خسائر شركات الطيران الأمريكية تتجاوز 10 مليارات دولار شهريا بسبب كورونا

مطالب للكونجرس الأمريكي لتقديم مساعدات مؤقتة لقطاع الطيران المتعثر

متوسط عدد ركاب الرحلة الداخلية الواحدة ينخفض إلى 17 راكبا فقط.. و29 على الدولية

 

أعلن الاتحاد التجاري "شركات الطيران لأمريكا" أن جميع شركات الطيران الأمريكية تتعرض لخسائر شهرية أكثر من 10 مليارات دولار، ويبلغ متوسط ركابها في الرحلة الداخلية الواحدة أقل من 20 راكبا بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا، في شهادة تم إعدادها قبل جلسة استماع لمجلس الشيوخ الأمريكي، وفقا لوكالة "رويترز".

 

وأوضح الاتحاد في شهادته، أنه حتى بعد إيقاف أكثر من 3 آلاف طائرة، أو ما يقرب من 50% من الأسطول الأمريكي النشط، فإن شركات الطيران الأعضاء فيها، من بينهم أكبر 4 شركات طيران أمريكية، كان متوسطها 17 راكب فقط لكل رحلة داخلية و29 راكب لكل رحلة دولية.

 

وتعليقا على ذلك، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة، نيكولاس كاليو: "إن قطاع الطيران الأمريكي سيخرج من هذه الأزمة مجرد ظل لما كان عليه قبل ثلاثة أشهر فقط".

 

كما انخفض صافي عدد حجوزات الركاب بنسبة 100% مقارنة بنفس الوقت من العام الماضي، بحسب الشهادة المقدمة أمام لجنة التجارة بمجلس الشيوخ، وبناء عليه حذرت المجموعة من أنه إذا قامت شركات الطيران برد جميع التذاكر، بما في ذلك تلك التي كانت غير قابلة للاسترداد أو تم إلغائها من قبل الركاب، فإن ذلك سيؤدي إلى أرصدة نقدية سلبية قد تؤدي إلى الإفلاس.

 

وفي سياق متصل، ذكرت شهادة أخرى نشرها الاتحاد، أن إيريك فانينج، رئيس رابطة صناعات الفضاء، سيطلب من الكونجرس النظر في تقديم مساعدات مؤقتة موجهة لقطاع صناعة الطيران المتعثر.

 

ومن المنتظر أن يقول فانينج في الجلسة: "إن هناك دعم قوي في صناعتنا من أجل شراكة بين القطاعين العام والخاص لحماية الوظائف وإبقاء الموظفين المعرضين للخطر على كشوف المرتبات خلال الأزمة"، كما أنه سيتحدث عن وجود مخاوف حول بعض برامج القروض الخاصة بالاحتياطي الفيدرالي وخزينة الولايات المتحدة، التي لديها شروط تمنع الشركات من تلقي هذه المساعدة بالسرعة والمرونة المطلوبة.

 

طريق صعب في انتظار شركات الطيران

 

وبحسب ما نقله موقع "ياهوو" المالي، ألغت شركات الطيران الأمريكية مئات الآلاف من الرحلات الجوية، بما في ذلك 80% أو أكثر من الرحلات المجدولة في يونيو المقبل، حيث انخفضت حركة المسافرين الأمريكية بنسبة 95% منذ مارس، كما أنهم يقومون بإجراءات تعقيم إضافية، ويطلبون من جميع الركاب ارتداء أقنعة الوجه.

 

وقال الرئيس التنفيذي لاتحاد "شركات الطيران لأمريكا" أن الشركات "ينتظرها طريق طويل وصعب في المستقبل، حيث أظهر التاريخ أن الطلب على السفر الجوي لم يشهد أبدا انتعاشا على شكل حرف V بعد الانكماش".

 

تخفيض العمالة لإنقاذ الشركات

 

ومن ناحية أخرى، أعلنت شركة بوينج لصناعة الطائرات الأسبوع الماضي، أنها ستقوم بتسريح عن 16 ألف موظف بحلول نهاية العام، في حين تخطط "جنرال إلكتريك للطيران" للتخلي عما يصل إلى 13 ألف وظيفة، فيما صرحت شركة توريد الطائرات "سبيريت إيروز سيستمز هولدنجز إن" بأنها تخلت بالفعل عن 1450 موظفا.

 

ومن جانبها، منحت الخزانة الأمريكية ما يقرب من 25 مليار دولار من المنح النقدية لشركات الطيران لمساعدتها على تغطية تكاليف الرواتب مقابل موافقتها على عدم تسريح العمال حتى 30 سبتمبر المقبل، ورغم ذلك حذرت شركات الطيران الكبرى من احتمالية أن يتطلب الوضع تسريح موظفين إضافيين في وقت لاحق من العام الحالي، كنتيجة لانخفاض الطلب على السفر على المدى الطويل.

 

وقالت شركة طيران "يونايتد" أنها تعتزم تسريح 3450 موظف على الأقل من العاملين في الإدارة في بداية أكتوبر أو 30% من هؤلاء العمال، وذكرت أيضا أنها ستخفض ساعات عمل الآلاف من العمال الآخرين.

 

فيما رفعت الرابطة الدولية للماكينات والعاملين في مجال الفضاء الجوي، دعوى قضائية ضد يونايتد يوم الثلاثاء في محكمة المقاطعة الأمريكية في نيويورك بسبب ما وصفته بـ "التنفيذ غير القانوني لخفض الأجور والمزايا بشكل كبير"، وردت يونايتد في بيان رسمي يفيد بأن الدعوى لا أساس لها، وأن التخفيضات تمتثل لشروط مساعدتها الفيدرالية البالغة 5 مليارات دولار واتفاقات المفاوضة الجماعية.