بالصور.. وزير الآثار: قصر البارون عاد إلى حالته الأولى ولونه الأصلي التاريخي وسيصبح مزارا سياحيا وثقافيا

العناني: إقامة معرض لصور تاريخ مصر الجديدة وعرض أول ترام في ساحة القصر

مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية: انتهاء 85% من أعمال الترميم وافتتاحه نهاية العام الجاري

 

كشف الدكتور خالد العناني وزير الآثار أن قصر البارون إمبان بمصر الجديدة بعد الانتهاء من أعمال ترميمه سيصبح مزارا أثريا سياحيا واجتماعيا ثقافيا أيضا يجذب الجميع سواء السائحين الأجانب أو المصريين، حيث من المقرر إقامة معرض للصور يجسد تاريخ حي مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور، وذلك بالتعاون مع السفارة البلجيكية بالقاهرة، وجمعيات المجتمع المدني بمصر، إلى جانب عرض أول عربة للترام لمنطقة مصر الجديدة داخل ساحة القصر، لافتا إلى توفير مراكز خدمية.

 

وأكد العناني خلال جولة تفقدية لآخر أعمال الترميم للقصر، على أن ألوان واجهات قصر البارون إمبان أصلية، وليس كما أثير أنه تم اختيار لون محدد له يغير طابعه التاريخي الأصلي، قائلا: "لو كان الأمر كذلك لأصبح القصر كامل التشطيب منذ شهور".

 

وأضاف العناني أن القائمين على عمليات الترميم بالقصر اتخذوا كافة الإجراءات اللازمة من اختبارات وتحاليل وتوثيق فوتوغرافي ومعماري لمظاهر التلف، لوضع الخطط اللازمة وعمل العينات المطلوبة بأساليب الترميم العلمية المتبعة، والتي أظهرت الألوان الأصلية لجميع الواجهات وبناء عليه تم إجراء عملية الترميم لتلك الواجهات بالمحافظة والتثبيت لما تم الكشف عنه من ألوان أصلية، والتي تعرضت للتأثر بالسلب نتيجة العوامل الجوية.

 

وقام العناني خلال الجولة بتفقد أسوار القصر الأصلية والمستحدثة، وعمليات تنظيم التماثيل المحيطة بالقصر، وتفاصيل علمية الترميم، والمواد المستخدمة حفاظا على الألوان والشكل الأصل لكل جزء في القصر ومحيطه.

 

ومن جانبه، أوضح العميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية والمشرف العام على القاهرة التاريخية، من 85% من أعمال ترميم قصر البارون إمبان بحي مصر الجديدة، والذي من المقرر افتتاحه نهاية العام الجاري، وتبلغ تكلفته المشروع الإجمالية 100 مليون جنيه، وأن أعمال الترميم تجري على قدم وساق تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

 

وقال إنه تم الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائي لأسقف القصر وترميمها، وتشطيب الواجهات، وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك ونزع جميع الأسقف والكرانيش الجصية، وترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية والحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسى، والتماثيل الرخامية بالموقع العام، مشيرا إلى البدء في أعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة به.

 

وأضاف سمير أنه حفاظا على معايير الأصالة خلال أعمال الترميم الخاصة بالقصر، تم إزالة الأسوار الحديدية غير الأثرية والتي تم إنشاؤها حول القصر عام 2006، لسوء حالتها كما أنها لا تتوائم مع القيمة الأثرية والمعمارية للقصر، مؤكدا على عدم بناء سور حجري بدلا منها، وأنه تم الاستعانة بالرسومات الأصلية للقصر والمنفذة من قبل المهندس ألكسندر مارسيل، وذلك لإنشاء أسوار بنفس تصميم الأسوار الأثرية القديمة، وهو عبارة عن قاعدة طولية خرسانية أسفل منسوب سطح الأرض، يعلوها أعمدة بانوهات حديدية بطول الواجهات مع وجود اعمدة حجرية بقطاع صغير موزعة على مسافات لتثبيت البانوهات الحديدية للأسوار، مؤكدا على أنه لن يتم بأي حال إعاقة أو حجب رؤية القصر ليستمتع المارة بمشاهدة القصر وروعة تصميمه.

 

وفي سياق متصل قال محمود عبد الباسط مدير عام القاهرة التاريخية إنه من المخطط انتهاء أعمال الترميم خلال 3 شهور، والبدء في أعمال تنسيق الساحة المحيطة بالقصر من حيث اللاند سكيب وغيرها.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات التي تمت للوقوف على الألوان الأصلية بالواجهات شملت ذكر اللون في الوثائق التاريخية المتعلقة بقصر البارون، حيث ذكرت Amelie D Arschot في كتابها Le roman D heliopolis، أن الواجهات كانت مغطاه بلون أبيض مع لون طوبي محروق مستوحى من معابد القرن الـ 12 من شمال الهند (صفحة 178).

 

كما أوضحت Anne Van Loo في كتابها Helopolis (صفحة 135) إن البارون إمبان أراد تمييز قصره عن باقي عمائر هيليوبوليس التي كانت تتميز بلون الصحراء "اللون الترابي"، واختار الطوبي المحروق burnt Sienna.

 

كما تذكر وثيقة فرنسية تاريخيه يرجع تاريخها إلى تاريخ بناء القصر عام 1911، أن القصر تم دهانه باللون burnt Sienna الطوبي المحروق، كما أن التوثيق الفوتوغرافي الذي تم عمله قبل الترميم يظهر اللون الأبيض لباطن القبو الغائر للمدخل وهو من الجبس، وكذلك لون الواجهات قبل أعمال الترميم وهو لون طوبي محروق وهو ما ظهر بعد عمليات التنظيف.

 

تاريخ قصر البارون

يمثل تاريخ بناء قصر البارون إمبارن ميلاد حي مصر الجديدة، والذي شيده البلجيكي إدوارد إمبان عام 1907م، ويقع القصر على مساحة نحو 12 ألف متر مربع، واكتمل البناء عام 1911.

وحيث وصل المليونير البلجيكي إدوارد إمبان إلى القاهرة في نهاية القرن التاسع عشر، بالتحديد بعد عدة سنوات من افتتاح قناة السويس، وكان إدوارد إمبان يحمل لقب "بارون"، والذي منحه له ملك فرنسا تقديرا لمجهوداته في إنشاء مترو باريس.

 

ترجع فكرة بناء القصر إلى البارون إمبان الذي عرض على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حي في الصحراء شرق القاهرة واختار له اسم "هليوبوليس" أي مدينة الشمس، واشترى البارون الفدان بجنيه واحد فقط، حيث أن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات، وحتى يستطيع البارون جذب الناس إلى ضاحيته الجديدة فكر في إنشاء مترو ما زال يعمل حتى الآن وأخذ اسم المدينة "مترو مصر الجديدة"، لربط الحي أو المدينة الجديدة بالقاهرة، كما بدأ في إقامة المنازل على الطراز البلجيكي الكلاسيكي بالإضافة إلى مساحات كبيرة تضم الحدائق الرائعة، وبني فندقا ضخما هو فندق هليوبوليس القديم الذي ضم مؤخرا إلى قصور الرئاسة بمصر.

 

وقرر البارون إقامة قصر، فكان قصرا أسطوريا، وصمم بحيث لا تغيب عنه الشمس حيث تدخل جميع حجراته وردهاته، وهو من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، واستلهمه من معبد أنكور وات في كمبوديا، ومعابد أوريسا الهندوسية.