فيروس كورونا يعرض شركات الطيران إلى أسوأ خسائرها المالية منذ 17 عاما

رغم كل الاحتياطات والقيود التي تم فرضها على الطيران منذ إعلان انتشار فيروس كورونا في الصين، إلا أن الفيروس القاتل تمكن من الانتقال عبر الجو إلى حوالي 25 دولة أخرى، لتتلقي شركات الطيران أسوأ ضربة مالية تتسبب فيها الأحداث الجارية منذ عام 2003.

 

ووفقا لموقع "فوربس"، تم إلغاء أكثر من 25 ألف رحلة خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير فقط، وذلك بحسب البيانات الصادرة عن شركة معلومات السفر الجوي "OAG"، حيث علقت 30 شركة طيران خدماتها إلى الصين، بعدد 8 آلاف مقعد أسبوعيا.

 

يذكر أن الفيروس الذي اكتشف في مدينة ووهان بالصين في ديسمبر تسبب في مرض أكثر من 40 ألف شخص ووفاة أكثر من 900 شخص حتى اليوم 10 فبراير.

 

ونقل الموقع عن بعض خبراء الطيران، توقعاتهم بأن تقع الخطوط الجوية فى أزمة مالية تذكرهم بالانتشار القاتل لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد "السارس" التي بدأت أيضا في الصين عام 2003، بعد أن اقتربت الأزمة الحالية من خسائر ذروة السارس التي استمرت من مارس إلى يونيو 2003، وذلك بسبب انتشار فيروس كورونا السريع.

 

وقال "مايور باتل"، رئيس آسيا في OAG: "مستويات الإلغاء التي نراها غير مسبوقة وتتجاوز أي حدث وبائي آخر موجود في ذاكرتنا"، وأضاف أن تزايد إلغاءات السفر يرجع إلى سرعة المفاجئ من جانب المنظمين وشركات الطيران.

 

فيما أفادت "بيزنيس تايمز" السنغافورية، أن وباء "السارس" تسبب في خسارة 8% من الإيرادات السنوية للكيلومتر الواحد لشركات طيران آسيا والمحيط الهادئ والذي كلفها 6 مليارات دولار من العائدات بسبب الحجوزات المفقودة حيث أصاب هذا الوباء هونغ كونغ وتايوان وسنغافورة وكذلك المدن الرئيسية في الصين.

 

وقال "إريك لين"، محلل الطيران في هونغ كونغ مع بنك الاستثمار "UBS" أن الخسائر المتوقعة من عمليات الإلغاء نتيجة فيروس كورونا تتشابه بشكل كبير مع مستوى السارس، وخاصة عندما خفضت شركات الطيران العاملة فى الصين وحدها رحلاتها الجوية بنسبة 50%، حيث يتوقع أن تخسر مجال الطيران الربع الأول من العام الحالي على الأقل.

 

وأضاف "لين" أن هذا الأثر ظهر بالفعل لدى شركات الطيران الصينية هذا العام، ومن بينها شركات الطيران المملوكة للدولة مثل الخطوط الجوية الصينية وخطوط طيران جنوب الصين، وكذلك منافسيهم من القطاع الخاص، بما في ذلك خطوط هاينان الجوية، التي قلصت عدد رحلاتها أيضا.

 

وفيما خفضت كل من الخطوط الجوية المتحدة والخطوط الجوية البريطانية الرحلات الجوية الصينية رحلاتها أيضا، توقع "لين" أن تكون شركات الطيران التايوانية وكاثي باسيفيك ومقرها هونغ كونغ الأكثر تضررا بسبب اعتمادها على الرحلات الجوية الصينية.

 

ونقل الموقع تصريحات المتحدث باسم شركة "إيفا إيرويز" في تايوان يوم الجمعة الذي قال أن الشركة تخطط لتقليص رحلاتها إلى الصين خلال شهر أبريل، وأنها تراقب تطور تفشي الفيروس وطلبات سفر المسافرين لضبط شبكة الطرق وتردد الرحلات الجوية، وقامت خطوط طيران الصين بإنشاء موقع سؤال وجواب للإجابة على استفسارات المسافرين القلقين في 4 فبراير الماضي وأعلنت أنها سترد الرسوم التي تم حجزها مباشرة من خلال الشركة.

 

وفي سياق آخر، قال "لين" أنه من المحتمل أن تتعامل الخطوط الجوية مع الخسائر من خلال خفض التكاليف، بما في ذلك الإجازات غير المدفوعة للموظفين، كما يعتقد المحللون أن الطيران المدني سيرتد سريعا بمجرد توقف انتشار الفيروس، وذلك إن كانت الأزمة الحالية مشابهة لأزمة السارس، حيث أفاد موقع "تشاينا ديلي" أن المطار الرئيسي في بكين أبلغ عن زيادة في تدفق الركاب بعد شهر من توقف انتشار السارس، وكانت شركات الطيران في وقتها تبيع 90% من مقاعدها.

 

ويتوقع "لين" أن تشهد شركات الطيران تعافيا على شكل حرف V من ركود فيروس كورونا الذي يعوق شركات الطيران الآن، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الركاب الذين عدلوا عن السفر أثناء تفشي المرض يرجعون فجأة مع زيادة الطلب.