الملك سلمان يطلق رحلات قطار الحرمين بين مكة والمدينة المنورة بسرعة 300 كم في الساعة


كتب- أكرم مدحت - صحفي بموقع ترافل يلا نيوز

 

شهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الثلاثاء الماضي، إطلاق قطار الحرمين السريع، الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، بطول مسافة 450 كم، وتتجاوز سرعته 300 كم في الساعة، ليوفر تأمين وسيلة نقل سريعة ومريحة وآمنة للمواطنين، والمقيمين وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وذلك في أول رحلة له تتزامن مع احتفالات العيد الـ 88 لليوم الوطني السعودي.

 

\

 

ويربط قطار الحرمين في مساره بين 5 محطات، في كل من مكة المكرمة، جدة، مطار الملك عبد العزيز الدولي، مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في براغ، والمدينة المنورة.

 

 

وسوف تستغرق المدة الزمنية لرحلة قطار الحرمين بين مكة المكرمة وجدة 21 دقيقة فقط، وبين جدة والمطار 14 دقيقة، وبين مطار الملك عبدالعزيز الدولي ورابغ نحو 36 دقيقة، وبين مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ والمدينة المنورة نحو 60 دقيقة، لتصبح إجمالي المدة الزمنية للرحلة كاملة من مكة إلى المدينة المنورة 131 دقيقة فقط.

 

ومن المقرر تسيير 8 رحلات يوميا بين مكة والمدينة المنورة بدءا من 4 أكتوبر المقبل في الاتجاهين، بأسعار ترويجية مخفضة لمدة شهرين، وستكون الرحلات أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد، فيما سيرتفع عددها تدريجيا مطلع عام 2019 إلى 12 رحلة يومية، تتزايد مع مرور الوقت والاحتياج الموسمي لتلبية الحاجة المتنامية للوصول عالي الكثافة إلى كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة.

 

ويعد هذا المشروع من أكبر المشروعات الوطنية التي تسعى المملكة من خلاله تقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين، في إطار رؤية المملكة لعام 2030، التي تستهدف مضاعفة أعداد زوار المشاعر المقدسة.

 

وقطار الحرمين أول قطار كهربائي سريع على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ويبلغ طول مساره 450 كم، وتصل الطاقة الاستيعابية له إلى نحو 60 مليون مسافر سنويا، من خلال أسطول قوامه 35 قطارا، يتكون كل قطار من رأسين محركين و13 مقطورة، وتبلغ سعة كل قطار 417 مقعدا، مجهزة بأحدث وسائل الراحة والتقنيات التي تيسر على المسافر رحلته، ويتسم التصميم الهندسي للمحطات بأنه مستلهم من الطراز المعماري الإسلامي.

 

 

وتم تنفيذ هذا المشروع العملاق على 3 مراحل، على أيدى تحالف من الشركات الوطنية والدولية، بتكلفة إجمالية تتجاوز 60 مليار ريال سعودي.

 

ومن أبرز إيجابيات مشروع قطار الحرمين دعم الصناعة والوظائف وخاصة الشباب، بسبب أن العدد الأكبر من العاملين بالمشروع البالغ عددهم نحو 5 آلاف موظف وعامل فى مختلف التخصصات من المواطنين السعوديين، وخضع بعضهم لتلقي سلسلة تدريبات مختلفة في أسبانيا، خاصة المهندسين وسائقي القطارات، علاوة على إعادة تأهيل 8 تقاطعات رئيسية في منطقة مكة المكرمة بطريق الحرمين.

 

مراحل تنفيذ المشروع

الجدير بالذكر أن العمل بالمشروع بدأ في عام 2009، وكان من المخطط أن يفتتح في عام 2012 ولكنه تأخر، وفي يونيو الماضي تم الإعلان عن افتتاح المشروع في سبتمبر الجاري، وسيدخل في الخدمة بالكامل خلال عام 2019.

 

وتم تنفيذه على 3 مراحل، حيث شهدت المرحلة الأولى إنشاء 138 جسرا، و850 عبارة تصريف مياه للأمطار والسيول، وتمت إزاحة 60 مليون متر مكعب من الرمال والصخور لإنشاء المسار.

 

وفي المرحلة الثانية بنيت محطات في مكة، وجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، والمدينة المنورة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي من قبل هيئة الطيران المدني ضمن مشروع تطوير المطار.

 

وفي المرحلة الثالثة بني الخط الحديدي، وأنظمة الإشارات والتحكم والتذاكر والاتصالات، وتصنيف القطارات، والتشغيل والصيانة من قبل شركات إسبانية، بالإضافة إلى إنشاء 6 محطات تغذية كهربائية على طول المسار، لتأمين طاقة التشغيل اللازمة.

 

ومن أهم مميزات المشروع تخفيف الضغط والازدحام على الطرق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك مدينة جدة، كما يسهم في توفير الراحة والسرعة بطريقة آمنة حيث يحظى بأجود معايير الأمن والسلامة التي تتطلبها الطرق السريعة، بالإضافة إلى تطبيق معايير حماية البيئة من التلوث الذي ينتج مع ازدياد استخدام المركبات المختلفة على الطرق السريعة، كما يضمن المشروع تأمين الصيانة والتشغيل، وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب طوال فترة عقد التشغيل.