حوار| مدير أول مبيعات لوفتهانزا الألمانية: الأداء الاقتصادي لمصر وارتفاع طلب المسافرين حفزنا على زيادة رحلاتنا.. والاتجاه نحو مرسى علم والغردقة

 

فان دين ستين: السائح الألماني لديه ولاء لمنتجعات البحر الأحمر والسياحة الثقافية ونسعى دائما للتوسع في السوق

 

مصر أكثر دول المنطقة استقرارا.. وحققنا نسب الإشغال المستهدفة على رحلاتنا بعد ارتفاع التشغيل

 

لدينا نظام حجز خاص يوفر 16 يورو على التذكرة لكل عميل مقارنة بالأنظمة العالمية الأخرى

 

حوار- أكرم مدحت

 

في أول زيارة له لمصر، أكد فرانك فان دين ستين، مدير أول المبيعات في مجموعة لوفتهانزا لأسواق شمال إفريقيا والشرق الأدنى وتركيا، على أن لوفتهانزا منذ بدء توسع نشاطها كانت مصر وخاصة القاهرى أحد المحطات الهامة للمسافرين لأغراض العمل أو السياحة، وهذا القرار أثبت كفائته خلال الـ 60 عاما الماضية منذ انطلاق أول رحلة إلى مصر من ألمانيا، مشيرا إلى عدم توقف رحلات المجموعة بجميع شركاتها التابعة حتى الآن.

 

 

وقال ستين في حواره مع "ترافل يلا نيوز": "إن مصر تتميز بأنها أكثر دول منطقة الشرق الأوسط قوة واستقرارا، وهذا يجعلنا مستمرين في إطلاق رحلاتنا إلى المطارات المصرية، وملتزمين أيضا في المستقبل بعدم توقف حركة الطيران، رغم ما تشهده المنطقة من أحداث، ولكن أي أزمة تؤثر على الاستثمار ولكن ليس بالضرورة بشكل سلبي، لأنها تفتح المجال لفرص كثيرة للسفر، وخاصة أنني مسئول عن إقليم كبير لنشاط المجموعة ممتد من المغرب إلى تركيا، وهذه المنطقة تحتوي على بعض الدول غير مستقرة.

 

 

وكشف فرانك فان دين ستين أن هناك زيادة في عدد الركاب الوافدين إلى مصر في جميع رحلات الشركات التابعة لمجموعة لوفتهانزا، ولذلك تم رفع عدد المقاعد بنسبة 40% خلال الموسم الشتوي الجاري مقارنة بالعام الماضي، وهذا معدل ضخم، وذلك نتيجة حجم الإقبال الكبير من المسافرين إلى مصر.

 

وأضاف أن رحلات لوفتهانزا حققت 50% ارتفاعا في عدد المسافرين إلى مصر مقارنة بالعام الماضي، موضحا أن معظم الزيادة تتجه نحو مرسى علم والغردقة، ولكن القاهرة أيضا محطة هامة جدا، ونسعى لتطوير هذا الخط دائما، مشيرا إلى أنه تم تحقيق نسبة الإشغال المستهدفة للرحلات بعد زيادة المقاعد خلال الشتاء الجاري، رغم طاقة التشغيل الكبيرة.

 

وعن فتح خطوط جديدة في مصر، أوضح "ستين" إن لوفتهانزا تشغل رحلات مباشرة ومنتظمة من خلال شركاتها التابعة من أوروبا، إلى القاهرة، والغردقة، ومرسى علم، وهذا التوسع ناتج عن وجهة نظر لوفتهانزا أن هناك إقبالا على هذه الوجهات، وأيضا من خلال الاتصال بمنظمي الرحلات في أوروبا، وثقتهم في مستوى السياحة والأمان في مصر مثل لوفتهانزا، لتتوحد الرؤيتان والنتيجة فتح خطوط جديدة.

 

 

وأشار إلى أن رحلات لوفتهانزا الجديدة إلى الغردقة ومرسى علم ليست خاصة بالشركة أو منتظمة، وإنما طيران شارتر لصالح شركة FTI الألمانية، مؤكدا على اهتمام مجموعة لوفتهانزا للتوسع بوجهات أخرى في مصر، ولكن حاليا ليس هناك خطط ملموسة لذلك.

 

ولفت إلى أنه بخلاف ارتفاع الطلب على وجهة معينة، يكون لدى شركة لوفتهانزا نظرة للدولة كليا شاملة الأداء المالي واستقرارها، وهذا يسهم في صنع القرار، وفي مصر بعد التعويم تم تقييم الأداء الاقتصادي والذي كان إيجابيا ما ساعد على اتخاذ قرار التوسع في السوق المصري.

 

 

ومن ناحية أخرى، أكد مدير أول المبيعات في مجموعة لوفتهانزا على الاستثمار في جودة الخدمة لا ينحصر فقط في المطارات وصالات الانتظار أو مباني الركاب، ولكن أيضا جزءا كبيرا من الاستثمارات في الطائرات الجديدة.

 

وصرح بأن مجموعة لوفتهانزا تعاقدت على طلب شراء بإجمالي 138 طائرة جديدة، بقيمة تتجاوز 30 مليار يورو، يتم استلامها وفقا لجدول زمني حتى عام 2025، وذلك يعني بمعدل انضمام طائرة جديدة كل أسبوعين، مشيرا إلى استحواذ المجموعة على 77 طائرة كانت مملوكة لشركة "آير برلين" في ظل أزمتها، وكان هذا العدد يقترب من نصف الأسطول الكلي لها.

 

وتابع أن الاستثمار يشمل أيضا خطة تحديث الطائرات من الداخل، وهذا ما أدى إلى حصول لوفتهانزا على شهادة الـ 5 نجوم من "سكاي تراكس"، والتي تمثل مرجعية تقييم شركات الطيران حول العالم، قائلا: "نسعى للحفاظ على هذا المستوى، وهذا ما يميزنا كشركة طيران رائدة".

 

وعن حركة السياحة الألمانية الوافدة إلى مصر، قال فرانك دين ستين، إن الألمان لم يتوقفوا عن السفر إلى مصر، والسائح الألماني لديه ولاء ويخلص لمقصده المحبب له مصر، والتي تتميز بالمنتجعات السياحية في البحر الأحمر، والكنوز الثقافية المتمثلة في الآثار التي تنفرد وتتميز بها.

 

 

الجدير بالذكر، إن السياحة الألمانية تتصدر الحركة الوافدة إلى مصر من أنحاء العالم على مدار 3 سنوات بدون منافس، حيث حققت خلال عام 2017، إقبال 1.2 مليون سائح، بارتفاع 88% عن عام 2016، الذي سجل 654 ألف سائح، وقضوا نحو 12.6 مليون ليلة سياحية بزيادة 138%، لتتفوق على ما حققه عام 2015 وبلغ مليون سائح ألماني قبل عام الركود السياحي في مصر، وفقا للإحصائيات السياحية التي ينفرد بها "ترافل يلا نيوز".

 

واستطاع الألمان العام الماضي تسجيل أعلى معدل توافد لهم منذ عام الذروة 2010، والذي حقق إقبال 1.3 مليون سائح ألماني، وقضوا 15 مليون ليلة سياحية، وكانت تحتل المركز الثالث في قائمة العشرة الكبار.

 

وحقق السوق الألماني في مصر خلال الـ 8 شهور الأولى من 2018 توافد 1.1 مليون سائح، بارتفاع 49% مقارنة بنفس الفترة من عام 2017، قضوا 11 مليون ليلة سياحية بزيادة 48%.

 

وعلى جانب آخر، أشار مدير أول مبيعات لوفتهانزا إن المجموعة تنفرد باستخدام لوفتهانزا نظام حجز خاص بها منفصل عن أنظمة الحجز العالمية، لتفادي ارتفاع تكاليف التذاكر، حيث يوفر 16 يورو للعملاء في كل تذكرة مقارنة بالأنظمة الأخرى، كاشفا أن 100 شركة حول العالم بدأت استخدام هذا النظام وتستفيد من التخفيض، ويتيح النظام الجديد فرص أكبر للتواصل المباشر تحت مظلة الأياتا، وبدأت شركات الطيران تطوير هذه الحلول التقنية.

 

الجدير بالذكر أن مجموعة لوفتهانزا الألمانية تتبعها 5 شركات طيران وهي لوفتهانزا، والخطوط السويسرية، والخطوط النمساوية، وخطوط بروكسل البلجيكية، ويورو وينجز، وتشغل إلى مصر رحلات طيران منتظمة إلى كل من القاهرة والغردقة ومرسى علم.