وقف أعمال إير إيطاليا يفقد مطاري القاهرة وشرم الشيخ 62 ألف حجز طيران

أعلنت شركة "Air Italy"، ثاني أكبر شركة طيران في إيطاليا، وقف أعمالها محليا ودوليا، وعدم التأكد من قدرتها على إطلاق أي رحلات جوية بعد نهاية شهر فبراير الجارى، فيما أعلن المساهمون بعد اجتماع طارئ يوم الثلاثاء أن الشركة سيتم تصفيتها بعد تعرضها لعامين من الخسائر الفادحة.

 

وفي بيان نقله موقع "The Local"، صرحت الشركتان المالكتان، أليساردا (51%) والخطوط الجوية القطرية (49%)، بأن العملاء الذين حجزوا تذاكر حتى 25 فبراير سيتمكنون من السفر كما هو مقرر بنفس التذكرة ولكن عن طريق شركات أخرى، أما العملاء الذين لديهم حجوزات أخرى في المستقبل فمن المقرر أن يستردوا ثمن التذاكر كاملة.

 

وكشف تقرير لشركة مابريان تكنولوجيز، المتخصصة فى مراقبة ديناميكيات السياحة على مستوى العالم، أن شركة الطيران الإيطالية ستفقد أكثر من 2 مليون حجز (2,091,000)، كان من المقرر أن تنفذها الشركة عبر رحلاتها لعدد من المطارات الداخلية والدولية، بين فبراير وأغسطس 2020.

 

ووفقا التقرير، فإن 83% من هذه المقاعد على الرحلات الداخلية، و17% على الرحلات الدولية، ومن المنتظر أن تكون إفريقيا الأكثر تضررا، حيث تفقد أكثر من 171 ألف مقعد، من نهاية فبراير وحتى شهر أغسطس.

 

وكانت مصر من أبرز الدول المتضررة من انهيار "إير إيطاليا"، فمن المتوقع أن تفقد أكثر من 62 ألف مقعد طيران خلال نفس الفترة، بنحو 43.7 ألف مقعد إلى مطار القاهرة، و18.5 ألف مقعد إلى مطار شرم الشيخ،

 

أما على مستوى الرحلات الداخلية، فإن إيطاليا هى الأكثر تأثرا بالخسارة المفاجئة للمقاعد، حيث يفقد مطار ميلان 959 ألف مقعد، وروما 117 ألفا، وباليرمو 116 ألفا، وأولبيا كوستا سميرالدا 110 آلاف، وكاتانيا 104 آلاف.

 

فيما تخسر مطارات الولايات المتحدة 143 ألف مقعد بين نيويورك، وميامي، ولوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو.

 

 

يذكر أن المستثمرين كان لديهم آمال كبيرة فى نجاح شركة "Air Italy" عندما أعيد إطلاقها في فبراير 2018، بعد اندماجها مع شركة "Meridiana"، على أمل استبدال شركة الخطوط الجوية الإيطالية المفلسة أليطاليا، حيث ضاعفت الشركة أسطولها تقريبا، ونقلت مقرها الدولي إلى ميلان ، ووسعت نطاق رحلاتها المحلية وأضافت رحلات جوية جديدة إلى نيويورك وميامي وبانكوك ودلهي وغيرها.

 

ولكن التوسع السريع لم يؤتي ثماره وأبلغت الشركة عن خسائر بلغت 164 مليون يورو في عام 2018، تلاها ما يقدر بنحو 200 مليون يورو في عام 2019، حين بدأت في إلغاء بعض الرحلات الدولية التي قدمتها قبل أشهر قليلة، وفقا لما نقله موقع "The Local".

 

فيما طلبت وزارة النقل الإيطالية عقد اجتماع طارئ مع مالكي الشركة، حيث قالت الوزيرة باولا دي ميشيلي: "إن قرار تصفية شركة بهذا الحجم أمر غير مقبول دون إبلاغ الحكومة أولا ودون التفكير بجدية في البدائل الممكنة".

 

وفي سياق آخر، أشارت الخطوط الجوية القطرية في بيان لها إلى استعدادها للاستثمار أكثر في شركة الطيران، وقالت: "حتى مع تغير المناخ التنافسي وظروف السوق المتزايدة الصعوبة التي تؤثر بشدة على صناعة النقل الجوي، الخطوط الجوية القطرية تؤكد على استمرار التزامها، بصفتها أحد المساهمين الأقلية، بمواصلة الاستثمار في الشركة".

 

وأضافت في البيان الذي نقلته "سي إن إن": "الخطوط الجوية القطرية كانت مستعدة مرة أخرى أن تقوم بدورها في دعم نمو شركة الطيران، لكن هذا كان ممكنا فقط بالتزام جميع المساهمين".

 

ووفقا لتقرير "سي إن إن"، فإن انهيار إير إيطاليا هو الأحدث في سلسلة انهيار شركات الطيران الأوروبية التي تعاني من منافسة شرسة وقواعد الأعمال المتغيرة، حيث أوقفت شركة "بريميرا إير" أعمالها في أكتوبر 2018، وفي فبراير 2019، تقدمت شركة الطيران الألمانية "جيرمانيا" بطلب إفلاس، وتوقفت شركة الطيران البريطانية "فلايبمي" عن الطيران، وتركت شركة النقل الجوية الآيسلندية "Wow Air" الركاب عالقين عندما توقفت فجأة عن العمل بعد شهر.

 

وفي الوقت نفسه، مازالت الحكومة الإيطالية تقوم بدعم شركة "أليطاليا" في الوقت الذي تبحث فيه عن المستثمرين لإعادة إطلاق الشركة، وفقا لرويترز.

 

فيما زاد هبوط طائرة بوينج 737 ماكس، من الضغط على القطاع الجوي، حيث كان لدى Air Italy ثلاث طائرات من طراز Boeing (BA) 737 Max في أسطولها، كما تسبب فيروس كورونا، الذي تسبب في إلغاء عشرات شركات الطيران للرحلات الجوية إلى الصين، في مزيد من الشك في مستقبل صناعة الطيران.