بالصور.. وزير الآثار: إنجاز 50% من مشروع ترميم قصر البارون ومخطط افتتاحه منتصف 2019


كتب- أكرم مدحت 

 

تفقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار، اليوم، أعمال مشروع ترميم قصر البارون إمبان بمصر الجديدة، للوقوف على آخر مستجدات الأعمال الجارية به، والتي تقوم بها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

 

 

 

وتضمنت الجولة جميع طوابق القصر ومداخله، بالإضافة إلى المخازن التي يتم فيها إيداع الخامات والمواد اللازمة لأعمال الترميم، وورش العمل الخاصة بأعمال الجبس والأخشاب والفسيفساء.

 

 

وخلال الجولة أشاد الدكتور خالد العناني بما تم إنجازه من أعمال بقصر البارون والذي وصل إلى 50%، على مدار 12 شهرا حتى الآن، ومن المستهدف خلال عام افتتاح قصر البارون ليكون مقصدا للزائرين من القاهرة وخارجها، وكشف أن تكلفة الأعمال ستصل إلى نحو 100 مليون جنيه، لافتا إلى أنه منذ توليه المنصب طالبه جميع سكان مصر الجديدة بعدم ترك القصر في حالته السيئة، حيث كانت الحوائط مليئة بالصور السيئة، والشخبطة باللون الأسود وعلامات بالدماء.

 

وأوضح العناني أن اتخاذ الحكومة قرارا منذ عام ونصف بتخصيص مبلغ مليار و270 مليون جنيه لدعم مشروعات الآثار، جعلنا نستطيع البدء في ترميم العديد من النشآت الأثرية الهامة، ومن ضمنها قصر البارون، الذي لاحظ الجميع اختلاف حالته منذ بدء مشروع الترميم.

 

 

وأشار العناني إلى أن منفذي المشروع قالوا إن بناء قصر جديد أسهل بكثير من ترميم قصر البارون، حيث إنه ليس عمل إنشائي هندسي فقط وإنما ترميم دقيق أيضا، شمل الأسقف التي كانت متهالكة نتيجة المياه وسوء العزل لسنوات طويلة، ونظام الصرف الصحي القديم، لذلك حالة القصر كانت ضعيفة.

 

 

 

وشرح العناني أبرز أعمال الترميم الدقيق الحالية، وتشمل ليزر سكان ثلاثي الأبعاد، وتم عمل نموذج لوح زجاجي ويتم تركيب البلاطات الرخامية عليها، والأرضيات بكل دقة دون اجتهاد، موضحا أن ارتفاع تكلفة المشروع إلى 100 مليون جنيه، لاستحداث بعض البنود لسوء حالة الأسقف الجصية.

 

 

وأشار العناني إلى أن فريق العمل استطاع حل جميع المشكلات المفاجئة، والخاصة بمشكلات الصرف الصحي وغيرها، مؤكدا على استكمال الأعمال وتوفير التمويل اللازم للانتهاء من أحد أهم المشروعات القومية، والتي ستكون أحد أهم المزارات الأثرية والسياحية في مصر.

 

وصرح العناني بأن الوزارة بصدد إعداد مشروع متكامل يجعل من القصر ليس فقط مزارا أثريا سياحيا، وإنما تحويله إلى متنزه اجتماعي ثقافي يجذب الجميع له، وتوفير مراكز خدمية.

 

 

ومن جانبه، قال جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية، لـ "ترافل يلا نيوز"، إن مشروع الترميم بدأ في شهر أغسطس 2017 بمرحلة التوثيق واستمرت لمدة 3 شهور، ثم انتقلنا إلى مرحلة الترميم الإنشائي والمعماري وحاليا في مرحلة الترميم الدقيق، ومن المقرر أن ينتهى المشروع منتصف العام المقبل، موضحا أن مشروع الترميم يعقبه إعادة توظيف المنشأة واللاندسكيب، وحاليا هناك لجان من وزارة الآثار تجهز أكثر من طريقة لاستخدام القصر لاختيار الأفضل.

 

ولفت مصطفى إلى أن هذا المشروع أول ترميم للقصر، مؤكدا على أن تواجد وزير الآثار في مواقع العمل يعطي دفعة معنوية للموظفين أو الشركة المنفذة، علاوة على أن المتابعة تجعل كل مسئول يتحرك وفقا للجدول الزمني للمشروع.

 

 

وفي سياق متصل، أوضح محمد عبدالعزيز مدير عام القاهرة التاريخية، أنه تم إنجاز نحو 60% من أعمال المشروع، حيث تم الانتهاء من كافة أعمال التوثيق الأثري للموقع العام للقصر، وجميع طوابقه من البدروم والدور الأرضي والأول والسطح، باستخدام أحدث الوسائل العلمية من التوثيق الرقمي، والفوتوغرافي، والليزر سكان، حرصا على مراعاة الطراز المعماري الفريد للقصر وجميع عناصره المعمارية والأثرية.

 

وأضاف أن جاري استكمال أعمال التدعيم الإنشائي لأسقف القصر وترميمها، وتشطيب الواجهات والعناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك ونزع جميع الأسقف والكرانيش الجصية، والانتهاء من ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية، وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية، واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسي، والتمثال الرخامي بالموقع العام أمام واجهة 1 و4، والمحفوظ أسفل سلم البرج.

 

 

 

 

يشار إلى أن جولة الدكتور خالد العناني رافقه خلالها كل من الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وأعضاء لجنة الإشراف الهندسي والأثري من وزارة الاثار، والعميد هشام سمير مساعد الوزير للشئون الهندسية، والدكتور مدحت الشريف وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب ونائب دائرة مصر الجديدة والنزهة، وجمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية، ومحمد عبدالعزيز مدير عام القاهرة التاريخية.

 

تاريخ قصر البارون

يمثل تاريخ بناء قصر البارون إمبارن ميلاد حي مصر الجديدة، والذي شيده البلجيكي إدوارد إمبان عام 1905م، ويقع القصر على مساحة نحو 12 ألف متر مربع، واكتمل البناء عام 1911.

 

 

وحيث وصل المليونير البلجيكي إدوارد إمبان إلى القاهرة في نهاية القرن التاسع عشر، بالتحديد بعد عدة سنوات من افتتاح قناة السويس، وكان إدوارد إمبان يحمل لقب "بارون"، والذي منحه له ملك فرنسا تقديرا لمجهوداته في إنشاء مترو باريس.

 

ترجع فكرة بناء القصر إلى البارون إمبان الذي عرض على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حي في الصحراء شرق القاهرة واختار له اسم "هليوبوليس" أي مدينة الشمس، واشترى البارون الفدان بجنيه واحد فقط، حيث أن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات، وحتى يستطيع البارون جذب الناس إلى ضاحيته الجديدة فكر في إنشاء مترو ما زال يعمل حتى الآن وأخذ اسم المدينة "مترو مصر الجديدة"، لربط الحي أو المدينة الجديدة بالقاهرة، كما بدأ في إقامة المنازل على الطراز البلجيكي الكلاسيكي بالإضافة إلى مساحات كبيرة تضم الحدائق الرائعة، وبني فندقا ضخما هو فندق هليوبوليس القديم الذي ضم مؤخرا إلى قصور الرئاسة بمصر.

 

 

وقرر البارون إقامة قصر، فكان قصرا أسطوريا، وصمم بحيث لا تغيب عنه الشمس حيث تدخل جميع حجراته وردهاته، وهو من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، واستلهمه من معبد أنكور وات في كمبوديا، ومعابد أوريسا الهندوسية.