قصر البارون يستعد لاستقبال الزائرين في فبراير المقبل

تفقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأعمال النهائية لمشروع ترميم قصر البارون بحي مصر الجديدة، وذلك تمهيدا لافتتاحه في شهر فبراير المقبل.

 

وسوف يتم إعادة تأهيل القصر ليصبح معرضا يروي تاريخ حي هيليوبوليس يشمل مجموعة متنوعة من الصور، والوثائق الأرشيفية، والرسومات الإيضاحية، والخرائط، والأفلام والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة (هيليوبوليس والمطرية) عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.

ومن المخطط أن يكون قصر البارون إمبان بمصر الجديدة مزارا أثريا سياحيا واجتماعيا ثقافيا أيضا، ليجذب الجميع سواء السائحين الأجانب أو المصريين، وذلك بالتعاون مع السفارة البلجيكية بالقاهرة، وجمعيات المجتمع المدني بمصر، إلى جانب عرض أول عربة للترام لمنطقة مصر الجديدة داخل ساحة القصر، لافتا إلى توفير مراكز خدمية.

ويمثل تاريخ بناء قصر البارون إمبارن ميلاد حي مصر الجديدة، والذي شيده البلجيكي إدوارد إمبان عام 1907م، ويقع القصر على مساحة نحو 12 ألف م2، واكتمل البناء عام 1911.

 

ووصل المليونير البلجيكي إدوارد إمبان إلى القاهرة في نهاية القرن الـ19، بالتحديد بعد عدة سنوات من افتتاح قناة السويس، وكان إدوارد إمبان يحمل لقب "بارون"، والذي منحه له ملك فرنسا تقديرا لمجهوداته في إنشاء مترو باريس.

 

وترجع فكرة بناء القصر إلى البارون إمبان الذي عرض على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حي في الصحراء شرق القاهرة واختار له اسم "هليوبوليس" أي مدينة الشمس، واشترى البارون الفدان بجنيه واحد فقط، حيث أن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات، وحتى يستطيع البارون جذب الناس إلى ضاحيته الجديدة فكر في إنشاء مترو ما زال يعمل حتى الآن وأخذ اسم المدينة "مترو مصر الجديدة"، لربط الحي أو المدينة الجديدة بالقاهرة، كما بدأ في إقامة المنازل على الطراز البلجيكي الكلاسيكي بالإضافة إلى مساحات كبيرة تضم الحدائق الرائعة، وبني فندقا ضخما هو فندق هليوبوليس القديم الذي ضم مؤخرا إلى قصور الرئاسة بمصر.

 

وقرر البارون إقامة قصر، فكان قصرا أسطوريا، وصمم بحيث لا تغيب عنه الشمس حيث تدخل جميع حجراته وردهاته، وهو من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، واستلهمه من معبد أنكور وات في كمبوديا، ومعابد أوريسا الهندوسية.