ارتفاع أسعار النقل السياحي 25% بعد زيادة السولار.. وقفزة في برامج الرحلات الداخلية

 

شركات السياحة تعيد تقدير تكاليف التشغيل.. وبداية ذروة أجازة الصيف مهددة بالركود

 

نصيف صاحب "جو باص": السولار يمثل 20% من تكلفة النقل السياحي


كتب- أكرم مدحت 

 

إعادة ترتيب الأوراق وتقدير تكاليف تشغيل النقل السياحي هو الوضع الحالي لجميع شركات السياحة والنقل السياحي المتخصصة في الرحلات الداخلية، في ظل أسعار السولار الجديدة التي أعلنت الحكومة في أول أيام عيد الفطر منتصف يونيو الجاري، لتتزامن مع بداية ذروة موسم الأجازات في الصيف والسياحة الداخلية للمصريين، وبعض الشركات رفعت أسعار تذاكر رحلاتها بنسبة 25%.

 

وكانت نسبة ارتفاع السولار بلغت نحو 50%، ليصبح سعر اللتر 5.50 جنيها، بعد أن كانت 3.65 جنيها، قبل تطبيق المرحلة الثانية لخطة الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات بشكل عام، البنزين بمختلف أنواع 80 و92 و95، والسولار، والغاز الطبيعي.

 

وفي هذا السياق، كشف ماهر نصيف صاحب مجموعة جوباص للنقل السياحي وهيبتون للسياحة لـ "ترافل يلا نيوز"، أن نسبة الزيادة المطبقة في أسعار تذاكر الرحلات الداخلية تتراوح بين 15 و25% حسب الرحلة والمسافة، والتي تم الإعلان عنها من اليوم التالي لقرار الحكومة زيادة أسعار السولار والمحروقات بشكل عام.

 

وأوضح نصيف أن السولار يمثل 20% من تكاليف تشغيل النقل السياحي، وبالتالي الزيادة الحقيقية في مصروفات الرحلات بشكل عام تبلغ نحو 10% فقط، لافتا إلى أن أي تعاقد تم تعديله لأنها تمثل تغيرات ناتجة عن قرارات سيادية خارجة عن إرادة الشركات السياحية أو النقل السياحي.

 

وقال نبيل ناجي مدير السياحة الداخلية بشركة ترافكو هوليدايز، إن أسعار السولار الجديدة أثرت على تكاليف تشغيل الأتوبيسات السياحية بنسبة تتراوح بين 25 و30%.

 

وأضاف أن هذا التأثير طال الفنادق برفع أسعار الإقامة لزيادة مصروفات المعدات التي يعتمد تشغيلها على السولار مثل مولدات الكهرباء وسخانات المياه، والمطابخ، علاوة على تكاليف نقل الأغذية، والتي جعلت بعض الفنادق تضع زيادة تصل إلى 50% على قيمة التعاقدات السابقة.

 

وأشار ناجي إلى أن كل هذه العوامل أدت لارتفاع أسعار برامج الرحلات الداخلية بشكل عام بنسب تتراوح بين 30 و40%، ما يؤثر على قرار سفر المصريين واختيار وجهتهم السياحية مع بداية ذروة موسم أجازة الصيف، وخاصة رحلات شرم الشيخ والتي تتسم حاليا بمشقة الوصول إليها بالطريق البري.

 

ولفت إلى وجود تأثير آخر ولكنه لن يظهر إلا في موسم الشتاء، ويتعلق بارتفاع تكلفة تشغيل الفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان بشكل كبير، والتي أصبحت جاذبة للمصريين خلال أجازة منتصف العام الدراسي.

 

ومن جانبه، قال هاني يوسف رئيس مجلس إدارة شركة بلانيت تورز، إن شركات السياحة تعيد ترتيب أوراقها وحساباتها في التعاقدات الجديدة بعد انتهاء أجازة عيد الفطر الذي يمثل موسم أساسي للرحلات، حتى لا تجعل العملاء المصريين يحجمون عن السفر، وبالتالي تؤدي إلى ركود السياحة الداخلية مع بداية موسم الأجازات الصيفي.

 

وأوضح يوسف أن شركات النقل السياحي أو شركات السياحة المالكة لأتوبيسات لم تنتهي بعد من دراسة الوضع الاقتصادي للتشغيل، نظرا لأن ذروة موسم السياحة الداخلية كان الأسبوع الماضي خلال عيد الفطر، ولم تعلن التغيرات حتى الآن في الأسعار.

 

ومن ناحية أخرة، أشار رئيس شركة بلانيت تورز إلى ارتفاع تكاليف تشغيل الفنادق العائمة بنحو 50%، حيث وصل تموين المركب التي تمتلكها الشركة في الأقصر إلى 27 ألف جنيه مقابل 18 ألف جنيه قبل الزيادة، ورغم أن الصيف ليس موسمها الأساسي إلا أن هناك بعض الرحلات بين الأقصر وأسوان يتم تشغيلها بحجوزات الأجانب.

 

ولفت يوسف إلى جانب آخر يجب عدم تغافله يتعلق بالعمالة في شركات السياحة والفنادق والتي تتطلب زيادة رواتبهم لارتفاع تكاليف المعيشة، وبالتالي تكون المصروفات الإضافية عبءا على ميزانية أي منشأة سياحية.

 

وفي نفس السياق، أوضح كريم محسن صاحب شركة سيلفيا تورز للسياحة ورئيس اتحاد الغرف السياحية سابقا، أن شركات النقل السياحي الكبرى لم تعلن عن الأسعار الجديدة لتأجير الأتوبيسات بعد ارتفاع السولار، وتوقع أن تتراوح الزيادة المرتقبة خلال الأسبوع الجاري بين 35 و40%، لافتا إلى أن هناك عناصر أخرى في المنظومة لا نعرف مصيرها مثل أسعار قطع الغيار.

 

وأشار محسن إلى أن التعاقدات المبرمة على الوفود السياحية الأجنبية الوافدة لم تشهد أي تغير، وتتحمل شركات السياحة فارق مصروفات التشغيل، حيث أن التعاقدات الخارجية لا تخضع لأي تغيرات مفاجأة غير متفق عليها.