عياد: تمويل البنوك التحدي الأكبر أمام توسع الاستثمار في النقل السياحي

 

كتب- أكرم مدحت

 

أكد نادر عياد عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة ممثلا عن النقل السياحي، على أنه يجب اتخاذ خطوات عاجلة نحو تشجيع الاستثمار في مجال النقل السياحي، بعدما تعرض لكبوة خلال السنوات السابقة ما جعله استثمار غير مربح.

 

وأوضح عياد في تصريحات لمحرري الملف السياحي، حجم الإقبال على التوسع في أسطول النقل السياحي ضعيف جدا، لارتفاع الأسعار، فضلا عن عدم دعم البنوك لهذا الاستثمار الهام، حيث تراجع العدد الذي يتم شراؤه خلال العام من 963 أتوبيس أحجام مختلفة في 2009، لتصل إلى 225 أتوبيس في 2018، كاشفا أن التعاقدات التي تمت حتى الآن على أتوبيسات 2019 لا تتجاوز 40 أتوبيس.

 

وأضاف أن متوسط إهلاك المركبة السياحية عالميا 5 سنين، ورغم ذلك الكثير من شركات السياحة والنقل السياحي فضلت أن تضع أموالها في البنوك وتحصل على الفائدة، بدلا من تجديد أسطولها، ما أدى إلى التراجع الذي يهدد استقبال الحركة السياحية، فلم تعد الشركات قادرة على نقل أكثر من 4.5 مليون سائح، في حين تشير التوقعات إلى أن مصر سوف تستقبل ضعف هذا العدد العام المقبل، والمشكلة الحالية عدم وجود أسطول يغطي حجم التشغيل في الأقصر، إلى جانب أن فتح موسم العمرة مبكرا سوف يزيد الضغط على الطلب مقارنة بالمعروض.

 

وطالب بضرورة تشجيع الاستثمار في الأتوبيسات السياحية من خلال التمويل البنكي، والتي تصدم المستثمرين برفع سعر الفائدة إلى 18% في السنة، أي أن الأقساط على 3 سنوات تصل بسعر الفائدة إلى 54% زيادة عن سعر الأتوبيس الذي يبلغ 3.5 مليون جنيه، ليصل إلى 5 ملايين جنيه.

 

ولفت إلى أن القطاع لم يستفد من مبادرة البنك المركزي بتمويل المشروعات السياحية بأسعار فائدة قليلة، ومن إجمالي 117 أتوبيسا كبيرا تم شراؤهم العام الجاري، المستفيدين 14 أتوبيسا فقط.

 

وأرجع ذلك إلى الاشتراطات التي يضعها البنك للحصول على التمويل في إطار المبادرة، وأبرزها تحقيق أرباح خلال السنوات الماضية والتي شملت أسوأ عام في تاريخ السياحة المصرية، وذلك بسبب عدم وجود ممثل حقيقي عن القطاع في اللجنة البنكية التي تضع ضوابط هذه المبادرات، ولذلك يجب عمل اتفاقية متكاملة بين القطاع السياحي والبنك المركزي.

 

وشدد عياد على أهمية إحياء مبادرة البنك المركزي التي لم يستفد منها سوى عدد قليل من المستثمرين وأغلبهم لم يتمكنوا حتى اليوم من سداد الأقساط، مطالبا بسرعة تفعيل المبادرة لدعم المستثمرين بقروض ميسرة تساعد على تطوير أسطول النقل السياحي، خاصة وان الشركات تشتري الأتوبيس السياحي ب٥٤% فائدة مركبة ما يصعب من عملية التطوير.

 

وتابع بأن الغرفة يجب أن تبادر بعمل اتفاقية مع وزارتي السياحة والداخلية وتنسيق مباشر لتسهيل إجراءات ترخيص المركبات السياحية، علاوة على تجديد الترخيص الذي تضطر فيه المركبة للسفر إلى القاهرة من كافة المحافظات، ما يعد عبء على الشركة، وتعطيل للسيارات التي تحتاج نحو 4 أيام للسفر والعودة لهذا الإجراء.

 

وانتقد حالة التخبط بين الجهات المختلفة، وصعوبة ترخيص الأتوبيسات في المحافظات السياحية المختلفة، التي يجب أن تأتي إلى القاهرة لإجراء الفحص الفني عليها، حيث يجب التنسيق بين الغرفة والجمارك والمرور ووزارة السياحة، لذلك يجب تشكيل لجنة تنسيقية بين كافة الوزارات بالتعاون مع غرفة شركات السياحة لإزالة العقبات، ودعم الاستثمار في النقل السياحي وتعديل تشريعات الجمارك والتراخيص، وأهمها السماح باستيراد الأتوبيسات المستعملة بشروط معينة.