بالصور.. وزير الآثار بمقبرة خوي بسقارة مع 54 سفيرا وأسرهم.. ويسرا تفاجئ الزائرين

 

يسرا تؤكد على عظمة الاكتشافات الأثرية وحرصت على زيارة المقبرة من الداخل

 

العناني: سقارة ستشهد تطورا كبيرا والسفراء طلبوا حضور الاكتشافات الأثرية

 

وزيري: مقبرة خوي الأجمل في المنطقة وحافظت على جودة ألوان النقوش 4400 عاما

 

كتب- أكرم مدحت

 

شهدت منطقة آثار سقارة أمس زيارة 54 سفيرا أجنبيا برفقة أسرتهم، وصحبة الدكتور خالد العناني وزير الآثار، وذلك للتمتع بمشاهدة أحدث الاكتشافات الأثرية بالمنطقة وهي مقبرة خوي، نبيل الملك والقاضي في الأسرة الخامسة بعصر الدولة القديمة، وفاجأت الفنانة يسرا الحضور لحرصها على التعرف على الاكتشافات الأثرية العظيمة.

 

 

ومن جانبه، قال الدكتور خالد العناني وزير الآثار إن 54 سفيرا وممثلا للدول الأجنبية، أبرزهم فرنسا، هولندا، بلجيكا، أرمينيا، اليابان، التشيك، اليونان، بلغاريا، وبيلاروسيا، اصطحبوا معهم زوجاتهم وأطفالهم.

 

 

 

وأضاف أن منطقة سقارة غنية بالاكتشافات الأثرية وهذه الزيارة الخامسة لها، مشيرا إلى أنها كانت أول منطقة آثرية زارها رئيس الوزراء في عام 2019، الساعة 8 صباح اليوم الأول من يناير.

 

وصرح بأن المنطقة سوف تشهد تطويرا كبيرا وإضافة خدمات تجعل السائح تستغرق أكثر من 4 ساعات بدلا من ساعتين فقط لزيارة المقابر والأهرامات بها.

 

 

وأشار إلى أن هناك 260 بعثة أثرية في مصر من 24 دولة، ورغم أن هناك سفراء ليس لديهم بعثات أثرية إلا أنهم حريصون على زيارة الاكتشافات الأثرية، وأرسلوا خطابات للوزارة رسمية ليكونوا ضمن قائمة السفراء المرافقين للافتتاحات الأثرية.

 

 

ومن جانبه، أوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن عمل البعثة المصرية بمنطقة آثار سقارة بدأ في 27 فبراير الماضي، وأسفرت الحفائر عن الكشف عن مقبرة خوي والتي تعد الأجمل في المنطقة، وكان خوي هو النبيل أي المقرب للملك والقاضي في عهد الأسرة الخامسة بالدولة القديمة، ويبلغ عمرها 4400 عاما، ورغم ذلك حافظت على جودة النقوش والألوان وكأنها لو كانت بالأمس، لدرجة أن هناك بصمة يد لأحد الرسامين مازالت موجودة على الرسومات داخل المقبرة.

 

 

وشرح وزيري أن استخدام اللون الأخضر في تلوين نقوش المقابر كان له منزلة خاصة، حيث كان يتطلب موافقة الملك لاستخدامه، ونظرا لأن خوي ملقب بالنبيل أي المقرب من الملك حصل على تلك الموافقة، لافتا إلى أن اللون الأخضر كان يتم عمله من صدأ المعادن.

 

وصف المقبرة

الجدير بالذكر أن البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور محمد مجاهد نجحت أثناء أعمال الحفائر والتسجيل العلمي للمجموعة الهرمية للملك جدكارع من الأسرة الخامسة بجنوب سقارة، في الكشف عن مقبرة فريدة من نوعها لشخص يدعى خوي كان يشغل منصب النبيل لدي الملك والقاضي، في أواخر عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة.

 

 

 

وتتكون المقبرة من بناء علوي عبارة عن مقصورة قرابين شيدت على شكل حرف (L)، ومن الواضح أن أحجار المقصورة تم انتزاعها خلال العصور المصرية القديمة، وأعيد استخدامها في أماكن أخرى، حيث لم تعثر البعثة سوى على بقايا الجدران السفلية والتي شيدت من الحجر الجيري الأبيض.

 

 

كما عثرت البعثة بالجدار الشمالي من المقبرة على مدخل البناء السفلي لها، والذي يحاكي تصميمه أهرامات الأسرة الخامسة، وهو التصميم الذي يتم الكشف عنه لأول مرة داخل مقابر للأفراد وليس ملوك تلك الفترة.

 

ويبدأ هذا الجزء من المقبرة بممر هابط يؤدي إلى ردهة صغيرة، ومنها إلى حجرة أمامية منقوش عليها مناظر تصور صاحب المقبرة جالس أمام مائدة القرابين، وكذلك على قائمة قرابين، ومنظر لواجهة القصر.

 

 

وكشفت البعثة عن حجرة ثانية غير منقوشة استخدمت كحجرة للدفن بها بقايا تابوت من الحجر الجيري الأبيض مهشم تماما، إلا أن البعثة تمكنت من الكشف عن البقايا الآدمية لـ "خوي" بين الأحجار، والذي وجد عليها بقايا الزيوت ومادة "الراتنج" التي كان يستخدمها المصري القديم في التحنيط.

 

وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد مجاهد رئيس البعثة الأثرية المصرية في سقارة، إن هذا الكشف يعد استكمال لإظهار أهمية فترة الملك جدكارع بصفة خاصة ونهاية الأسرة الخامسة بصفة عامة، حيث نجحت البعثة أيضا خلال موسم حفائرها الماضي في الكشف عن اسم زوجة الملك لأول مرة، والتي كانت تدعى الملكة "ست إيب حور"، محفورا على عامود من الجرانيت كان ملقاه بالجانب الجنوبي من معبدها، مضيفا أنه جاري العمل على ترميم متكامل لهرم جدكارع، والمعبد الجنائزي.

 

وأضاف أن المجموعة الهرمية ومعبد الملكة تم الكشف عنهم من قبل خلال خمسينيات القرن الماضي، ولم يكن لدى الأثريين أي معلومة عن اسم صاحبتها أو ألقابها، وتعتبر المجموعة الهرمية للملكة "ست إيب حور"، والموجودة شمال شرق هرم زوجها "جدكارع"، أحد أضخم المجموعات الهرمية التي شيدت لملكة خلال عصر الدولة القديمة، وواحدة من أوائل الأهرامات التي شيدت بجنوب سقارة خلال نهاية عهد الأسرة الخامسة.

 

وانتهت البعثة من أعمال الترميم المعماري لهرم الملك جدكارع من الداخل، كما تقوم باستكمال أعمال الترميم والتسجيل الأثري للمجموعة الهرمية للملك وزوجته ست إيب حور، لاكتشاف المزيد من معلومات عن تاريخ نهاية الأسرة الخامسة وبداية الأسرة السادسة، والذي شهد تحول جذري في الفكر والعقيدة المصرية القديمة، من خلال ظهور نصوص الأهرامات لأول مرة داخل هرم الملك "أوناس" وريث عرش الملك جدكارع، وكذلك التوقف عن تشييد معابد الشمس التي شيدها جميع ملوك الأسرة الخامسة قبل جدكارع.