انتشار فيروس كورونا بالصين يهدد صناعة السياحة في آسيا

وجه فيروس كورونا القاتل موجة صادمة إلى السياحة في آسيا بعد أن أدى إلى فرض قيود سفر على الصين، في الوقت التي أصبحت فيه تعتمد بشكل متزايد على زيادة عدد الزوار الصينيين.

 

لقى أكثر من 100 شخص مصرعهم منذ ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية، والآن ملايين آخرين يخضعون للحجر الصحي، فيما تم منع جميع الرحلات الجوية من وإلى المدينة، وفرض حظر على المجموعات السياحية الصينية في الداخل والخارج، وفقا لما نقلته وكالة "فرانس 24" الفرنسية.

 

وجاءت هذه الإجراءات الوقائية وسط حدوث طفرة فى سفر الأجانب الصينيين حيث زاد عدد السياح من البلاد 10 أضعاف تقريبا منذ عام 2003، وفقا لتقرير صادر عن شركة الأبحاث "كابيتال إيكونوميكس".

 

وكان من تلقى الصدمة بشكل أكبر من غيرها، هي الشركات التي تعتمد على أعداد هائلة من السياح الصينيين، مع تزايد شكاوى الشواطئ والمتاجر المهجورة من السياح، ومخاوفهم التى تزايدت بشأن المستقبل.

 

وبعد أزمة السارس عام 2002، وانخفاض عدد السياح الصينيين بنحو الثلث، أوضحت كابيتال إيكونوميكس أنها إذا تراجعت مرة أخرى فستكون النتيجة هبوط الناتج المحلى بنسبة 1.5 إلى 2.0% في البلدان الأكثر ضعفا.

 

وفي اليابان، ارتفع عدد السياح الصينيين من 450 ألف في عام 2003 إلى 8.4 مليون في عام 2018، وهو ما يمثل 27% من جميع السائحين الوافدين، بينما تعمل طوكيو على توسيع هذا القطاع.

 

ولكن يوكي تاكاشيما، الخبير الاقتصادي في "نومورا سيكيوريتيز"، قال لوكالة "فرانس برس": "سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لليابان الآن تحقيق هدفها البالغ 40 مليون سائح في عام 2020، وستظهر آثار الأزمة بشكل أكبر فى الفنادق والمطاعم والمواقع السياحية، لأن العديد من السياح الصينيين يزورون اليابان خصيصا للتسوق".

 

وفيما تمثل السياحة 18% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد حيث يمثل السياح الصينيون أكثر من ربع إجمالي الوافدين، حذر وزير السياحة الياباني بالفعل من أن الأزمة قد تماثل في أضرارها أزمة السارس، والتي كلفتهم نحو 1.6 مليار دولار، وأن آثارها مازالت واضحة في بوكيت.

 

وقال كلود دي كريسي، الذي يملك فندقا يضم 40 غرفة ومطعم في الجزيرة التايلاندية لوكالة "فرانس برس" أنه منذ انتشار الأزمة منذ يومين أصبحت الشوارع والمتاجر والشواطئ مهجورة تقريبا في الوقت الذي تركز فيه بوكيت بشكل حصري تقريبا على السياحة الصينية، ولذلك إن استمر الوضع، فسيظهر التأثير على الجميع.

 

وقال ماريو هاردي، الرئيس التنفيذي لاتحاد السياحة في آسيا والمحيط الهادئ، إنه من الصعب تحديد المدة التي ستستغرقها الأزمة، وأضاف أنه يعتقد أن يستمر الوضع ما بين 3 و6 أشهر، إلا أن الأمر يعتمد حقا على كيفية تطور الوضع في الأسابيع القليلة المقبلة.

 

وعلى جانب آخر، يرجح جان بيير ماس، رئيس جماعة السفر الفرنسية، أن تأثير الأزمة لن يظهر في الوقت الحالي في أوروبا التي لا تجذب عدد كبير من الزوار الصينيين خلال فصل الشتاء، ولكن إذا استمر الوضع، سيكون التأثير الاقتصادي كبيرا، ففي العام الماضي وحده، زار فرنسا أكثر من 2 مليون سائح صيني.

 

وقال مسؤولو السياحة السويسريون إنهم يتوقعون أيضا انخفاضا في الحجوزات من الصين، والتي تشكل 4.5% من جميع حجوزات الفنادق، فيما قال كورت يانسون، مدير تحالف السياحة البريطاني، أن الزائرين الصينيين إلى المملكة المتحدة يمثلون أقل من 2% من الإجمالي السنوي، ولذلك لن يكون هناك أي تأثير عام كبير.