وزير الآثار يفتتح متحف مسلة سنوسرت الأول بالمطرية.. والزيارة مجانا لمدة أسبوع

 

العناني: الافتتاح توقف 7 سنوات وتكلفة تطويره 6 ملايين جنيه

 

مساعد وزير الآثار: بحث تطوير شارع المطراوي والذي يحتوي على "شجرة مريم" مع محافظة القاهرة


كتب- أكرم مدحت 

 

افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار اليوم السبت المتحف المفتوح بمنطقة المسلة بالمطرية، وذلك بعد الانتهاء من مشروع تطوير وتجهيز الموقع وإعداده للزيارة ليكون متحفا مفتوحا يضم مسلة الملك سنوسرت الأول، وقطع أثرية من أعمال الحفائر بالمنطقة، بحضور مجموعة من سفراء الدول الأجنبية والعربية بالقاهرة والمستشارين الثقافين.

 

 

 

وفي كلمته قال العناني إن مسلة سنوسرت الأول تعود إلى 4 آلاف عام، وبالتحديد إلى 1940 ق.م، ورغم مرور الزمن إلا أنها مازالت تحافظ على كيانها، وتدل على أن مدينة المطرية تعد أقدم جامعة في العالم وعاصمة للحضارة الدينية، لما تم اكتشافه من آثار في المنطقة، بل ومدن مدفونة تحت المناطق السكنية المحيطة بهذا المتحف المفتوح.

 

وقرر وزير الآثار أنه سيتم فتح المتحف مجانا أمام الزائرين من المصريين والأجانب والعرب المقيميين حتى يوم الجمعة المقبل، موضحا أن الوزارة تقيم حملات توعية لحث المواطنين على أهمية آثار المنطقة والحفاظ عليها.

 

وأشار إلى أن المطرية من أغنى المناطق الأثرية والتي تعرضت للغزو الفارسي مرتين الأول عام 525 ق.م، والثاني 343 ق.م، وفي القرن الأول الميلادي تم نقل آثار المطرية إلى كل من الإسكندرية وروما، وتم الاستعانة ببعض الحجارة الأثرية منها في بناء أسوار ومساجد القاهرة الإسلامية.

 

 

وكشف العناني أن العمل في تطوير المتحف المفتوح بالمسلة في المطرية بدأ في أغسطس 2008، وانتهى في أكتوبر 2010، بتكلفة بلغت 6 ملايين جنيه، ولكن العمل توقف في المشروع لعدم تركيب كاميرات المراقبة والتي تبلغ 34 كاميرا بتكلفة مليون جنيه، لافتا إلى أن المنطقة تحتاج المزيد من التطوير وتأهيل الطريق المؤدي إليها في حالة توافد حركة سياحية عليها.

 

وصرح الدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار أنه من المقرر عقد اجتماع غدا الأحد مع محافظ القاهرة لبحث تطوير شارع المطراوي بالكامل، والذي يربط ميدان المطرية بالمسلة، كما يحتوي الشارع على شجرة مريم والتي تعد أحد أهم المعالم الأثرية الدينية وخاصة فيما يتعلق برحلة العائلة المقدسة في مصر.

 

وفي سياق متصل، أوضح الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الافتتاح يأتي بعد الانتهاء من مشروع التطوير الذي أعدته وزارة الآثار بهدف إحياء المنطقة وجعلها مزارا سياحيا هاما يليق بقيمتها التاريخية والحضارية ومتحفا مفتوحا يحكي تاريخ أقدم مدينة مصرية وهي مدينة أون.

 

 

وأضاف أن المتحف يضم 135 قطعة أثرية من عصر الدولة القديمة وحتى الدولة الحديثة، من أهمها مسلة الملك سنوسرت الأول أحد ملوك الأسرة الـ 12، والتي كانت مقامة أمام المعبد الذي بناه الملك لعبادة الإله "رع"، وهي منحوتة من الجرانيت الوردي من محاجر أسوان، ويبلغ ارتفاعها 20 مترا، وتزن 121 طنا، بالإضافة إلى وجود العديد من المسلات الأخرى والمكتشفة في المنطقة ومنها جزء من مسلة الملك تتي الأول أحد ملوك الأسرة السادسة.

 

 

كما يعرض المتحف المفتوح تمثال للملك سيتي الثاني راكعا يقدم مائدة للقرابين، وتمثال للملك رمسيس الثاني برداء الكاهن من الحجر الرملي فاقدا الجزء العلوي، وكتل منقوشة لمعابد من عصر الملك أمنحتب الثالث، ورمسيس الثاني، ووجه تمثال عملاق للملك رمسيس الثاني ويد لنفس التمثال، بالإضافة إلى مجموعة من أعمدة نباتية من حجر الجرانيت الأسود من عصر الملك مرنبتاح، ومدخل باب من الحجر الرملي من عصر تحتمس الثالث، وأجزاء من مقابر وتوابيت ومقاصير مختلفة.

 

 

ومن جانبه، قال المهندس وعدالله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات أن الوزارة بدأت أعمال التطوير التي أجريت بالمنطقة شملت إزالة الحديقة العامة التي كانت موجودة بها، وإعداد سيناريو عرض جديد للقطع الأثرية المختارة لتكون حول مسلة سونسرت الأول، بالإضافة إلى تنفيذ ممرات من الأحجار غير منتظمة الشكل تؤدي إلى أماكن العرض المكشوف، وإعداد أماكن لاستراحة الزوار، ومنظومة إضاءة لإنارة الموقع ومبنى إداري للعاملين، لافتا إلى تجهيز المدخل الخارجى للمزار وإحاطته بسور حديدي يفصل بين العشوائيات والمزار الأثري، وعمل بطاقات تعريفية للقطع المعروضة من خلال مفتشي آثار المنطقة.

 

 

 

وأوضح الدكتور شريف المنعم المشرف على إدارة تطوير المواقع الأثرية أن المطرية والمعروفة بمدينة عين شمس القديمة، ومدينة هيليوبولس هو الاسم اليوناني لمدينة عين شمس، والتي كانت تعرف في العصور الفرعونية باسم "أون"، المركز الرئيسي لمعبد الشمس، حيث كانت تعد العقيدة الشمسية أو عبادة الشمس محور الديانات المصرية القديمة لأكثر من 3 آلاف عام.

 

وأضاف عبد المنعم أن المنطقة تقسم إلى منطقتين كبيرتين وهما منطقة المعابد وكانت محاطة بسور ضخم من الطوب اللبن، وتشغلها الآن مناطق المسلة وعرب الحصن وعرب الطوايلة والخصوص، أما المنطقة الثانية وهي منطقة الجبانة وكانت تسمى "جددت عات" وتشغلها الآن مناطق عين شمس الشرقية وعين شمس الغربية، وحلمية الزيتون، والنعام، ومنشية الصدر، وأجزاء من مصر الجديدة، ومدينة نصر، والروضة.