جورجيا الأكثر أمنا من كورونا تفتح أبوابها للسياحة الوافدة يوليو المقبل

إعادة تشغيل قطاع السياحة الخارجية سيتم على 3 مراحل

 

الحكومة تدعم قطاعي السياحة والضيافة بحزمة إنقاذ بقيمة 62.5 مليون دولار

 

أعلنت الإدارة الوطنية للسياحة في جورجيا استعدادها لاستئناف السياحة الخارجية بداية من يوم الأربعاء 1 يوليو المقبل، وبذلك تصبح جورجيا من أوائل الدول في العالم التي تعلن أن بلادها آمنة للزيارة منذ انتشار أزمة فيروس كورونا عالميا، حيث تعتزم إنشاء ممرات آمنة على حدودها البرية مع الدول المجاورة لها، وإجراء مفاوضات ثنائية مع دول أخرى.

 

يأتي ذلك بعد إعلان الدولة لاستئناف السياحة الداخلية بداية من يوم 15 يونيو المقبل، لتعطي الفرصة إلى قطاع السياحة لإعادة التشغيل وفقا لمعايير الصحة العالمية، حيث سيتم تطبيق إجراءات صحية صارمة على كل القطاعات المرتبطة بالسياحة، مثل الفنادق والمطاعم، وشركات السفر، وحتى المرشدين السياحيين.

 

وأوضحت الإدارة أن تلك الإجراءات سيتم اتخاذها لضمان أمن وسلامة السائحين والعاملين بالقطاع على حد سواء، كما سيتم العمل على إنشاء أماكن سياحية خضراء خاصة في مختلف أنحاء جورجيا، مع التشديد على إجراءات السلامة، لضمان بيئة خالية من فيروس كورونا للسائحين. 

 

3 مراحل لإعادة تشغيل السياحة

 

وتعمل الحكومة حاليا على تطبيق ما يسمى بخطة "مكافحة الأزمة"، والتي تهدف إلى إحياء قطاع السياحة وفتح البلاد تدريجيا أمام الوافدين على 3 مراحل.

 

وخلال المرحلة الأولى، يتوقع من السلطات مساعدة الشركات على تنفيذ إرشادات الصحة العامة والأمن المختلفة، الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى، كما ستبدأ الحكومة أيضا حملة تسويقية تهدف إلى الترويج لجورجيا "كوجهة آمنة" في عالم يعاني من فيروس كورونا، وفقا لما نقله موقع "سيفيل إيه جي".

 

فيما تبدأ المرحلة الثانية يوم 15 يونيو، وتشمل إنشاء مناطق سياحية خاصة آمنة من عدوى فيروس كورونا، والسماح بالسفر بغرض السياحة الداخلية فقط، لتبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة في 1 يوليو، حيث يتم إعادة فتح حدود الدولة واستئناف الرحلات الجوية مع الدول الشريكة الرئيسية.

وقال رئيس الوزراء، جيورجي جاخاريا، في اجتماع لاتحاد التنسيق المشترك بين الوكالات: "نحن ننتقل إلى المرحلة الثالثة، والتي تعني إدارة الاقتصاد بعد الأزمات ووضع خطط حول كيفية إعادة تشغيل القطاعات المختلفة، وسيكون قطاع السياحة أول من يتم تطبيق إجراءات الإغاثة الطارئة عليه".

 

دعم قطاعي السياحة والضيافة

 

ففي إطار النهوض بقطاع السفر والسياحة والقطاعات المرتبطة بهم، التزمت الحكومة بحزمة مالية بقيمة 62.5 مليون دولار لاتخاذ إجراءات إغاثة لدعم قطاع السياحة الذي توقف بسبب انتشار وباء كورونا، والتي تشمل إجراءات دعم حكومية مثل الإعفاءات الضريبية والإعانات المباشرة والحوافز المالية وغيرها من أشكال الدعم للأنشطة التجارية المتضررة في القطاع.

 

وقالت وزيرة اقتصاد جورجيا، ناتيا تورنافا، إن الشركات المرتبطة بالسياحة ستحصل على إعفاءات ضريبية على الدخل والممتلكات، في حين سيتم مضاعفة استرداد ضريبة القيمة المضافة للشركات إلى 1.2 مليار لاري أي 375 مليون دولار، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

 

حيث سيتم إعفاء شركات السفر من ضريبة الأملاك لبقية العام الجاري، وستدعم الدولة دفع الفوائد على قروضها لمدة 6 أشهر، كما سيسمح للأفراد والشركات المرتبطة بالسياحة بتأجيل الفوائد على القروض المصرفية لمدة 4 أشهر، في حين سيحصل أصحاب الأعمال الحرة في القطاع، ممن اضطروا إلى الحصول على إجازة بدون أجر، على مساعدة مالية من الدولة.

 

أما بالنسبة لقطاع الضيافة مثل الفنادق والنزل، وقطاع الخدمات الغذائية كالمطاعم، فتشمل الحوافز المالية للقطاع الإعفاء من ضريبة الأملاك خلال عام 2020 بالكامل، بالإضافة إلى تأجيل ضريبة الدخل حتى نهاية العام، فيما ستنظر الحكومة أيضا في إمكانية دعم قروض الشركات المتضررة في هذا القطاع.

 

وكذلك ستقوم الحكومة برعاية برامج لإعادة تدريب المرشدين السياحيين والسماح لهم بزيارة المتاحف والمتنزهات الطبيعية وغيرها من المعالم السياحية مجانا، وستدعم الشركات الجورجية في رسوم المشاركة في المعارض السياحية والأنشطة التسويقية.

 

ونقلت "نيويورك تايمز" عن تورنافا، قولها: "لقد عرفنا العالم كدولة ذات تقاليد عريقة في الضيافة، والآن يجب أن يعترف بنا العالم كوجهة آمنة للزيارة".

 

ورغم أن الدولة مازالت في حالة طوارئ حتى يوم 22 مايو الجاري، حيث يتم حظر التجول ليلا، وإغلاق معظم المتاجر والمطاعم والمقاهي، وتعليق وسائل النقل العام وحظر تجمعات أكثر من ثلاثة أشخاص، ولكن مع خطة رفع قيود الدولة تدريجيا، تم استئناف العمل في قطاع البناء يوم 5 مايو، ومن المقرر أن يتم السماح للمواطنين بالدخول والخروج من العاصمة تبليسي بداية من الغد الموافق 11 مايو.

 

وتعتبر جورجيا من بين أدنى المعدلات إصابة بفيروس كورونا المستجد على مستوى أوروبا، حيث تم تسجيل إجمالي 623 حالة، و9 وفيات فقط، منذ بداية الأزمة.

 

يذكر أن السياحة في جورجيا مزدهرة، ولكن أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، وجهت ضربة موجعة لقطاع السياحة الذي كان يجذب الملايين سنويا، حيث زار جورجيا في عام 2019 نحو 5 ملايين سائح، بزيادة 7% عن العام الذي سبقه، وحقق قطاع السفر الدولي إيرادات بـ 3.3 مليار دولار العام الماضي، كما بلغت حصة القطاع من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد 11.5%.