مسجد الفتح الملكي والكنيسة المرقسية والمعبد اليهودي بالإسكندرية.. 3 محطات للعناني تؤكد (مصر مهد الأديان)

خلال 4 ساعات فقط، افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار مسجد أثري بالقاهرة ويزور كنيسة قبطية بالإسكندرية بمناسبة أعياد الميلاد المجيد، ويفتتح المعبد اليهودي الأثري إلياهو هانبي بالإسكندرية، تأكيدا على رسالة التسامح الديني التي تميز مصر العظيمة أرض التسامح ومهد الحضارات.

 

افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، صباح اليوم الجمعة الموافق 10 يناير 2020، جامع الفتح الملكي بحي عابدين بالقاهرة، بحضور الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، حيث أقيمت به شعائر صلاة الجمعة. 

 

جامع الفتح المكي في عابدين

ومن جانبه، أوضح المهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بالوزارة،  أنه تم البدء في أعمال ترميم الجامع عام 2017، بتكلفة بلغت نحو 16 مليون جنيه، شملت ترميم  وتنظيف التجاليد الرخامية للحوائط، وأعمال تنظيف وترميم المنبر والمحراب وكافة الأعمدة الرخامية والجرانيتية بالمسجد، والقباب والقباوات من الداخل وإنهاء الأعمال الزخرفية بها، بالإضافة إلى تركيب أجهزة النظام الصوتي ووحدات الإضاءة الداخلية وكاميرات المراقبة.

كما تم الانتهاء من تنظيف أحجار الواجهات والمئذنة، والقباب النحاسية بالأسطح، وأعمال عزل بلاط أرضيات الأسطح، وأعمال تركيب أرضيات حجرية بالموقع العام داخل المسجد وجهة المدخل الرئيسي، واستكمال أعمال الإضاءة الخارجية.

ثم توجه العناني إلى محافظة الإسكندرية لتفقد أعمال ترميم المتحف اليوناني الروماني الذي يجمع الآثار المصرية من العصرين اليوناني والروماني، المغلق منذ 15 عاما، ومن المقرر افتتاحه في ديسمبر 2020 بعد انتهاء مشروع تطويره، ليصبح مقصدا سياحيا وأثريا هاما بمدينة الإسكندرية.

 

الكنيسة المرقسية بالإسكندرية الأولى في أفريقيا

ثم زار الكنيسة المرقسية والمعروفة باسم الكنيسة القبطية، وذلك لتقديم التهنئة للإخوان الأقباط بمدينة الإسكندرية بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وهي أول كنيسة في مصر وأفريقيا تم إنشاؤها عام 1961م، وهي تحتفل هذا العام بمرور 150 عاما على إنشائها، وتعرضت الكنيسة لعمل إرهابي غاشم، الذي لن يستطيع أبدا المساس بالنسيج المصري والوحدة الوطنية وان الوزارة ترحب بالتعاون لأي أعمال ترميم وصيانة للكنيسة.

 

 

معبد إلياهو هانبي

ثم توجه إلى معبد إلياهو هانبي الموجود على بعد دقائق من الكنيسة والذي بني في منتصف القرن التاسع عشر، بعد أن تنازل بابا الكنيسة في ذلك الوقت بقطعة الأرض لبناء المعبد عليه حيث كانت أرض المعبد جزء من الكنيسة التي أهداها قداسة البابا ليهود مصر لبناء المعبد، وإقامة شعائرهم.

 

 

وأكد الدكتور خالد العناني، في كلمته، على أن اليوم يعتبر يوما استثنائيا، فخلال 4 ساعات فقط تم افتتاح مسجد الفتح الأثري في عابدين، ثم توجهنا الى محافظة الإسكندرية لزيارة المتحف الروماني واليوناني تمهيدا لافتتاحهم بعد 15 سنة من إغلاقه لرؤية الآثار المصرية الرائعة من العصرين الروماني واليوناني، بالإضافة إلى زيارة كنيسة القديس مرقس التي شهدت بداية المسحية في مصر ترجع إلى القرن الأول الميلادي حيث هذا العام يشهد مرور 150 عاما على تأسيسها، فضلا عن الاحتفال بافتتاح المعبد اليهودي الأثري "إلياهو هانبي" الذي يبعد مسافة 10 أمتار عن الكنيسة المرقسية.

 

وقال: "هذه هي مصر التي تمكن الجميع من زيارة آثار متنوعة تنتمي إلى عصور عديدة، لافتا إلى أن مصر متفردة بطبقات حضارية تعكس أن مصر نسيج واحد يكمل بعضها البعض".

 

وأضاف أن ترميم هذا المعبد يبعث رسالة للعالم أن الحكومة المصرية تهتم بالتراث المصري، الذي يعود إلى فترات متعددة تعاقبت على مصر، مشيرا إلى أنه تم افتتاح مساجد وأديرة وكنائس في كافة المحافظات المصرية، بالاضافة إلى العديد من المتاحف التي تضم آثار تنتمي لعصور مختلفة، وأعرب الوزير عن تفاؤله بأن عام 2020 سيكون عام خير على قطاع السياحة والآثار في مصر.

 

وتبلغ مساحة المعبد 4200 م2، وهو مكون من طابقين، طابق للرجال، والثاني للسيدات، ويحتوي على مكتبة مركزية قيمة، يعود تاريخها إلى القرن الـ 15 ميلاديا، كما يضم صفوفا من المقاعد الخشبية تسع 700 شخصا، وصناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات وعدد من المكاتب الخدمية الخاصة بالطائفة اليهودية.

وفي هذا السياق، قال العميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية، إن مشروع الترميم بدأ منذ أغسطس 2017، وتضمنت رصد الشروخ والعناصر المعمارية والإنشائية الحرجة، ووضع الخطط اللازمة لترميمها، وفك ورفع العناصر المنقولة، كما تم تقسيم محاور ترميم المعبد إلى عدة محاور تتمثل في الترميم الإنشائي والمعماري والترميم الدقيق وتنسيق الموقع العام، بتكلفة مقدارها 64 مليون جنيه، مشيرا إلى أن أعمال الترميم الدقيق شملت ترميم العناصر المنقولة والثابتة مثل المقاعد الأثرية والأبواب والتجاليد الخشبية ونقل وحدات الإضاءة، مثل النجف والمشاعل ومقتنيات أداء الشعائر الدينية اليهودية والزجاج المعشق بالرصاص والمشغولات النحاسية والخشبية والبلاطات من الرخام والمزايكو، والشواهد الأثرية الباقية من المعبد القديم، كما تم إعداد الدراسات التفصيلية لعرض الشواهد الأثرية لآثار المعبد القديم تحت إشراف طاقم متخصص من الأثريين ومهندسين المجلس الأعلى للآثار.

 

وعقب الانتهاء من أعمال الترميم، تم تزويد المبنى بأحدث أنظمة إنذار الحريق، وأحدث وسائل الإضاءة طبقا للمعايير العالمية التي تتناسب وطبيعة المبنى الدينية والأثرية.

 

ومن جانبه أشار الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن المعبد ينسب إلى النبي إلياهو هانبي أحد أنبياء بنى إسرائيل الذي عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، يعد من أقدم وأشهر المعابد اليهودية بالإسكندرية، ويقع بشارع النبي دانيال في وسط المدينة مجاورا للعديد من المعالم التاريخية الهامة، وشيدته الجالية اليهودية سنة 1354م، وتعرض للتدمير على يد الحملة الفرنسية، وأعيد بناؤه مرة أخرى عام 1850م في عصر والي مصر عباس حلمي الأول، كما أعيد بناء المعبد أكثر من مرة آخرها عقب الحرب العالمية الأولى، حيث تم زيادة مساحته وتكسية الأعمدة بمادة الأسكاجولا (عجائن الرخام).

 

حضر الافتتاح اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، الدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية، وعالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وأحمد يوسف رئيس هيئة تنشيط السياحة، وأحمد الوصيف رئيس اتحاد الغرف السياحية، وحسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة، وماجد فوزي رئيس غرفة الفنادق، وعادل المصري رئيس غرفة المنشآت السياحية.