الكشف عن جبانة أثرية من عصر الدولة القديمة بمنطقة الأهرامات

أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار عن كشف أثري جديد بمنطقة الأهرامات الأثرية، بحضور الدكتور زاهي حواس عالم الآثار، حيث نجحت بعثة الآثار المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في الكشف عن جزء من جبانة أثرية من عصر الدولة القديمة، وذلك أثناء أعمال الحفر الأثري في الجزء الجنوبي الشرقي لمنطقة آثار الهرم.

 

وقال العناني إن الاكتشافات الأثرية وإنجازات الحفائر والافتتاحات هامة وليست فقط إضافة علمية وأثرية، بل خير ترويج لمصر وإبراز صورتها الحقيقية وقوتها الناعمة أمام العالم، وخاصة في وجود عدد كبير من الإعلام العالمي والمحلي.

 

ومن جانبه، أعرب الدكتور زاهي حواس عن سعادته بدعوة وزير الآثار له لحضور الإعلان عن هذا الكشف الأثري، حيث إن المنطقة التي تم فيها الكشف منطقة مهمة بالنسبة له، لأنه تم الكشف فيها عن مقابر العمال بناة الأهرامات والذي يعتبر كشفا هاما جدا يؤكد أن المصريين لم يكونوا عبيدا وقاموا ببناء مقابرهم للعالم الآخر مثل ملوكهم، مضيفا أن هذا الكشف له أهمية سياحية أيضا، لإعلانه في جميع أنحاء العالم.

 

وأشاد حواس بما يقوم به الدكتور خالد العناني وزير الآثار من أعمال لإظهار الصورة الإيجابية عن مصر للعالم، بالإعلان عن الاكتشافات الجديدة والافتتاحات والمشروعات الأثرية التي تدخل كل بيت في العالم، وتوضح أهمية مصر الثقافية، مؤكدا على أنه تم الكشف فقط عن 30% من آثار مصر.

 

وفي سياق متصل، أوضح الدكتور مصطفى وزيري أن الجبانة تضم العديد من آبار الدفن والمقابر التي تعود لعصر الدولة القديمة، وتؤرخ أقدم مقبرة تم الكشف عنها في الموقع إلى عصر الأسرة الخامسة (حوالي 2500 سنة قبل الميلاد)، والتي تمثل مقبرة جماعية شيدت من الحجر الجيري، لشخصين يدعي أحدهما "بحنوي- كا"، والذي لم يعثر على اسمه من قبل في منطقة آثار الهرم، وحمل 7 ألقاب منها مطهر كل من الملك خفرع، والملك سركاف، والملك ني وسررع، وكاهن الملك نفرإيركارع، وكاهن المعبودة ماعت، وأكبر القضاة سنا في قاعة المحاكمة.

 

أما الشخص الآخر يدعى "نوي"، وحمل 5 ألقاب أهمها رئيس المقاطعة الكبيرة، والمشرف على المستوطنات الجديدة، ومطهر الملك خفرع.

 

وأضاف وزيري أن من أهم ما عثر عليه داخل المقبرة تمثال من الحجر الجيري في حالة جيدة من الحفظ، يمثل صاحب المقبرة وزوجته وأحد أبنائه، ولا يحتوي التمثال على أي نقوش.

 

وقال أشرف محي مدير منطقة آثار الهرم، إنه أعيد استخدام هذه الجبانة للدفن على نطاق واسع في العصر المتأخر، بداية من القرن السابع قبل الميلاد، حيث عثر بداخلها على العديد من التوابيت الخشبية ذات الأشكال الآدمية تعود إلى ذلك العصر، مشيرا إلى أنها توابيت ملونة بألوان زاهية ومزخرفة بزخارف متنوعة، يحتوي بعضها على شريط طولي بالكتابة الهيروغليفية يتوسط غطاء بعض تلك التوابيت، كما تم العثور على العديد من أوجه الأقنعة الخشبية والطينية الملونة.