

وأكد عبد المنعم على أن الالتزام الضوابط والاشتراطات الجديدة الصارمة للتشغيل سوف تكشف قدرة كل منشأة فندقية والتزام العاملين بها على مواكبة الظروف القهرية، خاصة أن تلك المعايير صادرة من منظمة الصحة العالمية بما يعني أن هذا سيكون أساس النشاط السياحي مستقبلا.

 

ومن ناحية أخرى، قال سامح عبد المنعم إن نظام الإقامة الشاملة الذي اشتهرت به الفنادق من قبل ستجد إداراتها الفرصة في تعدله والعودة إلى نصف الإقامة والإقامة بالإفطار المتبع عالميا، وبالتالي الحفاظ على جودة الخدمة المقدمة للنزلاء بسعر مناسب.

 

ولفت إلى أن منظمي الرحلات الكبار لديهم قسم خاص بمتابعة الصحة والسلامة، ويتم إرسال مندوبين لتفقد مدى تطبيق المعايير الصحية في الفنادق، والتي ستكون على رأسها ضوابط منظمة الصحة العالمية الجديدة.

 

أسعار فنادق شرم الشيخ للمصريين

وفي سياق متصل، قالت كريستين رجائي مديرة المبيعات والتسويق لفندق شيراتون شرم الشيخ، لـ "ترافل يلا نيوز"، إن أسعار الغرف المقرر إعلانها لتلقي حجوزات السياحة الداخلية بعد موافقة الجهات المعنية على التشغيل ستكون معتدلة، وتوقعت أن معظم الفنادق لن ترفع أسعارها، حيث سيتراوح سعر الليلة في فنادق شرم الشيخ بين 1400 جنيه و2500 جنيه للغرفة المزدوجة إقامة شاملة.

 

وأكدت رجائي على أن معظم فنادق شرم الشيخ سوف تستقبل نزلائها بدءا أول يوليو المقبل، والبعض منتصف وأول يونيو مع تطبيق نسبة الـ 50% إشغال من طاقة المتاحة للفنادق الملتزمة بالضوابط الصحية، ليكون التشغيل ذات جدوى، حيث إن نسبة الـ 25% المستمرة حتى نهاية مايو غير مجزية.

 

تكاليف ثابتة

وأشارت رجائي إلى أن الأسعار ستكون جاذبة رغم استحداث بنود رفعت تكاليف التشغيل الثابتة، والتي تتمثل في إجراءات التعقيم والتطهير من خلال شركات محددة، تمد الفنادق والمنتجعات بالمواد المخصصة لذلك، فضلا عن شراء كميات كبيرة من الكمامات والقفازات لجميع العاملين في الفندق، بالإضافة إلى استهلاك المرافق من كهرباء وغاز، وضربت مثالا بأن الفندق الذي يضم 350 غرفة يسدد نحو مليون جنيه شهريا.

 

وأضافت أن تلك البنود سوف تفرض حدا أدنى لتسعير الغرفة الفندقية، حتى لا يخسر الفندق في ظل التشغيل المحدود خلال المرحلة الأولى من عودة السياحة الداخلية.

 

الاستثمار في التجهيزات أم خسائر غلق الفندق

ولفتت إلى أن الضوابط والاشتراطات الجديدة بالنسبة للفنادق الكبيرة تعتبر بسيطة، وخاصة ذات العلامات التجارية العالمية في قطاع الضيافة، والكثير منها يطبق معايير خاصة بالتطهير والنظافة بالفعل، والتي سيضاف إليها الإجراءات المستجدة المواكبة للمرحلة الحالية من انتشار فيروس كورونا.

 

وشددت مديرة المبيعات والتسويق لفندق شيراتون شرم الشيخ على ضرورة اقتناع مالكي الفنادق والمنتجعات السياحية بأن هذه التجهيزات تمثل استثمارا يدر عليه عائد غير مباشر، حيث إنه مفتاح تشغيل المنشأة، وجذب العملاء، بدلا من استمرار غلق الفندق، وفي نفس الوقت التزامه بمصروفات ضخمة ثابتة.

 

وعن قدرة الفنادق ذات مستوى 4 و3 نجوم من توفيق أوضاعهم وفقا للاشتراطات والضوابط الجديدة، قالت كريستين رجائي إن هذه الفنادق ليست مضطرة لفتح أبوابها في الوقت الحالي، لأن طبيعة المصريين من واقع حجوزاتهم السابقة يقبلون على الفنادق مستوى 5 نجوم، ثم البعض يحجز في الـ 4 نجوم، ونادرا عند طلب فندق 3 نجوم، كما أنها ستكون غير مضمونة بشأن مستوى التعقيم والتطهير مقارنة بالفنادق الـ 5 نجوم، لارتفاع تكاليفها.

 

وفيما يتعلق بنظام الأغذية والمشروبات في ظل الضوابط الجديدة، أوضحت كريستين رجائي أنه بالرغم من إلغاء البوفيه المفتوح والالتزام بقائمة الوجبات المعدة مسبقا، إلا أن العديد من الفنادق سوف تستمر في تطبيق نظام الإقامة الكاملة، وهو أن العميل يدفع سعر الغرفة شاملا الوجبات الثلاثة فقط، نظرا لأن تحرك النزلاء خارج الفنادق سيكون محدودا، ولن يتضمن المأكولات الخفيفة بينها كما كان من قبل، لأنها لا تناسب الضوابط الحالية.

 

وعلى جانب آخر تحظى الغردقة بطلب أعلى من شرم الشيخ مع بدء موسم الأجازات، رغم ارتفاع أسعارها، ولكن السفر إلى الغردقة أكثر جذبا لسهولة السفر، وخاصة أن الغالبية العظمى من المصريين لن يستطيعوا السفر بالطيران لارتفاع أسعاره.

 

ولفتت إلى أن هناك بعض الفنادق غالت في أسعار حجوزات شهري يوليو وأغسطس نتيجة تنظيم أحداث كبرى، ولكن بعد إلغائها اضطرت لخفض أسعارها لتستطيع جذب العملاء وخلق الطلب عليها.