حكومة جنوب إفريقيا تقرر تصفية "SAA" للطيران وإنشاء شركة وطنية جديدة

الحكومة تسعى لإنشاء شركة جديدة مملوكة للقطاعين العام والخاص

الشركة كانت مهددة بالإفلاس وأزمة كورونا عجلت بسقوطها

 

قررت حكومة جنوب أفريقيا تصفية شركة الطيران الوطنية "SAA"، التي تسارع سقوطها بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا، بعد ما يقرب من سنتين من الصراعات المالية، والإدارات السيئة التي أوقعت الشركة في أزمة مالية كبيرة، ووفقا لموقع "بلومبرج"، فإن الحكومة تعتزم إنشاء شركة جديدة بديلة لها.

 

وبحسب "بلومبرج"، فإن الشركة لم تحقق أي أرباح منذ عام 2011، وكانت مثقلة بالديون، ولم تتمكن من الاستمرار في أعمالها إلا بفضل مساعدات الحكومة على مدى الـ 3 سنوات الماضية التي بلغت 1.1 مليار دولار.

 

ورغم تمكن الشركة من تأمين تمويل بقيمة 240 مليون دولار من مستثمرين آخرين، منهم بنك التنمية الجنوب أفريقي المملوك للدولة في يناير الماضي، إلا أن أزمة كورونا التي تؤثر حاليا على قطاع الطيران أدت إلى وقف التمويل نهائيا، وفقا لموقع "AeroTime".

 

وبعد رفضها دفع 532 مليون دولار أخرى من مساعدات الطوارئ، قررت وزارة المشروعات العامة في 1 مايو الجاري، أن تختفي شركة الطيران الوطنية، لتفسح المجال لشركة جديدة، مشيرة إلى أنها تريد إنشاء شركة طيران وطنية مملوكة للقطاعين العام والخاص، ومربحة وقادرة على خدمة الروابط التجارية في جنوب إفريقيا.

 

وقال وزير المشروعات العامة، برافين جوردان: "لقد اتفق أصحاب المصلحة على رؤية وإستراتيجية طويلة الأمد بهدف إنشاء شركة طيران ديناميكية جديدة"، متوقعا بداية رحلة جديدة، مضيفا: "بدون أدنى شك، لقد انتهت شركة طيران جنوب إفريقيا، ولكن ما سيحل محلها قد يكون بعض شركات الطيران الأخرى".

 

ووفقا لموقع "FlightGlobal"، إن مسئولي الإنقاذ المكلفين بمهمة إنقاذ شركة الطيران أعطوها خيارين، إما التصفية أو تسليم الإدارة تدريجيا والبيع، ولكن في الحالتين، لن تتمكن الخطوط الجوية الجنوب أفريقية من الاستمرار في العمل دون تدخل، خاصة بعد أن قررت الدولة وقف تمويلها، وعدم السماح بأي تمويل أجنبي لإنقاذها.

 

وفي سياق متصل، أعلنت الوزارة أيضا أن النقابات اتفقت على أنه من أجل التوصل إلى حل لإنقاذ الشركة، قد يتم التضحية وتسريح بعض العاملين، الذين يصل عددهم إلى 5200 موظف، وأمام النقابات الآن مهلة حتى 8 مايو الجاري للموافقة على عروض التسويات المقدمة للعاملين في الشركة، وإذا رفضوا فقد يتم منح جميع الموظفين 3 أيام أخرى لاتخاذ قراراتهم.

 

جدير بالذكر أن توقف الخطوط الجوية لجنوب إفريقيا عن العمل لم يكلفهم فقط فقدان نحو 5 آلاف وظيفة، بل سيجعل البلاد تعتمد إلى حد كبير على شركات الطيران الأجنبية من أجل تسيير الرحلات الدولية خارج منطقة جنوب الصحراء الكبرى، وفقا لـ "بلومبرج".

 

ورغم ذلك، يتوقع "بيزنس إنسايدر" أنه مازال هناك بصيص أمل للشركة، حيث لا تسمح الحكومات عادة لشركات الطيران المملوكة لها بالاختفاء تماما، وأفضل مثال على ذلك هو شركة أليطاليا للطيران، التي واجهت صعوبات مالية لسنوات بعد عملية بيع فاشلة وعدد من الإدارات السيئة، ثم تدخلت الحكومة لإنقاذها وقررت تأميم الشركة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الخطوط الجوية الجنوب أفريقية تأسست عام 1934، واتخذت من مدينة جوهانسبرج مقرا رئيسيا لها، وتعتبر أكبر شركة طيران في أفريقيا، بأسطول مكون من 46 طائرة من طرازات إيرباص A350-900، وA330-300، وA330-200، وA320-200، كما أنها كانت عضوا في تحالف ستار منذ عام 2006.